جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يقلم حمادة الفراعنة
لا جديد جوهري غيّر من تشكيل المشهد السياسي ونتائج انتخابات الكنيست يوم 23/3/2021 لدى المستعمرة الإسرائيلية:
أولاً حافظ الليكود مع نتنياهو على موقعه كأقوى حزب سياسي يملك على الأقل وحده ربع عدد أعضاء البرلمان.
ثانياً حافظ التحالف الثلاثي: 1- اليمين، 2- اليمين السياسي المتطرف، 3- الاتجاه الديني اليهودي المتشدد على مكانته كأقوى تكتل سياسي.
ثالثاً حافظت المعارضة بتلاوينها ومرجعياتها وتشتتها على قوتها تحول دون إنفراد نتنياهو والليكود ومؤيديه من الأحزاب اليمينية المتطرفة والأحزاب الدينية المتشددة، على إدارة سلطة المستعمرة وتشكيل حكومة مريحة لهم.
رابعاً حافظت أحزاب المجتمع العربي الفلسطيني على مكانتها كقوة سياسية لها حضورها رغم خسارتها لثلاثة مقاعد على الأقل، وتمزق كتلتها المشتركة إلى كتلتين متنافستين.
ورغم حفاظ نتنياهو على مكانته وقوة حزبه، ولكنه فشل من خلال النتائج المحققة لتحقيق هدفيه الأول انتزاع قرار الحصانة له بعدم محاكمته أو إلغائها أو تغيير مضامين التهم الجنائية الموجهة له، والثاني فشله في الحصول على أغلبية برلمانية توفر له قيادة حكومة مستقرة.
المعارضة المثلثة من يائير لبيد وجدعون ساعر ونفتالي بينيت فشلت خياراتهم بتفوق أي من أحزابهم ليكون قادراً على تشكيل ائتلاف، أو أن أحزابهم مجتمعة يمكنها من تشكيل حكومة تملك الأغلبية، والخلافات السائدة بينهم تقلل فرص التفاهم وتحول دون التوصل إلى قاعدة شراكة في مواجهة الليكود وتحالفه مع الأحزاب الدينية الثلاثة.
مفاجأة القائمة العربية الموحدة، من الحركة الإسلامية الجنوبية، برئاسة النائب منصور عباس أنها حققت نجاحاً وتجاوزت نسبة الحسم للعودة إلى البرلمان رغم انقسامها عن القائمة العربية المشتركة المكونة من الأحزاب الثلاثة: 1- الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، 2- التجمع الوطني الديمقراطي، 3- الحركة العربية للتغيير، والمؤكد أن الحركة الإسلامية الجنوبية المنشقة عن الحركة الإسلامية الشمالية التي يقودها رائد صلاح، تعاطفت معها وصوتت قواعدها الشعبية مع الموحدة ومع منصور عباس، رداً على الخلافات التي عصفت بالائتلاف السابق بين الأحزاب الأربعة، وبذلك ساهمت الحركة الإسلامية الشمالية التي تقاطع الانتخابات وترى أنها تمنح المستعمرة الإسرائيلية شرعية، ساهمت بنجاح الحركة الإسلامية الجنوبية وضمنت لها عدم الهزيمة وعدم الخروج من البرلمان.
في ضوء النتائج الملموسة لانتخابات البرلمان الإسرائيلي في دورته 24، سيبقى المشهد السياسي يدور حول نفسه كما حصل في دورات الانتخابات البرلمانية الثلاثة السابقة 1- الحادية والعشرين 9/4/2019، 2- الثانية والعشرين 17/9/2019، 3- الثالثة والعشرين يوم 2/3/2020، إلى حين اتخاذ قرار بالذهاب إلى انتخابات خامسة، إلا إذا وقعت مفاجأة غير متوقعة، يستطيع من خلالها نتنياهو كسب أحد الأحزاب المعارضة له، أو شق بعضها الآخر لكسب نواب من صفوفها لصالحه عبر تقديم رشاوي بمواقع وزارية لهم وهو يُجيد هذه الألاعيب الالتوائية والتسلل إلى داخل الأحزاب ويفلح في العمل على تمزيقها، وانحرافها لصالحه، وآخر نجاح له اختراق جبهة المجتمع العربي الفلسطيني وكسب أصواتاً من بين صفوفها، كما أفلح في تمزيق القائمة البرلمانية العربية المشتركة.