النسخة الكاملة

الانتفاضة المتجددة

الخميس-2021-05-09 10:30 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - عبد اللطيف العواملة

الانتفاضة شعور وجداني وعملية وعي جمعي قبل ان تكون فعاليات ونشاطات على الارض. الاساس هو الوعي بالقضية وابقائها حية في الضمائر ومن ثم في العقول وبعد ذلك في السواعد. ما يحدث اليوم في القدس وهبة الشعب الفلسطيني للتضامن معها، ما هي الا موجة جديدة من موجات الانتفاضة الفلسطينية.
يعبر الشعب المظلوم عن ارادته الحرة بعدة وسائل، احداها بالتحرك الشعبي في الشوارع وعلى الارض. الانتفاضة عملية مستمرة تاخذ اشكالا متعددة، فالرفض المعنوي انتفاضة، ومقاطعة ادوات المحتل انتفاضة، والمسيرات انتفاضة، والتمسك بالارض والممتلكات انتفاضة، وتحدي جيش الاحتلال انتفاضة.
بكل ثقة نقول ان الشعب الفلسطيني قد انتصر. فعندما لا تتمكن اسرائيل بعد زمن طويل من التفوق العسكري من ان تحقق خنوع واستسلام او اندماج الضحية فانها تكون قد انهزمت. العالم كله يعرف ذلك بما فيه اسرائيل نفسها. والاهم ان الفلسطينيين انفسهم يعرفون انهم انتصروا لان ارادتهم لم تقهر. المحتل قلق وخائف ويعبر عن ذلك بمزيد من العنف، وهذا ليس انتصارا.
الشعب الفلسطيني اثبت انه مقاوم صبور. والصبر سمة لم تتوفر في الانظمة العربية الداعمة للقضية. فجبروت اسرائيل كان دائما اضعف من ان يصمد امام مقاومة صادقة طويلة ومتكاملة. في مراحل كثيرة نفذ صبر العرب وقرروا ان يقاتلوا حتى اخر فلسطيني. ولكن الرهان الاسرائيلي، ومعه بعض الاحلام الدولية، على نفاذ مخزون المقاومة المعنوي لم ينجح والواقع يدلل على ذلك.
الشعب الفلسطيني حي وقادر على التعبير عن عدالة قضيته بعدة وسائل، وهذا ما يقوم به اليوم على امتداد الاراض المحتله وفي المهجر. لقد انتصر معنوياً واخلاقياً. وتجدد انتفاضته اليوم ما هو الا تعبير واقعي عن الانتصار. وعلى قيادات الشعب الفلسطيني، والدول العربية ايضا، ادراك ان الوعي الفلسطيني يشمل ايضا احتجاجا على ما تم ويتم في غرف المفاوضات، وتحركه القوي يطالبهم ضمنا بتغيير النهج.