جفرا نيوز -
جفرا نيوز - علي أبو حبلة
تتعرض مدينة القدس لحملة تطهير عرقي ممنهج فمئات الأسر والمنازل في الشيخ جراح وسلوان مهددة بالهدم وتهجير سكانها ضمن عملية تطهير عرقي غير مسبوقة، 28 عائلة مقدسية بما يقارب 550 فردا في حي الشيخ جراح مهددون بالتهجير من قبل الجمعيات الاستيطانية بحماية محاكم الاحتلال، حيث تستمر سياسة الترحيل والاستهداف للفلسطينيين في القدس، إن كيان الاحتلال قائم منذ نشأته على التطهير العرقي للفلسطينيين هذه العائلات التي هجرت في النكبة من بيوتها حيث تم تسكين هذه العائلات عام 1956، من قبل وزارة الإنشاء والتعمير الأردنيّة بالتعاون مع الأونروا فوق أرض «كرم الجاعوني» التي تبلغ مساحتها 18 دونماً و800 متر مربع في حي الشيخ جراح.
عائلات عديدة مهددة بالاقتلاع من جذورها ليكرس المشهد في ذاكرة أطفالهم رواية أجدادهم وجداتهم حول النكبة فهم يعيشون هذا الواقع مجددا في ظل بقاء المقدسيين دون أدنى حماية في مواجهة أعتى دولة في العالم فعائلات الدجاني والداودي والكرد وسكافي وأبو حسنة والصباغ وغيرهم وجدوا أنفسهم وحدهم في التصدي لهذا الجبروت الصهيوني، فلم يجدوا سبيلا إلا وقد سلكوه فتوجهوا لمحاكم الاحتلال والاستئناف وجميعها تعمل ضمن منظومة واحدة للقضاء على كل ما هو فلسطيني في القدس وإن دل هذا فهو يدلل على فرض السيادة الفعلية على الأرض لدولة الاحتلال فكل ما هو فلسطيني مستهدف في القدس.
يُشار إلى أنه في منتصف السبعينيات، رفعت الجمعيات الاستيطانية دعوى ضدّ أربع عائلات تقطن الحيّ لطردها من منازلها، لكن المحاكم الإسرائيلية آنذاك رفضت الدعوى على أساس أن الفلسطينيين مستأجرون ومحميّون قانوناً، من دون أن تفحص الزعم اليهودي بملكية الأرض. بعد ذلك، تفرّعت عشرات القضايا والجلسات، لتتجزّأ مسألة الحيّ إلى أجزاء متناثرة، وتتحوّل إلى دعوى ضدّ عائلة ما أو عائلات عدة وليس كلّ العائلات والبيوت، حتى جاء عام 1982 ووقع الأهالي ضحية لمحامٍ يهودي يُدعى توسيا كوهين، ترافع عن نحو عشرين عائلة ضدّ قضايا تطالبها بإخلاء منازلها، لكنه أبرم من وراء ظهورهم اتفاق تسوية مع الجمعيات الاستيطانية ينصّ على الإقرار أن ملكية الأرض تعود إلى اليهود، مقابل وقف طرد العائلات وتدفيعها إيجاراً للجمعيات لـ99 عاماً. وعلى رغم إنكار العائلات تلك الاتفاقية ورفضها دفع الإيجار عند علمها بها، إلّا أن التسوية أثبتت « قانونياً» ملكية الأراضي لليهود كون المحامي مكلَّفاً من الأهالي بالدفاع عن مصالحهم، وقد استمرّ الوضع على ما هو عليه حتى وفاة كوهين نهاية التسعينيات، ليكلَّف بعده محاميان فلسطينيان.
في النتيجة، نجح المستوطنون والعدو في طرد أول ثلاث عائلات من الشيخ جراح في 2008، واستوطن في بيوتهم مستوطنون صاروا مجاورين لبيوت الحيّ قسراً وقهراً، وبدأوا المضايقات والاستفزازات المتتالية لإرغام بقية العائلات الفلسطينية على الرحيل، كما بقيت شرطة العدو تشنّ هجمات على الفلسطينيين بذريعة شكاوى من المستوطنين الذين اغتصبوا بيوتاً داخل الحيّ. ووفق تقرير لمكتب « أوتشا» في الأراضي الفلسطينية التابع للأمم المتحدة في تشرين الأول/ أكتوبر 2010، طَرد المستوطنون أكثر من 60 فلسطينياً من بيوتهم، ولا يزال 500 آخرين مهدَّدين بتهجيرهم. ويقع هذا الحيّ شمال البلدة القديمة في القدس، وله رمزية عند المسلمين والفلسطينيين، كونه يحمل اسم طبيب صلاح الدين الأيوبي، وقد قطنه المفتي أمين الحسيني، وهو يضمّ عدداً من المراكز والبعثات الديبلوماسية.
إن حي الشيخ جراح كما غيره من الأحياء المقدسية مستهدف بسياسة التطهير العرقي والترحيل، في ظل هذه الهجمة الشرسة المستمرة من الاحتلال قرر السكان إطلاق حملة إلكترونية لحماية وإنقاذ حي الشيخ جراح، الاردن قام بتزويد المهددين بالطرد بكافة الاوراق والمستندات الرسمية المصادق عليها من قبل الحكومة الأردنية والتي تثبت ملكية الاهالي للارض التي يسكنوها ويطالبون المجتمع الدولي ووكالة الغوث (الانروا) بالضغط الجدي على حكومة الاحتلال، فالمقدسي اليوم مثقل بهمومه المختلفة في السكن والتعليم وهويته الفلسطينية فهو مستهدف يوميا، لهذا نريد خطط فعلية عملية واقعية لتثبيت الصمود ولا نريد خطبا عصماء تداعب مسامع اهل القدس، مطلوب خطة وطنية فلسطينية شاملة وهناك العديد من المرجعيات في القدس فليعمل الجميع كوحدة واحدة بهدف تعزيز الصمود المقدسي ومواجهة المخطط العنصري لسياسة التطهير العرقي الذي يرقى لمستوى ارتكاب جرائم حرب.