التعلم عن بعد .. يدخل عاما ثانيا وسط ظروف استثنائية..فهل كانت المخرجات ملبية للطموحات؟

جفرا نيوز - يدخل أمر الدفاع رقم 7، المتعلق بالتحول لنظام التعلم عن بُعد، عامه الثاني، نتيجة ما فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد من استجابة حكومية للتعامل معها، والتي ما تزال تشهد المملكة تبعاتها حتى الآن.

ويستذكر الطلبة وذووهم "الدفاع 7″، الذي عاشوا من خلاله ظروفا استثنائية غير مسبوقة، بعد ان تم تعليق الدوام المدرسي الوجاهي كإجراء احترازي للتعامل مع هذا الوباء وتفعيل نظام التعلم عن بُعد.

وهذه الجائحة التي وضعت النظام التعليمي أمام تحد واختبار، يعد الأول من نوعه بشأن مدى استجابته وقدرته على الحفاظ على استمرارية العملية التعليمية دون انقطاع في ظل إغلاق المدارس.

وبموجب "الدفاع 7″، حولت وزارة التربية والتعليم بـ17 آذار (مارس) الماضي، قناة التلفزيون الاردني الرياضية لتصبح مخصصة لبث الدروس لطلبة الثانوية العامة ثم عمدت الى اطلاق قناتين تلفزيونتيتن أخريين لبث الدروس لبقية الصفوف الدراسية، اضافة الى انشاء منصة التعليم الالكتروني "درسك”.

وتفاوت ردود فعل ذوي الطلبة حول هذه الادوات الالكترونية التي استخدمتها الوزارة لبث الدروس عليها، بين من يؤيدها نتيجة للوضع الوبائي بالمملكة، ومن يعارضها كونها لن تحل بديلا عن التعليم الوجاهي، بالاضافة الى ضعف قدرتهم الشرائية على امتلاك الاجهزة الالكترونية التي تمكنهم من متابعة تعليم ابناءهم وعدم وصول شبكات الاتصالات والكهرباء لجميع مناطق سكن الطلبة.

بيد ان ذلك الامر ليس هو التحدي الوحيد الذي كان امام "التربية”، خلال العام الماضي، بل خيمت الضابية على مصير امتحان العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي”، ان كان سيعقد ام لا، لكن الامر حسم في نهاية الامر وتم اجراء الامتحان في موعده المقرر في بداية تموز (يوليو)، وفق بروتوكل صحي مشدد واجراءات تخفيفية لجأت اليها الوزارة، ابرزها الاوزان النسبية والاسئلة الموضوعية.

وعلى غير التوقعات، جاءت نتائج امتحان (التوجيهي) بدورته الاساسية العام الماضي محملة بمفارقة غريبة، إذ انخفضت نسبة النجاح العامة من 58.3 % لعام 2019 لتصبح 56.5 % للعام 2020 وسجلت معدلات الطلبة، ارتفاعا كبيرا يعد الأول من نوعه منذ انطلاقة هذا الامتحان في المملكة.

ففي الوقت الذي حصل فيه طالب واحد بالعام 2019 على معدل 100 %، كشف وزير التربية والتعليم السابق الدكتور تيسيرالنعيمي عن وجود 78 طالبا وطالبة في العام الماضي، حصلوا على ذلك المعدل ، ليكون بذلك هو العام الثاني على التوالي التي يتمكن فيه طلبة "التوجيهي” من الحصول على معدل 100 %.

وفي السياق ذاته، طفت على السطح طوال فترة الجائحة ملف المدارس الخاصة واولياء الامور الذين تعالت اصواتهم المنادية بإجراء حسومات على القسط المدرسي واسترداد جزء من قيمة المبلغ المدفوع مقابل خدمة الباصات المدرسية وذلك نتيجة لقرار تعليق الدوام الوجاهي في المدارس.

فعلى مدى 12 شهرا، شهدت عملية التعليم شدا وجذبا بين التعليم الوجاهي والتعليم عن بُعد، فمع بداية العام الدراسي الحالي كان من المفترض ان يلتحق نحو مليونا طالب وطالبة تدريجيا بمقاعدهم الدراسية لكن سرعان ما دفعت الاعداد المتزايدة من الاصابات بفيروس كورونا لاصدرار قرار ينهي فيه عملية التعليم الوجاهي ليعود الطلبة مرة اخرى لتقلي دروسهم عن بُعد.

ولم يختلف وضع الطلبة خلال الفصل الدراسي الثاني الحالي عما كان عليه بالفصل الاول، حيث اقتصرت العودة في بدايته على طلبة المرحلة الاولى المتمثلة برياض الاطفال والصفوف الثلاثة الاولى وطلبة "التوجيهي”، ولكن سرعان ما فرضت "كورونا” أجندتها مرة اخرى وعلقت العملية التعلمية حتى إشعار آخر.

الغد