جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - ابراهيم عبدالمجيد القيسي
التاريخ العربي الحديث، الذي ابتدأ بعد زوال دولة الخلافة، ثم حقبة الاستعمار، كله تاريخ حافل بأعوام (نحسات)، إن لم تكن مصائب عامة طامّة، تقع على شعوب عربية بعينها، ومع تكرار هذه الأعوام ترسخ مفهوم الدولة الوطنية الرعوية.. ويمكننا إجراء بحث سريع في تاريخ أكثر من دولة عربية، قامت خلاله حكومات تلك الدول (بإغاثة) شعوبها، لتتجاوز الكوارث والأزمات التي تسببت لها بضنك العيش..
نحن على اعتاب فترة شبيهة، وهي قد تكون الأقسى على بعض الشعوب العربية، وأذكر هنا مشروع سد النهضة الأثيوبي، الذي يستهدف العبث في أمن واستقرار بلدين عربيين كبيرين، يعتبر نهر النيل شريان حياتهما، وعلى ضفافه نشأت حضاراتهما عبر كل الزمن الماضي..
منذ قدومه للمرة الثانية وزيرا لوزارة الزراعة، يردد المهندس خالد الحنيفات (هذا عام يغات فيه الناس) في أغلب اجتماعاته مع القوى الفاعلة في هذا القطاع..ويوضح الغوث:
لا اريد ان أتحدث للإعلام عن أي شيء غير حقيقي، ولن نسير في طريق يتطلب انفاقا حكوميا، وسنفعل كل ما يكون له الأثر المباشر على الفقراء في المجتمع الزراعي، فهذا عام حافل بالتحديات لا سيما على صعيد الفقر والبطالة، لذلك كان لقطاع الزراعة حصة كبيرة من برنامج الدعم الحكومي الذي أعلنته الحكومة مؤخرا.
لا مجال للخوض في السياسة الجدلية، وسيكون الحديث ترفا زائدا، لا يمكن ان نفهمه، والدولة تقع بين مطرقة أزمات اقتصادية سياسية مزمنة، وبين سندان عام ثان من كورونا، حيث تراجعت قطاعات كثيرة، وانعكست مؤشرات هذا التراجع على زيادة نسبة البطالة واتساع جيوب الفقر.
أمس نشرت (الدستور) تصريحا منسوبا لوزير المياه، وهو بالمناسبة ليس مفاجئا، فالموسم المطري ضعيف هذا العام، ولا بد سينعكس على الصيف، ليكون ساخنا صعبا في مسألة المياه، وللزراعة الهامش الاوسع بالتضرر، ولأسعار منتجاتها أيضا.
موجة الجراد، التي تسببت بها أساسا موجة حر ورياح متدفقة من الصحراءين، الجنوبية والشرقية، لن تكون ذات خطر كبير حسب تصريحات المختصين بوزارة الزراعة، وأثر الجراد على الزراعة لن يحتاج منا أن ننتظر كثيرا لنراه، وها هي أكثر من خمسة أيام مضت، ولم نلمس أثرا لهذه الموجة، التي لا تستطيع الدول مهما بلغت إمكانياتها أن تقضي عليها إن داهمتها، وللجراد قصص معروفة على كوكبنا، عرفناها باعتبارها (سخطة) من الله، حيث لا مجال لدواء إن هي ضربت في مكان.. جنبنا الله شرورها.
الحكومة لا تحسد على هذه الظروف، ولا بد سيكون لها إجراءاتها التخفيفية على الناس، نتمنى بل يجب عليها أن تبادر بها، مع تمام تقديرنا لحرج موقفها.