النسخة الكاملة

العلاقات الأردنية الخليجية "متانة وعراقة وتاريخ متجذر" رسختها المصالح المشتركة واستمرت بحكمة القادة

الخميس-2021-04-13 01:33 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فرح سمحان  
 
السياسات  وعلاقات الدول ببعضها دائماً ما تأخذ المنحى المبني على اعتبارات وحوكمة خاصة وفقا للمصالح والإتفاقيات المشتركة فيما بينها ، الا أن هنالك العديد من الدول التي استطاعت اثبات وتأكيد أن قوة العلاقة الدبلوماسية والسياسية متأصلة بالأساس بقوة وصلابة وحكمة فكر قادتها وتوطيد علاقاتهم بناءا على استراتيجيات واضحة المعالم ديدنها الوضوح والمصداقية . 

الشواهد الدالة على ذلك في دول المنطقة كثيرة أبرزها علاقة المملكة الأردنية الهاشمية بدول الخليج  مع المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان،  تلك التي ظهرت متانتها في كل المواقف على اختلافها ، دون الألتفات لما يدلي به باعة الكلام المسموم ومن يريدون بث الفتنة أو خلق الفجوات . 

التجذر التاريخي الذي تعاقب على مدى أجيال وتوارثه القادة حول وضع أساسات للفهم الراسخ لطبيعة العلاقة التي أسست على نهج ثابت ، ظهرت أبعاده على المدى البعيد في نسق الزيارات المتبادلة بين المملكة ودول الخليج التي دائماً ما تفضي إلى نتائج تضع النقاط على الحروف وتمهد الطريق نحو تبادلات ودعم ونقاش محوري بناء ، ومشاركات تحتضن الإحتفاء بكل ما يخص البلدين  من مناسبات وطنية وقومية وإدانات لكل ما من شأنه المساس بأمن المملكة وبالمثل للدول الخليجية التي رسخت المفاهيم ذاتها . 

الأردن والكويت ... مواقف مشرفة في تاريخ البلدين 

العلاقة الأردنية الكويتية استطاعت أن تثبت مدى قوتها على مدار السنوات الماضية سواء في نظرة البلدين المشتركة لمختلف القضايا الإقليمية ، أو علاقة البلدين ببعضهما والتي بنيت على استثمارات وتبادلات تجارية طمح الجانبين لزيادتها لنحو 280 مليون دولار ، اضافة للدعم المقدر لدولة الكويت لكل قرارات ومواقف الأردن بمختلف القضايا ، حيث بلغ حجم الاستثمارات الكويتية في الأردن  18 مليار دولار، وهناك أكثر من 430 شركة استثمارية كويتية مسجلة في وزارة التجارة والصناعة و77 مستثمرا كويتيا يمارسون أعمالهم من خلال غرفة تجارة عمان.

الأردن والمملكة العربية السعودية عراقة وأصالة تغلغلت في ربوع التاريخ 

الأردن والمملكة العربية السعودية شكلتا حالة خاصة في تاريخ العلاقات الوطيدة الراسخة وأنوذجاً فعالاً للدعم والتأييد الدولي ، فالدعم المقدم من السعودية للأردن لم يكن الا لمواقف جلالة الملك التي كان عنوانها الدائم الحفاظ على التاريخ الراسخ بين البلدين ، ناهيك على أن السعودية تتصدر موقعاً متقدماً في قائمة المستثمرين بالأردن بنحو 13 مليار دولار وسط آمال مشتركة لزيادة هذا الاستثمار مما يدل على طيب وعمق العلاقات الثنائية والتي تشكل صمام أمان أمام أي عثرات أو عقبات ، حيث بلغ تخطى عدد الأردنيين العاملين في السعودية النصف مليون . 

الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة .. حجر أساس راسخ ديدنه عمق العلاقات 

العلاقة الأردنية الإماراتية لا تختلف عن علاقة الأردن بالدول الأخرى، لكن ما يميزها هو أنها متلائمة مع ما يحقق المصالح المشتركة لكلا البلدين ، والتي بنيت على أساس التبادلات التجارية  حيث حققت تجارة السلع المرتبطة بجائحة «كوفيد 19» بين البلدين نمواً ملموساً، وبلغت نسبة النمو في تجارة الأدوية 10% عام 2020، وحققت تجارة السلع الغذائية ومصنوعاتها نمواً بنسبة 12% عام 2020 وفقا لصحيفة البيان الإماراتية . 

الأردن وقطر .. علاقات وطيدة متجذرة 

العلاقات الأردنية القطرية لها منحنى مختلف نوعا ما نظراً لعمق العلاقات التاريخية بين البلدين ومتانتها ، وحجم الشراكات الإقتصادية بين البلدين والتي ظهرت بشكل واضح في الآونة الآخيرة من خلال توفير فرص العمل للأردنيين بمختلف المجالات ، اذ بلغ عدد العاملين فيها 60 ألف أردني وهناك قابلية لزيادته ، اضافة الى ان هناك 2600 طالب قطري يلتحقون في الجامعات الأردنية وبمختلف التخصصات ، فضلا عن الاستفادة المتبادلة من الخبرات في كلا البلدين ، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ديمومة وقوة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين . 

الأردن والبحرين وطيب العلاقات الثنائية ...

العلاقات التي تنعم بها كلا البلدين الأردن مع دولة البحرين وطيدة وتاريخية ومبنية على أسس راسخة شأنها شأن كافة دول الخليج  الأخرى ، حيث كان واضحاً مؤخراً حرص البلدين على تفعيل الشراكات المتبادلة ، وما يدلل على ذلك هو أن عدد الاردنيين في مملكة البحرين ارتفع خلال السنوات العشر الاخيرة ليصبحوا ثالث اكبر جنسية عربية . 


الأردن وسلطنة عمان .. توافق في الآراء وعلاقات مبنية على الحكمة ..

لطالما كانت علاقة الأردن بسلطنة عمان قوية ومبنية على وفاق كامل في كل القضايا الدبلوماسية ،والتبادل المشترك في مختلف المجالات ، اضافة لما يربط البلد الشقيقين من عادات وتقاليد مشتركة اساسها الأصالة والعروبة ، حيث يعمل في السـلطنة حـوالي ( 1000 ) معلم وأسـتاذ جامعي، وهناك حوالي ( 1480 ) طالب عُماني يدرسون في الأردن في الجامعا ت الحكومية والخاصة ، ما شكل تبادلاً هاماً في واحد من اهم القطاعات . 


اما على الصعيد الاقتصادي من ناحية توفير الوظائف في دول الخليج للكفاءات الأردنية العاملة فيها ، فأصبح اجمالي عدد الاردنيين المقيمين في دول مجلس التعاون يفوق 780 ألفا، منهم حوالي 424 الف موظف.

ختاماً فإن ما بنيت عليه العلاقات الأردنية الخليجية سيبقى قائماً بصلابة وحكمة قادة الدول ورؤيتهم الثاقبة للمستقبل ، وتعاملهم مع القضايا فيما بينهم على أساس دبلوماسي منهجي ومأسسي ديدنه القوة والصلابة ، والعلاقات المشتركة والتبادلات التجارية المختلفة ، اضافة للتشاركية في النظرة الموحدة للقضايا التي تهم المنطقة والإقليم .
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير