جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
بمقالتي السابقة والتي كنت قد كتبت فيها عن الفراجين وكان عنوانها
" لماذا لا اتابع الفراجين " حيث تحدثت فيها عن المشاهد والظروف السيئة التي يعيشها المواطن الأردني من ظروف محبطة وغير مشجعة على العيش بالوطن وتشجع على الهجرة الى دول محيطة لو كانت ظروفهم احسن من ظروفنا ، ولهذا وصلنا لمراحل قريبة من الإنتحار ، ولهذا فإن الشعب الأردني احيانا يكون مكرها لمتابعة مثل هكذا مسلسلات تكاد تكون مستواها اقل من الهابط وتحت مستوى الهاوية لفروغها من أي محتوى سياسي وديني أوثقافي إجتماعي .
ولكننا الأن سوف نتوجه الى اهلنا واخواننا من الشعب الفلسطيني الذين يشعلون في رمضان رايات الشهادة و نارا وقودها الأنتفاضة على عدو قال الله عنه انة يتميز بقتل الأنبياء ورُسُل الله تعالى ، عدوا يحاول منذ عقود تهويد القدس والأقصى، يحاولون باحثون أثر لهم يدلل على وجودهم من عظمة نجسة لجثة يهودية او فخارة نتنة تعود بأصلها لهم ، ولكن ولله الحمد لم ولن ينجحوا في هذا البحث وهذا المسعى .
وبعد كل هذه التضحيات المستمرة للآن والإعتقالات والانتفاضات من الشعب الفلسطيني وما قدمه أيضا الشعب الأردني ، يظهر علينا الفراجين مع احترامي لشخصه ونسبه ، ويتقمص شخصيات عن ومن المجتمع والثقافة الفلسطينية والأردنية التي تتشابه الى حد بعيد في العادات والأعراف( تطابق في اللهجات واللبس والعادات والاعراف) ويمسخرها ويتفهها بعروض دنيئة وهابطة ولا تحمل أي مضمون او هدف او رسالة ذات قيمة مادية او معنوية .
هل يعقل يا فراجين ان يتم إظهار الشعب الفلسطيني الذي يقاوم ومنهم إما شهيد او جريح او معتقل الآن ، هل يعقل ان ترسم لوحاتهم المشرفة للأمة العربية والإسلامية بمثل هكذا تفاهات اعلامية ساقطة وحقيرة لا تستحق إلا البصاق عليها .
هل يعقل ان تصور عاداتنا وثقافتنا الفلسطينية والأردنية وتاريخنا وترسمه بلوحات وقحة وقذرة .
اين مسلسلاتك من تعزيز البطولات والشهادات والأسرى والمعتقلين وقصص المقاومين واغتصاب الأرض والثقافة وتلويث الدين واللغة والأعراف والعادات التي يحاول عرابهم ايلي كوهين ان يزرعها في كل تغريداته هو وكل من الناطق الاعلامي لجيش الدفاع الاسرائيلي والذباب الالكتروني مثل الطبرة واسامة فوزي .
لماذا يا عماد لا ترقى بفنك وتظهر تاريخنا وثقافاتنا من خلال الكوميديا الهادفة وليس الهارفة ، لماذا لا تظهر التراث الفلسطيني والأردني والذي كله مليء بقصص رائعة عن البطولات والكرم والتراحم وحب الجار للجار والأمانة وحب الوطن والعمل ضد الإحتلال والعنصرية ، لماذا لا تتمسخر على حياة المجتمع اليهودي وطريقة تعاملهم مع الشعب الفلسطيني ، لماذا لا تهزئهم وتعريهم بالكوميديا تبعتك وتوثق بفنكم رسائل لأولادنا واحفادنا ليعرفوا حقيقة هذا العدو الغاصب وعاداته وتقاليده ومكائدة ومكره تجاهنا وتجاهنا ارضنا وشعبنا المُحتلًة أرضَه ومساجده وكنائسه .
لقد استوقفتني بعضا من محتويات حلقاتك والتي تظهر انك قد عدت من السفر حيث وجدت اولادك يتشابهون بأشكالهم مع اشكال الموسرجي والكهربجي وكأنك توحي بأن اولادك اولاد حرام ، هل يعقل هذا يا فراجين ، وهل وصلنا لهذا المستوى من الانحطاط بالفن لِنَبث مثل هكذا افكار مسمومة ونتكسب بعض الدريهمات المشبوهة .
ولا ننسى أنك تستخدم عبارات لا يمكننا ان نصفها إلا بالعبارات الوقحة وقليلة حياء ولا يمكن أن تصدر او تستخدم الا من قبل أبناء الشوارع والزعران . ويظهر لكم احيانا في بعض المشاهد التي لا تعتبر فقط خدشا للحياء العام وانما قد نصفها بأنها مدمرة ومحطمة لكل ما يسمى بمنظومة الأخلاق . ويستخدم بحواراته كل الفساخات اللفظية وبعروضات إباحيات إيحابية لا يمكن أن تحدث حتى في الدول علمانية .
إن الفراجين حتما لا يختلف فيما يقدمه على الإعلام عن تغريدات وتصريحات الصهيوني ايلي كوهين ، فكلاهما يسيئان لتاريخ وثقافة الشعب الأردني و الفلسطيني ويضعفان القضية الفلسطينية من خلال بث سمومهما التي تظهر في قالب المسخرة والإستهزاء في ثقافتنا وتاريخ ونضال شعوبنا وتعاليمنا ديننا السمح .
واخيرا اتمنى من مؤسسة و هيئة المرئي والمسموع ان تشاهد وتراقب مثل هكذا مسلسلات وتمنع عرضها على وسائل إعلامنا العامة والخاصة ان كنتم تخافون الله وتحبون الشعب الأردني والفلسطيني ..