جفرا نيوز -
جفرا نيوز - محمد خروب
بإقدامه على إعدام المواطن المصري نبيل حبشي رمياً بالرصاص قبل يومين، أعاد تنظيم داعش/ولاية سيناء الإرهابي إلى الأذهان مسلسل ارتكاباته الإجرامية والإعدامات والذبح والحرْق (الشهيد معاذ الكساسبة) والترويع, وممارسة أبشع وسائل الإرهاب التي ما يزال يمارسها ليس في شمال سيناء وإنما خصوصاً في العراق وسوريا. على نحو يُثير المزيد من التساؤلات عن سر هذه العودة «القويّة» في مناطق واسعة من البادية السورية والحدود العراقية/السورية, وتحديداً الاحتضان الأميركي لعناصره الذين «استضافهم» في قاعدة التنف, وقامت طائراته المروحية ?ؤخراً بنقلهم من التنف إلى تخوم دير الزور, قريباً من حقول النفط السورية التي يحتلّها ويُنصِّب عليها مرتزقة «قسَد».
جريمة نبيل حبشي انه «قِبطي» لا أكثر ولا أقل، ولأنه – وعائلته – يُتاجر في الذهب في مدينة بئر العبد/شمال سيناء, تم اختطافه في وضح النهار منذ تشرين الثاني الماضي مُطالباً بفدية قدرها 5 ملايين جنيه، لكنه لم يحصل على مراده, وإذ رفض ذووه هذا الابتزاز الإرهابي, قام مجرمو «ولاية سيناء» بإعدامه ونشر فيديو يُوثق عمليتهم الإجرامية (هل تذكرون ما قارفه داعش عندما ذبح «21» قبطياً مصرياً في شباط 2015 وكيف تلوّنت مياه البحر بدمائهم؟).
لم يكتفِ القتلة ببث فيديو إعدام القبطي نبيل حبشي رمياً بالرصاص, بل جعلوه يتّهم الكنيسة القبطية بـ«التعاون» مع الجيش المصري ضد «الدولة الإسلامية», وقبل تنفيذ الإعدام أذاعوا رسالة تهديد للأقباط تحديداً لدعمهم الجيش والدولة المصرية, طالبين من الأقباط دفع «الجِزية» كجزاء لمن يُوالي الجيش, مُتوعّدين أن «الفاتورة طويلة والحساب عسير».
هنا تحضر أسئلة لم تجد أجوبة شافية او مُقنعة لها, منذ «تمركز» داعش في شمال سيناء قبل ثماني سنوات (2013), عندما كان يحمل اسم «جماعة أنصار بيت المقدس». هل من الحكمة تبرئة العدو الصهيوني مما حدث ويحدث, خاصة ما تحدّثت عنه وسائل إعلامية صهيونية وأخرى غربية, بأن لتل أبيب مصلحة استراتيجية في الإبقاء على داعش والقاعدة في سيناء, خصوصا لمحاصرة حماس والتنظيمات الفلسطينية الرافضة الانضواء تحت راية الدولة الإسلامية السوداء؟, وغياب أي عداء داعشي للدولة الصهيونية, فضلاً عما قدمته الأخيرة لعناصرها في الجنوب السوري...خدمات ?حية ولوجستية واستخباراتية بالتعاون مع الأميركيين وأطراف أخرى.
نبيل حبشي...القبطي الذي أزهق روحه داعش, لن يكون الأخير في قافلة الأبرياء الذين يستهدفهم الارهاب الداعشي، كون الذبح على «الهوية الدينية» أساس في الخطاب الداعشي, الرامي إفراغ المنطقة العربية من مسيحييها/سكانها الأصليين وملح أرضها, على النحو الذي وجد تشجيعاً من عواصم الغرب الاستعماري, التي أعلنت غير مرة كما رؤساء دولها وساساتها, انهم «يرحبون» بمسيحيي الشرق, الذين يُعانون الإرهاب والتهميش والإقصاء. وما تناقص أعداد المسيحيين العرب (خاصة فلسطين والعراق) سوى «فصل» من سيناريو قديم متجدّد, تم إعداده بصبر وأناة وتم ?لعمل عليه بطرق مختلفة, افضت إلى مشهد عربي بائس.
حسناً فعلت الكنيسة بتأكيدها في بيان نعيها نبيل حبشي: وقوفها متضامنة مع كل مجهودات الدولة المصرية, في دحض أعمال الإرهاب, وإصرارنا الحفاظ على وحدتنا الوطنية».