النسخة الكاملة

اصلاح طريق الاصلاح

الخميس-2012-02-21
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص
 اربعة اشهر مضت حتى الان  على تشكيل حكومة عون الخصاونة ، حكومة اللاشيء ،واللا برنامج ، واللا حلول ، واللا مصداقيه ، واللا شعبية ، واللا انصاف ، واللا حيادية ، واللا ولاية دستورية ، واللا مفهومية واللا مسؤولية .. واللا حكومية ، واللا وطنية ....

  لقد فشل عون ، منذ إعلان تشكيلة فريقه الوزراي الضعيف ، اذ اعطى  الانطباع  بانه يرى الاردن بعيون  (صربة وزراء )   لها مصالحها وأحقادها المتراكمة على الدولة ومن خدم فيها من قبل ، فاستغلوا  ثقته  وراحوا يرسمون له خارطة طريق الاصلاح وفق أحقادهم وطموحاتهم ومصالحهم الشخصية .

ترى كيف ادار عون الخصاونة ازمة المعلمين ؟ ومن شاور من مساعديه قبل ان يضطر إلى الاذعان لمطالبهم ؟ هل ادارها سياسيا كما ادار ملف الاخوان ؟ وإذا كان قد تعثر في اول اختبار حقيقي ؛ فماذا سيفعل إن اضرب المهندسون والاطباء والممرضون ؟

لقد حسم جلالة الملك امر الحكومة ،على كل الاحوال ،باعلان اجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي ،  فلا عاد ينفع الخصاونة  التعديل ولا التأجيل  ، ولا استمالة الاخوان المسلمين  املا بالاستمرار بعد الانتخابات ، ولا عادت طقطوقة الفساد تطرب مسامع الاردنيين ، فقد اكتشف الناس قدرات الوزارة المتروسة بالقانونيين ، والهالة الكاذبة التي ساهم في صناعتها الفتى المعجزة ..(ذراع الحكومة الاعلامية)  .     

 

   يذكرنا عون الخصاونة  بحال شيخ الإسلام في تايلاند، الذي اقتصرت وظيفته على إدارة مبادرة (حلال)، وهي سياسة لنشر المطبخ التايلاندي  في العالم، وكان هدف الحكومة التايلاندية إعطاء (دمغة حلال) على المنتجات الغذائية لتصديرها إلى العالم الإسلامي .

ونحن لدينا رئيس حكومة يحمل ختما مشابها ، فوظيفته أن ينبهنا بأن هذا قانوني وذلك ليس بقانوني ، ويصر على لعب دور القاضي في شؤون العامة المحامي في شؤون آله وأصحابه ، فاصبح الامر "حلال لي وحرام على غيري" .

فما الذي تغير علينا في الاربعة اشهر الماضية إذا ؟

   لا شيء إلا مزيدا من الغبن وخيبة الأمل والخوف على الوطن الذي يداوي المرض بالسم والحنظل، والشعور بمرارة التحيز والتمييز الجهوي والإقليمي ،والشعور باغتيال المراحل والانجازات والجهود والشعور بأن فرص الكثير من شباب الوطن تتضاءل بفعل أحقاد القلة  الذين يرسمون خارطة الطريق للخصاونة.

    إذا كان هذا الإصلاح، فلا نستبشر خيرا، لأن حالنا سيصبح كحال طريق (وادي المُوجِب) جنوب المملكة، فمنذ زمن طويل والناس يأتون  هذه الطريق ويشاهدون لافتات تحذير بوجود إصلاحات وترميمات للطريق ، وخطر لي ان اسأل عن قصة هذه الطريق ، فاجابني احد الشيوخ الافاضل  بانها أنشئت قبل نحو مئة عام في عهد العثمانيين، وإن مهندسا عثمانيا   أطلق حمارا عند الحافة الشمالية للموجب  وتتبع مسيره إلى  أن صعد  من الحافة الجنوبية  فأمر بفتح الطريق على مسار الحمار.

    صحيح أن طريق الموجب جهد كبير وجبار لكننا أمضينا أكثر من مائة عام في إصلاح المسار الذي  أنجزه المهندس القادم من الأناضول سيرا على خطى  (ساعده الأيمن) الذي كان مجرد حمار.

نقول لدولة الرئيس :ربما تكون مهندسا بارعا ، لكنك لم ترد الخيل إلى اصولها ،  فأعاننا الله على خارطة الطريق التي يرسمها لك البعض  على سجيتهم لأننا سنمضي زمنا طويلا ونحن نمحو اثرهم السيء لنصلح مع اعتقدوا بأنه إصلاح .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير