النسخة الكاملة

هيستيريا العقوبات.. شَبح «ترمب» يَسكن البيت الأبيض

الخميس-2021-04-18 10:14 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - محمد خروب

لم يُكمل الرئيس الأميركي الـ«مئة» يوم منذ دخوله وفريقه البيت الأبيض, إلاّ انه تفوّق على سلفه المثير للجدل والسخرية في تعاطيه مع الملفات الدولية, دع عنك الداخلية وخاصة العنصرية منها القائمة على تفوّق العنصر «الأبيض», والتي واظب بايدن انتقادها باذلا الوعود بانتهاج مُقاربات أخري مغايرة, كذلك في السياسة الخارجية لتصحيح ما أفسده ترمب خاصة الإتفاق النووي مع ايران, كما الصين في مسألة التبادل التجاري والعقوبات, وإن رأى فيها منافسا بطموحات توسعية يجب لجمها, كذلك الحال روسيا التي تبقى في نظره خطرأ عسكريا ماثِلا يستوجب التشدّد.

صحيح انه أشاع أجواء متفائلة على صعيد العودة الى الاتفاق النووي, سرعان ما تبدّد بعدما وضع شروطا لعودته تكاد تتطابق مع شروط ترمب, بل تتفوّق عليها في المراوغة والتدليس. ما عكسته حال المراوحة التي عليها مفاوضات فيينا/ 4+1 رغم التصريحات المتفائِلة التي يُدلي بها الإيرانيّون والقوى الكبرى وأحيانا الأميركيّون.

ماذا عن روسيا؟

وصلت علاقات موسكو وواشنطن الى مرحلة حرجة, واحتمالات ارتفاع منسوب التوتر بينهما واردة خاصة بعد العقوبات القاسية والمُستفزة التي اتخذتها ادارة بايدن ضد أشخاص وكيانات روسية,ردّت عليها الأخيرة بعقوبات مضادة اعتبرتها واشنطن تصعيداً وليس خفضا للتصعيد, ما وضعَ احتمالات «التبريد» في مربع الشك, خاصة بعد تصريحات أميركية بدت وكأنها اعتذار عن الوصف غير اللائق وغير المسبوق في فظاظته, عندا وَصَف بايدن بوتين بـ«القاتل», وكان مثيراً اقتراح بايدن عقد قمة اميركة/روسية في اي عاصمة اوروبية لإعادة ضبط العلاقات بينهما.

لافتة حال الفوضى وعدم الإستقرار بل التناقض الصارخ في مواقف البيت الأبيض بين الأقوال والأفعال, ودلالتها التفسير «الخنفشاري» الذي برّر به وزير الخارجية بيلنكن, الأقرب في مواقفه المتشدّدة الى سلفه «بومبيو», اعتبار وصف رئيسه بوتين بالقاتل, انما يندرج في اطار «البراغماتية السياسية", ما أثار المزيد من التساؤلات حول وصفٍ كهذا وبين مصطلح البراغماتية (كمفهوم أدخله لأول مرّه الاميركي تشارلز بيرس في الفلسفة, والتي تتحدّث عن » كيف نجعل من أفكارنا واضحة, وإن كل ما نحتاجه ان نُحدد اي سلوك هو الأصح لإنتاج هذا المعنى..بل خصوصاً كيف نجعل الكلمات والفكر كأدوات للتنبؤ وحل المشكلات والعمل».

ما يقوم به بايدن وفريقه يناقض البراغماتية وتجلّياتها, بعدما كشفته تصريحات الرئيس الأميركي,عشية فرض العقوبات على روسيا بقوله: الوقت مُناسب «الآن» لخفض التوتّر القائم بين البلدين. مضيفا: ما زال هناك مجال يتيح للبلدين للعمل معاً...مكرّراً دعوته بوتين للقاء يهدف"بدء حوار استراتيجي حول الإستقرار, وخاصة الأمن ونزع السلاح». فكيف يستقيم ذلك مع إعلان بايدن «حال الطوارئ» في مجال الأمن الوطني...بسبب روسيا, كما قال؟.

على المقلب الآخر تبدو روسيا وكأنها تقترب من التخلّي عن منح واشنطن المزيد من الفرص لتعديل السياسات العدائية التي رسختها حقبة أوباما/بايدن, والقائمة على التقليل من أهمية ومكانة روسيا ودورها أوروبيا وعالمياً, بدءا بتحريض أوكرانيا لاستفزازها موسكو, وليس إنتهاءً بمحاولات عسكرة/أطلَسَةِ البحر الأسود, والتمسّك بأسطوانة التدخل الروسي في الإنتخابات الاميركية والهجمات السِيبرانية.

هل سألتم عن العلاقات....الصينية/الأميركية؟