جفرا نيوز -
جفرا نيوز - هالة ابو رصاع الحويطات
كنتم معاليكم يوم أمس قد صرّحتم عن الحظر الشامل لمدة 72 ساعة أسبوعياً،وأنهيتم تصريحكم بسؤال وهو: "إلى متى ستظل البلد ترزح تحت ضغط الإشاعات والتشكيك"
وأنا بدوري أسأل معاليكم إلى متى ستُجهدون أنفسكم بالرد على الإشاعات والتشكيك وتحيدون عن هدفكم الأم؟
الرد يا سيدي على سؤالكم بسيط جداً،ومن خلال دراستي للإعلام،ومجال عملي في وزارة أعتز بها وأفتخر،أقول لكم الحل بين أيديكم،وأنتم من يستطيع القضاء على الإشاعات والتشكيك.
الحل هو السلطة الرابعة(صاحبة الجلالة كما أُطلق عليها لأهميتها)،إنها التربية الإعلامية،نعم التربية الإعلامية التي باتت المطلب المُلِح والعاجل في هكذا ظرف استثنائي نعيشه وتمر به البلاد والعباد،وأنا على يقين تام أن الغالبية العظمى لا يعرفون ما معنى التربية الإعلامية وما هدفها،لأننا قصرنا في حقها،واليوم جاء دورها.
بالتربية الإعلامية معاليكم سيتمكن كل من يستمع لأي خبر أو يشاهد منشور ما،أن يتيقن منه جيداً قبل مشاركته أو التحدث به وتداوله والمساهمة في نشره،بل سيكون لسانكم الناطق في غيابكم،سيدرك المواطن أنْ ليس كل ما يُشاع ويُنشر حقيقة.
لقد وصفتم لنا اللقاح كوقاية مجتمعية للحد من انتشار الفايروس اللعين كوفيد 19،وانا اليوم أضع بين أيديكم وصفة سحرية للقضاء على الإشاعات والتشكيك.
عليكم بوصفتي يا سيدي،جربوها ولن تندموا, كثِّفوا جهودكم على التربية الإعلامية وسَتَرَوْنَ الفرق في الوعي المجتمعي الذي سيكون،ركزوا عليها وانفضوا عنها غبار التجاهل وستجدون الفرق.
الشائعة والتشكيك يأتيان من المنشورات في عالمنا الفضائي الذي نعيشه،مواقع التواصل الاجتماعي باتت أكثر سرعة من البرق،والخبر الكاذب والمضلل سرعان ما ينتشر بيننا سرعة الهشيم في النار،وللأسف الكثير منا يتناقله ويعيد نشره دون أن يتقصى عن مصدره إن كان مصدرٌ موثوقٌ به،أو جهةٌ رسميةٌ مُصرَّح لها النشر،بل يسرع بإعادة نشره وكأنه في سَبْقٍ صحفي،ليقول انا أول من نشرت،بينما لو كان لديه وعي وثقافة في التربية الإعلامية لن يفعلها قبل أن يتأكد من مدى صدق ما يتم نشره،والتأمل جيداً في الخبر ومصدره وحتى إعمال العقل في مضمونه.
معاليكم..........التربية الإعلامية ستُؤتي أُكُلها بعد التركيز عليها وإعداد المشاهد التمثيلية والسيناريوهات وغيرها،والتي تحمل في طياتها رسالات إعلامية تقول للمتابع أو المشاهد احذر،وتيقن من الخبر قبل التحدث به وتداوله،أين ذهب زعل وخضره،أين سمعه،وأين صوالحه،كلهم بيننا ولا بد من استثمار الطاقات الإعلامية المتخصصة في الإعلام في وزاراتنا ودوائرنا المنتشرة في بقاع الوطن الغالي لهذه الغاية،وكُلٌّ في مكانه يستطيع التأثير والتغيير.
حينها ستجدون الوقت الكافي لعملكم والواجبات الموكلة إليكم بكل يُسر وسهولة دون تشويش،ودون الالتفات إلى القيل والقال والشائعات التي تحيدكم عن الهدف........التربية الإعلامية تحمل اسم التربية في مقدمتها،فهي تهذيب للنفس والعقل وصقلٌ للفكر والسلوك.
ولا تنسَ أن النصيحة كانت بِجَمَل!!!!!!