جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ابراهيم عبدالمجيد القيسي.
قبل أيام حدثني أحد الأصدقاء، وهو يعمل في شركة استثمارية كبيرة، يقول لي بأن شركتهم تتعرض لهجوم غير مسبوق من منافسين لها بالسوق المحلية، لكنهم لم يجهزوا أنفسهم للرد على مثل هذا النوع من التنافس، ولا (ندّابات) لديهم، فهم لم يكونوا يعتقدوا بأن قلة الأخلاق الصحفية والانتهازية وبيع وشراء الضمائر من عناصر التنافس في السوق لكسب المستهلكين، ولتثبيت الإستثمارات وحمايتها..
مئات ربما؛ إن لم تكن آلاف المرات التي كتبت فيها شخصيا، متسائلا عن الاعلام الرسمي والصحافة الوطنية، وفي كل المرات السابقة، كان الوضع أفضل قليلا، نقول هذا مع الأسف بالطبع، فإعلام الدولة يضمحل أكثر، وفي كل مرة نسأل بل نندب حظنا على أطلاله.
عدة خطوات ألى الأمام، وانتهازا لظرف "كورونا"، قفز بعض حملة الأجندات التي تستهدف الدولة، أعني باتجاه الهدف الكبير، وهو إضعاف هذه الدولة، وكأنهم تراهنوا فيما بينهم بأن يجعلوا مناسبة مرور ١٠٠ عام على تأسيس وثبات وصلابة وبناء الدولة الأردنية، هي المناسبة ذاتها التي سيستغلونها لنعي الدولة ونظامها الفريد، أعني السياسي والاجتماعي والقيمي الأخلاقي، الذي جعل من الأردن الصغير بمساحته كبيرا في مواقفه القومية والأخلاقية، وفي الفترة نفسها سجل الاعلام غيابا غير مسبوق، اكتفت الدولة والحكومة السابقة خلاله، بذكر تقرير يومي عن كورونا ملحقا بأوامر دفاع، يتلوها الناطق باسم الحكومة، كأي مذيع يقرأ تقريرا اخباريا يحتوي تعليمات وأرقام وأوامر.. وغاب الوزراء، حتى المنصات التي برعت فيها الحكومة السابقة، والتي جاءت على حساب الصحافة الوطنية والاعلام المهني، وكان وجودها سببا لانحياز الناس للرواية المحكية على مدار الساعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، حيث لا دقة ولا فكرة غير الإثارة والإشاعة والكلام الهابط..
واليوم يختفي كل هذا، على الرغم من أنني شخصيا استبشرت خيرا بقدوم وزير للإعلام، صادق وواقعي وخالي الوفاض من أية أجندات أو حسابات ومحسوبيات وشلليات أو عنتريات، إلا أنه يتوارى بدوره !.
نتساءل اليوم عن إعلام الدولة والحكومة، بعد أن شهدنا موجة غير مسبوقة من النقد للأردن، كان آخرها ما قالته إحدى وسائل الإعلام بأن الأردن أصبح واحدة من جمهوريات الموز !!..سمعنا وقرأنا وتناقلنا هذا الخبر، ولم تقم الحكومة بشيء أمام مثل هذه الهجمة وتلك الإتهامات الخطيرة الظالمة.
المملكة الأردنية الهاشمية، دولة صمدت 100 عام، كانت حافلة باستهداف الأردن على كل صعيد، وهذا بحد ذاته إنجاز وطني كبير تذكره الشعوب، وتحتفل خلاله بأوطانها، وتزداد روحها الوطنية عمقا في نفوس أبنائها، وتشهد حالة ثقافية تنويرية سياسية على وقع مرور قرن على وجودها وصمودها، وتفوقها الأخلاقي على كثير من الدول الأخرى، سواء في المنطقة أو حول العالم، ومع ذلك لا رد ولا صوت أردنيا رسميا ولا حتى بوادر للرد على تلك الاتهامات الباطلة، التي سيكون لها مردودها الأسوأ على الأردن في المستقبل القريب لا البعيد.
لا يتنكرون لشركتكم يا صديقي، بل لا ندابات للبلاد كله، فهم ينكرون فضلها، ويكونون أول المستجيبين للأصوات الناعقة والمنادية لخرابها، حتى المستأمنين على حماية خطاباتها.. يتوارون عن المشهد حين تحتاجهم الدولة!.
وهذه هي الحقيقة التي نلمسها وتدفعنا لسؤال الحكومة والمؤسسات المعنية في الدولة: (وينك ووين اعلامك ..وين صخر دودين؟!).