جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يدرك جلالة الملك حجم وتأثير الاتحاد الأوروبي في السياسة الدولية فيتوجه على الفور الى بروكسل في خضم معركة حامية الوطيس في الشيح جراّح التي باتت تمثل عصب المواجهة الأردنية مع إسرائيل في القدس.
جلالته بحث تطورات ما يحدث في القدس مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير ومع ملك بلجيكا ، لعلمه بحجم التأثير الذي يشكله موقف الاتحاد الأوروبي المؤيد للأردن في القدس.
يأتي الحراك الملكي بعد أيّام من ضربة استباقية وجهها الأردن لإسرائيل وقضائها غير النزيه عبر وثائق ملكية تاريخية تم تزويد أهالي حي الشيخ جراح بها في إطار المواجهة القضائية.
قبلها بساعات كانت إسرائيل تستجدي التهدئة عبر مسؤول أمني إسرائيلي زار الأردن، في ظل التوترات التي يشهدها الحرم القدسي الشريف ومدينة القدس الشرقية.
زيارة المسؤول الإسرائيلي أفضت الى إزالة الحواجز التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية في منطقة باب العامود، ما خفف من حدة التوترات مع المقدسيين، ومنع دخول المستوطنين اليهود إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة حتى اشعار آخر.
يؤكد الأردن دوما على حقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس، بموجب اتفاقية "وادي عربة" للسلام مع إسرائيل.
فضلاً عن توقيع جلالة الملك في 2013، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي المملكة حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.
يحاول الملك جاهدا مأسسة وضع قانوني ثابت معترف به دولياً في القدس ويخاطب الأوروبيين بلغتهم، مؤكدا دوما أن القدس جوهر الصراع في المنطقة ولا راحة الا بحل شامل.
اما كلمة السر التي يتمسك بها الأردن في كل أدبياته السياسية فهي " تغيير الوضع القائم"، حيث تقضم إسرائيل كل يوم وصت دولي مطبق أراض فلسطينية جديدة بما فيها القدس مستغلة انشغال العالم بمكافحة الجائحة العالمية.
يبدو اللجوء الى الخيار الأوروبي في هذه الأوقات العصيب خياراً صائباً خاصة مع عودة إسرائيل الى المربع الأول في معضلة تشكيل حكومتها للمرة الرابعة، ومن المنطقي ممارسة الضغوط الدولية عليها في ظل فرص غياب نتنياهو خصم الأردن وغريمه عن المشهد.