النسخة الكاملة

بورصة الدجاج

الخميس-2021-04-19 10:21 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - م. فواز الحموري

ارتفعت أسعار الدجاج والتفاصيل الخاصة بذلك لدى الجهات المعنية سواء في القطاع العام أو الخاص وثمة العديد من التوضيحات ولكن ما يهم وبعيدا عن البدائل المطروحة للعلاج سواء من وزارة الزراعة والشركاء المعنيين، ما يهم هو أهمية التحكم في النمط الاستهلاكي في شهر رمضان وفي باقي الأشهر.

البدائل الغذائية الأخرى متاحة ويمكن الاعتماد عليها وبشكل مناسب مع شهر الصوم لترشيد استهلاك الدجاج مثلا والاتجاه إلى بدائل عدة والتي تعني بشكل معين المقاطعة لحين عودة الأسعار إلى طبيعتها واستقرارها.

مع أزمة ارتفاع أسعار الدواجن، نتفق ونختلف كثيرا حول الأسباب وأشكال العلاج ولكن هل نتصور مثلا وفي ظل الظروف القاسية عدم توفر الدجاج أصلا وكيف يمكن أن نتصرف وفقا لذلك؟

أمثلة عديدة مارسها المستهلك في بعض الدول عند حدوث أزمات معينة في توفر سلعة معينة، أدت إلى الوعي بأهمية الصبر والتأقلم والتعامل مع الأزمات بوعي وتفهم وإيثار وادى ذلك وفي مجمله إلى حل الأزمات وبشكل مناسب وخلال فترة قصيرة مقابل الامتناع عن التهافت في الطلب.

بورصة الدواجن يمكن الاستفادة منها للتدرب على مواجهة الظروف الصعبة؛ فهل يمكن الصبر فترة قصيرة دون دجاج على سبيل المثال ودون تناول وجبات معينة ودون أصناف محددة على مائدة الطعام؟

ما ترشده اليه بورصة الدواجن الكثير من الحاجة لكبح جماح الاستهلاك والحاجة لنمط جديد وخصوصا مع ساعات الحظر ومنع التجمعات و «العزايم» وعدم الاقبال على شراء العديد من الأصناف والتي يكون مصيرها الإتلاف.

نعم ثمة تبذير مبرر مقابل حاجة صعبة لدى فئات محتاجة قد تعني لها الدجاجة الواحدة وتقطيها لعشرة قطع وجبة لمدة يومين، ولكن الفئات الأوسع تستطيع الاستغناء عن تلك الدجاجة لمدة أسبوع على الأقل.

التفاصيل لدى الجهات المعنية والشركاء واضحة وكذلك الحلول، ولكن المطلوب من المستهلك وفي ظل الظروف والأزمات التريث والصبر والاحتمال والتكيف وحسن التصرف.

للمفارقة يشتري البعض كميات من الدجاج قبل رمضان ويقوم بتفريزها في البيت وعند الحاجة يقوم «بفكها» لطبخها ولكنه لا يشتري الدجاج المجمد وذلك سلوك يحتاج إلى تدبر في ظل الأزمات.

وبعيدا عن الدجاج، كانت «البيتزا » التقليدية في إيطاليا طعام الفقراء ووجبتهم من الطحين وبقايا الخضراوات في البيت، إلى أن أصبحت فيما بعد طعام الفئات المدللة في الخارج نتيجة التفنن في تحضيرها بعيدا عن الفقراء.

ببساطة يمكن العيش دون دجاج لفترة قصيرة ويمكن التحكم في السلوك الاستهلاكي وخصوصا في شهر رمضان ويمكن كذلك التوجه للتقشف واقتصار المائدة على صنف واحد إن أمكن.

بورصة الدواجن مؤقتة ويمكن علاجها من قبل الأطراف المعنية، ولكن يبقى السؤال المهم: هل يمكن الاستفادة منها بشكل يتناسب والعيش في ظروف أصعب وبورصات أشد وأقسى؟

fawazyan@hotmail.co.uk