النسخة الكاملة

في الأردن من لا مهنة له يطلق عليه سياسي و دبلوماسي

الخميس-2021-05-01 03:08 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - النائب السابق عدنان الفرجات

معالي الأخ دودين لم تكن موفقاً بالرد على تصريحات أفيخاي أدرعي الناطق الرسمي باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، و هنا قبل أن ألقي اللوم عليك أصب جمَّ غضبي على الدولة التي لا تتأنى في اختيار المواقع الحساسة، فمعرفتنا بك أيها الفاضل أنّ جدك مصطفى دودين، ووالدك مروان، من رجالات الدولة الأردنية الذين ساهموا في بنائها، و لكن لإبراز الحقيقة بأن مؤهلاتك لا تتفق مع مواصفات وزير إعلام و ناطق رسمي لدولة مواجهة، و هنا أجد أنَّ في الأردن من لا مهنة له يطلق عليه سياسي و دبلوماسي، و قد وقفت قليلاً عند مؤهلاتك و خبراتك، فأنت تجيد العمل بأنواع الباطون و الحديد المسلح ( ليست القوات المسلحة) و أنواع خشب الطوبار و أسعار المقاولات (كونك مقاول) و بنيت ثروة هائلة من هذه المقاولات و خاصة في العقبة البعيدة عن أعين أصحاب القرار، و أنا شاهد على ذلك عندما كنت مديراً لشرطة العقبة، و هذه في مجملها هي مواصفات عظيمة لإشغال منصب وزير أشغال، و عودةً إلى سيء الذكر أفيخاي أدرعي فوجدت في مؤهلاته أنه خاض ثلاثة حروب و يجيد اللغة العربية و يحمل رتبة رائد فقط، وكانت معظم الفضائيات العربية تتأهب للقائه قبل يومين لأنه لديه المهنية العالية و يسبب إحراج لمن يقابله، فعندما صرّح قبل عدة أيام بأن إسرائيل لديها القدرة بأن تشرب شراب السوس في العدسية و تتناول الغداء في عمان فهذا حديث أولاد حارات لم يُبنى على حقائق و من أهمها أن أهل العدسية عندما سمعوا بهذا التصريح لم يتعاملوا بالدبلوماسية و السياسة كما تزعم أنت، فما كان منهم إلا أن قاموا بإغلاق الطريق المؤدي إلى عمان و أوصلوا رسالة إلى جانب العدو الإسرائيلي أن هذه عينة من المجتمع الأردني الذي لا يرضى الضيم و أوصلوا رسالة أن في حال تأزمت الأمور مع العدو الاسرائيلي فإنّ الشرق أردني يرفع الآذان و الغرب أردني (فلسطيني) الذي يعيش في الأردن يقيم الصلاة و أن الشركسي يؤم بالمصلين على أرض المعركة، و بدلاً يا معالي الوزير من أن تلجأ إلى أسلوب الدبلوماسية و السياسة هناك عبارة أقوى من ذلك للرد عليهم " وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ"، فهذا كلام الله و هذا نهجهم منذ بدء الخليقة لعنة الله عليهم(اليهود).


و هنا أسجل أيضاً عتبي على متقاعدين العسكريين برتبة لواء فما فوق و الذي ينيف عددهم عن خمسمائة أو أكثر، لماذا هذا الصمت و أنتم تشكلون منظومة عسكرية بخبرات واسعة،، فكان الأولى أن يكون لكم امتداد على مساحات القنوات الفضائية في الدول العربية و أن تخوضوا في حديث ينسجم مع الثوابت الأردنية دون أن تُحَمِّلوا الدولة أيّة مسؤولية، لأن ذلك في لغة الإعلام يسمى رأي الشارع دون أن تُحمّلوا الدولة أيّة مسؤولية لوجود اتفاقيات و معاهدات (فاشلة) مع العدو الصهيوني.


لقد مضى على الاردن عدة عقود و هم في مواجهة هذا العدو على حساب موازناته و مقدراته المتواضعة و قدّم العديد من الشهداء على أرض فلسطين في الوقت الذي تنعم بعض العواصم الأوروبية ببعض القصور الفارهة و القوارب الفريدة الصنع في بحارها و على شواطئها لحكام عرب دون الالتفات لجرح الاردن الذي ينزف و بعد مضي هذه المدة الطويلة من معاناة الدولة و الشعب الأردني لا بد من المكاشفة و المصارحة، و أُذَكّرك يا أفيخاي أدرعي أن معظم الشعب الاردني الملتزمين دينياً لا تبيت شمس يومهم الا أن يقرؤوا قول الله تعالى:" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".