النسخة الكاملة

قايد الجيش

الخميس-2021-04-07 11:27 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل
     "قايد الجيش" هو عنوان المؤسسة العسكرية، وأي مساس به هو محاولة للمساس بالجيش، بكل ما يمثله الجيش في تاريخ الأردنيين ووجدانهم، بأعتباره حامي الوطن والدستور ومؤسسة العرش, يفتدى ذلك كله بالروح والدم، وقبل ذلك بالصبر والتحمل والحلم، وهي صفات اجتمعت كلها باللواء الركن الطيار يوسف الحنيطي رئيس هيئة الأركان المشتركة، أقول ذلك عن معرفة حقيقية بالرجل.
    عرفت اللواء الطيار يوسف الحنيطي، عندما كان قائداً لسلاح الجو الملكي الأردني، حيث قاد عملية تنظيم وتطوير وتحديث سلاح الجو، قبل أن ينثر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين القائد الأعلى للقوات المسلحة كنانته، ليختار أصلبها عوداً لموقع رئاسة الأركان المشتركة، فكان يوسف الحنيطي ذلك الصلب محل ثقة القائد الأعلى، وقد أثبتت الأيام أنها ثقة في محلها، أقول ذلك بمعرفة عن قرب من الرجل ومتابعة حثيثة لنشاطاته، تجعلني أقول أنه صار  من أكثر قادة الجيش من حيث الحضور في حياة الأردنيين العامة، بعد سمو الأمير زيد بن شاكر والمشير حابس المجالي رحمهما الله.
    لقد وصل الحنيطي إلى هذه المكانة لأسباب كثيرة، أولها الإنتماء والإخلاص، اللذان تشربهما من بيئته ونسبه، فهو أبن عمان وما جاورها, حيث موطن العديد من القبائل والعشائر الأردنية التليدة، فهوابن عشيرة الحنيطي التي لها إسهاماتها المشهودة في التضحية من أجل الأردن وفلسطين، وهما صفتان غذتهما وصقلتهما المؤسسة العسكرية التي ترعرع في أحضانها اللواء الحنيطي شاباً وكهلاً شاب شعره في صفوفها، متشرباً مبادئها بالإلتزام والإنضباط، زينهما خلق الرجل وتواضعه.
    ككل الأردنيين يؤمن اللواء الحنيطي بأن اللباس العسكري هو شرف الأردني وهويته، وأن الإخلاص والإنتماء ليس مجرد أقوال وشعارات لكنهما فعل وإنجاز، لذلك فإن الرجل يواصل كلالة الليل بكلالة النهار، متنقلاً بين كتائب الجيش وأسلحته، من العقبة إلى الهضبة، ومن الشريعة إلى حد السيف في أقاصي بوادينا الأردنية، ناهيك عن تواصله العالمي للإطلاع على كل ما من شأنه تطوير وتسليح قواتنا المسلحة، والتعريف برسالتها ورسالة الأردن وقيادته في خدمة الإنسانية، فلا تكاد رزنامة عمله اليومي تتسع لساعة من الراحة، مما يسبب له حرجاً مع بعض الأصدقاء والمحبين اللذين يضيق وقته عن لقائهم، تفانياً منه في عمله الذي أعتاد فيه أن يتقدم عندما يتقهقر الآخرون، وأن يبذل عندما يبخل الآخرين، وأن يتحمل عندما يضيق صدر الآخرين، ليس ضعفاً أو خوراً أو قصوراً ولكنه صبر الرجال وحلمهم في سبيل الوطن، فلا يغتر البعض بهذا الحلم، فيتمادى في محاولته المساس بالجيش من خلال المساس بـ "قايد الجيش" فالجيش خط أحمر عند الأردنيين ملكاً وشعباً.
Bilal.tall@yahoo.com