جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - رئيس تحرير صحيفة الجمهورية/ عبدالرازق توفيق
أكد رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية، الكاتب عبدالرازق توفيق أن الرسالة، التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة الاحتفالات بمئوية الدولة الأردنية، رسالة مهمة تجسد عمق العلاقات الأخوية والصلبة والقوية والتى وصلت إلى حد الشراكة بين البلدين.
وأشاد عبدالرازق بمواقف الأردن وقيادته، والذي لايتأخر ولا يتوانى عن دعم القضايا المصرية ومساندتها فى كافة التحديات والمحافل، كما أن مصر هي السند والداعم للأردن ولا تدخر جهداً ولا تتأخر ابداً عن دعم ومساندة المملكة، وان هذه العلاقة المتبادلة تعكس الشراكة الاستراتيجية وعزم البلدين على أن تسطرا نموذجا فريدا من العمل والتعاون والتكامل العربي.
وتالياً نص المقال:
المواقف المضيئة المتبادلة بين مصر والأردن من المساندة والمؤازرة والدعم والتضامن والعمل العربى المشترك.. وايضا ما يجمع بين الزعيمين الرئيس السيسى والملك عبدالله الثانى من أخوة وصداقة.. تؤكد على خصوصية العلاقة بين الدولتين على المستويين الرسمى والشعبى.. وكيف وصلت هذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية والتكامل والتضامن الكامل والشامل بمصر مع الأردن.. ظهيراً وداعماً ومسانداً.. والأردن دائماً تقف إلى جوار مصر فى تحدياتها وقضاياها.
العلاقات بين مصر والأردن علاقات تاريخية.. تمثل نموذجاً فريداً للعلاقات بين الدول العربية.. ولذلك يصف الكثيرون علاقات مصر والأردن بـ «الخصوصية».. فهناك مساحات كبيرة وعريضة من التفاهم والرؤى المشتركة ووجهات النظر المتطابقة بشأن شتى القضايا والملفات فى المنطقة والعالم.
توقفت كثيراً عند العبارة التى قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مشاركته فى الاحتفال بمئوية تأسيس المملكة الأردنية الشقيقة.. بأن التوافق الإستراتيجى بين مصر والأردن قادر على التعاطى مع كافة التحديات لأنه ينبع ويرتكز على علاقات تاريخية بين البلدين الشقيقين.
مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاحتفال بمئوية تأسيس المملكة الأردنية فى حد ذاتها رسالة مهمة تجسد عمق العلاقات الأخوية والصلبة والقوية والتى وصلت إلى حد الشراكة بين البلدين.. وما تحمله هذه المشاركة المصرية رفيعة المستوى من تضامن ودعم ووقوف إلى جوار الأردن الشقيق ما يجمع البلدين من مخزون تاريخى وعلاقات فريدة.
فى اعتقادى أن خصوصية العلاقات بين مصر والأردن.. وتقاربهما بشكل غير مسبوق فى ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وما تربطه من علاقات من الاحترام المتبادل والتفاهم مع عبدالله الثانى بن الحسين يجسد تاريخية العلاقات المصرية ــ الأردنية سواء الرسمية أو الشعبية أو على مستوى التاريخ النضالى فى دعم القضايا العربية.. والجهود التى تبذل للحفاظ على الأمن القومى العربى وتأتى الأردن دائماً إلى جانب مصر لتحقيق هذه الأهداف فى ترسيخ أطر التضامن والشراكة والتقارب العربى إيماناً من البلدين بأهمية العمل العربى المشترك وأيضاً التكامل بين البلدان العربية لتحقيق المصالح وتطلعات الشعوب العربية الشقيقة وأيضاً الحفاظ على الأمن القومى العربى.
العلاقات المصرية- الأردنية.. هى علاقات شديدة الخصوصية فى تاريخها ومكوناتها فالأردن الشقيق لايتأخر ولا يتوانى عن دعم القضايا المصرية ومساندتها فى كافة التحديات والمحافل ومصر العربية هى السند والداعم للأردن فى كل قضاياه وتحدياته.. وتقف دائماً سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى إلى جانب الأردن.
حالة التطابق والتقارب والتفاهم والتوافق الإستراتيجى بين مصر والأردن تكشف عن شراكة بين بلدين لديهما تاريخ مشترك فى الكفاح العربى سواء فى حربى 1948 أو 1967 أوالدفاع عن الحقوق العربية المشروعة خاصة القضية الفلسطينية.. حيث تؤكد مصر والأردن وقوفهما ومساندتهما لمطالب الشعب الفلسطينى المشروعة.. وحقه فى اقامة دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. طبقا للمرجعيات وقرارات الشرعية الدولية.. نفس المواقف العربية الشريفة التى تسعى إلى حماية الأمن القومى العربى تعاملت مصر والأردن مع الأزمات العربية فى السنوات الأخيرة مثل الأزمة الليبية والسورية واليمنية وأهمية التسوية السلمية والسياسية وايضاً منع التدخلات الأجنبية غير المشروعة وطرد الميليشيات الإرهابية من الدول العربية والحفاظ على وحدة وسلامة الاراضى العربية.
