جفرا نيوز -
جفرا نيوز - هو من السياسيين النُّدرة الذين اقتربوا من روح الأردن والأمة.
مَتَحَ طارقُ ونهلَ من بئر معلمه الحر وصفي التل، فكابد كل ما يجب على الحر ان يكابده.
هرب طارق ابن الحزب القومي السوري، وتشرّد واختبأ من المباحث في الأردن وسوريا ولبنان. وسُجن وفُصل من العمل ومُنع من الكتابة. وأسس مع مريود التل شقيق وصفي، مجلة الأفق التي أُغلقت بعد 6 شهور. كنت مدير تحريرها.
عُيّن طارق مديرا عاما ورئيسا لتحرير صحيفة صوت الشعب ومريود التل رئيسا لمجلس الادارة، عملت معهما مجددا في الصحيفة شهورا قبل ان يُعزَلا.
نسَّبه دولة فيصل الفايز لعضوية مجلس الأعيان. واختاره دولة معروف البخيت وزيرا للثقافة، هذا الذي كان يريدها وزارة للثقافة، تحمل همّ الأردن وتبيّن مكامن جماله وقوته وعظمته، وتخرج من صيغة "ثقافة الوزارة” إلى ثقافة الإنفتاح والديمقراطية والتعددية.
هذا أوان طارق مصاروة أبو علي ورعد، ابن مادبا العظيمة الهائلة، المسيحي الأردني العربي الذي كان يفخر بأبرز شخصية قدمها العرب للعالم، محمد بن عبدالله إبن أُمّته الماجدة. وبالخليفة علي بن أبي طالب الذي كَرّم ابنه الاول بإِسمه.
هذا أوانُ عشاق الأردن، الذي ما ان تمسح مصباحه حتى يتعالى ويشمخ امامك ماردا فولاذيا، يسند جذعك ويسعد قلبك ويمسح يأسك ويزيل قنوطك ويضخ في عروقك من جبروته و عزمه.
ظل طارق حتى ذؤابة الجسد الأخيرة، يؤمن ان الوطن الأردني هو قلب الأمة وان الشعب العربي الأردني هو الأمين على وحدتها.
عاصر طارق كل رؤساء الوزارات من الشهيد هزاع الى الشهيد وصفي الى طويل العمر دولة هاني الملقي الذي ظل يهاتفه مطمئنا ويرسل الورود الى منزله في ام اذينة.
فرح طارق بزيارة دولة عبد الرؤوف الروابدة. وكنت رفيقه في تلك الزيارة.
قالت لنا زوجته نبيلة: "كان لا يكف عن ذكر وصفي، كان وصفي يعيش معنا”.
وكتبت اختي نبيلة في ذكرى طارق:
"تركتَ هواء الوطن لتنعم بترابه.
كنت تقول ان الأردن سيبقى كبيراً رغم كل الظروف.
لا تخف على وطن يقوده هاشمي.
لقد ازيح الستار وانكشفت العظمة. نم مرتاحا انت ومن افنى عمره في خدمة وطنه”.
نعم يا نبيلة سيظل الاردن كبيرا كبيرا ولن تقف وفي وجهه اية عثرات وتحديات.
وسيظل من دواعي اعتزازي ان طارق مصاروة تلميذ الشهيد وصفي كان يقول: "محمد ابني الروحي”.
سلام لروحك يا طارق، في ذكراك المتجددة وسيبقى ذكرك مؤبدا.الدستور