هناك حالة من الانسجام والتوافق الإستراتيجى بين مصر والأردن.. تجسدها علاقات ولقاءات واتصالات الرئيس السيسى بالملك عبدالله الثانى وايضا فى الزيارات واللقاءات المتبادلة على مدار الاسبوع لكبار المسئولين فى البلدين وهو ما يعكس وجود مساحات كبيرة من التفاهم والإرادة والإصرار على تعزيز التعاون والشراكة فى كافة المجالات وترجمة هذه العلاقات القوية والشراكة الإستراتيجية بين البلدين الى امتلاك مصر والاردن لرؤية متكاملة للاستفادة من الموارد لدى الدولتين والاستثمارات المتبادلة وتعظيم العلاقات الاقتصادية وايضا زيادة التبادل التجارى الذى لايزيد على 700 مليون دولار وهو لايعكس العلاقات القوية التى تجمع بين البلدين وكونهما من أهم الدول العربية التى حافظت على الامن القومى العربى والنظام الاقليمى العربى وحمايته من الانهيار فى اشد الأوقات خطورة وسط تحديات غير مسبوقة.. الا ان مصر والأردن كانتا ومازالتا تتبادلان الدعم والمساندة والمؤازرة ايمانا بالوقوف صفا واحدا امام ما يحدث فى المنطقة من اضطرابات شديدة ومتغيرات حادة واطماع وتدخلات وصراع.. لذلك نرى دائما مصر والأردن تظهران فى المشهد على قلب وفكر ورؤية واحدة والى جانب بعضهما البعض وهى رسالة إلى الجميع.
الأردن دائماً وابداً ما فعلته بوضوح مساندتها للقضايا والتحديات المصرية.. فقد كانت داعماً ومؤيدا لارادة المصريين فى 30 يونيو 2013 وايضا داعما ومساندا للحقوق المائية فى مياه النيل ومساندة كل ما يدعم ويحافظ على هذه الحقوق.. وقد أكد الملك عبدالله الثانى وقوف الاردن مع مصر فى كل ما يحفظ حقوقها وامنها المائى ومشددا على موقف المملكة الأردنية الداعم لمصر فى ملف سد النهضة.
علاقات تاريخية بين مصر والأردن سواء على المستويين الرسمى والشعبى.. ولعل اللقاءات والاتصالات المستمرة بين الزعيمين السيسى وعبدالله تجسد خصوصية علاقة البلدين الشقيقين واكد الرئيس السيسى فى آخر اتصال هاتفى مع الملك عبدالله تضامن مصر التام حكومة وشعبا مع الأردن.. واكد الرئيس السيسى دعم مصر الكامل لكل القرارات الأخيرة التى اتخذها أخوه الملك عبدالله للحفاظ على أمن واستقرار المملكة.
مصر لا تدخر جهداً ولا تتأخر ابداً عن دعم ومساندة المملكة الأردنية.. وترتبط الدولتان بعلاقات تتسم بخصوصية.. وهناك تحرك وارادة وعزم مصرى-أردنى على إحداث نقلة جديدة فى علاقات البلدين لتحلق فى آفاق جديدة وأكثر رحابة ولتشمل العديد من المجالات ولتعكس حالة التكامل والانفتاح فى ظل تعاون وتقارب مؤسسات البلدين.. وتجمع مصر والأردن ايضا آلية التعاون الثلاثى التى تضم العراق الشقيق ايضاً فى تشكيل وتجسيد حقيقى للتعاون العربى الشامل والإستراتيجى الذى يحقق تطلعات وآمال الشعوب العربية باستغلال الموارد والامكانيات والخبرات والعمل العربى المشترك فى كافة المجالات والملفات سواء السياسية أو الاقتصادية وهو ما يأمل فيه الجميع وحلم كل العرب.. ولتضرب مصر والأردن والعراق المثل فى التعاون فى مجالات الاستثمارات والمشروعات المشتركة وتطوير حجم التبادل التجارى ليرقى الى مستوى العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.
الشراكة الإستراتيجية.. والتوافق والانسجام الإستراتيجى الذى يجمع بين مصر والاردن يرتكز فى الحقيقة على رؤية شاملة تتضمن التعاون فى كافة المجالات.. وايضا تقوم على اتفاق وتقارب فى الرؤى ووجهات النظر.. أضف الى ذلك المؤازرة والمساندة والدعم المتبادل بين البلدين.. فى الداخل والخارج وفى كافة الملفات والقضايا.. وتوحيد الجهود فى العمل المشترك فى مجابهة متغيرات حادة فى منطقة مضطربة.. وعمل مخلص من أجل الحفاظ على الامن القومى العربى وايضا مساندة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.. والأزمات فى ليبيا وسوريا واليمن.
ان العلاقات المصرية-الأردنية وما وصلت اليه من شراكة وتوافق إستراتيجى هى من أبرز أنواع العمل العربى المشترك وهذا التعاون المصرى - الأردنى يتعاطى برؤية موضوعية مع تحديات وتهديدات ومخاطر أدركت القيادتان فى البلدين أهمية توحيد الصفوف لمواجهة هذه التحديات والتهديدات.
مصر والأردن عازمتان على أن تسطرا نموذجا فريدا من العمل والتعاون والتكامل العربى والشراكة الإستراتيجية بمفهومها الشامل والمواقف الشريفة لمصر والأردن سواء تجاه بعضهما أو تجاه الأمة العربية ودولها تؤكد ان هذا النموذج سينجح.. وأيضا نموذج آلية التعاون الثلاثى التى تجمع بين مصر والأردن والعراق فى مشروع تكامل عربى فريد سواء على صعيد المجال الاقتصادى أو الاستثمارى أو السياسي.
ما تشهده العلاقات المصرية - الأردنية من زخم وثراء.. وتقارب.. بين الأشقاء وتواصل دائم على مستوى القيادتين.. فالقاهرة لا تتأخر عن الأردن.. والأردن دائم الحديث بكل فخر عن مصر.. ولعل مواقف الملك عبدالله الثانى المعلنة فى كافة المحافل تؤكد خصوصية العلاقات المصرية - الأردنية وأيضا ما يجمع بين الرئيس السيسى وأخيه الملك عبدالله من صداقة وحرص على التعاون من أجل مصلحة البلدين وأيضا مصلحة الأمة.