جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: نضال الفراعنة
كنت للتو أتواصل بحكم العادة مع أصدقاء من المغرب ولبنان والكويت والإمارات، قد لا يُصدّق أحد أن هذه الاتصالات خصصها الأصدقاء للإشادة بـ"خطوات الأردن" الملكية والرسمية والشعبية، فقد قيل لي إن ظهور الملك عبدالله الثاني داخل المشفى ووسط حشود غاضبة وفي غياب أي من المسؤولين هو ظهور لملك مختلف، وأن هذا الملك لم يسأل عن أمن شخصي، مثلما لم يتأخر عن المتابعة، مذكرين أنه في "كوارث عربية" حصلت فإن هذه الحوادث لم تلق اهتمام وزراء وليس ملوك وقادة كما حصل في الأردن.
قلت لهم إننا في الأردن كصحافيين ونشطاء لا ننكر "الفساد والإهمال واللامبالاة" بل على العكس قمنا بـ"جلدهم" مرارا في موقع جفرا نيوز، وتحملنا أبشع الافتراءات والظلم، لكن ما يطمئننا -كما قلت لأصدقاء- أن الملك دائما "رهاننا وأملنا" وهو دائمة يستطيع "التصويب"، ويحدد المشكلة ويتحدث عن الخلل دون مواربة، ودون حماية لفاسد أو مقصر، إذ قلت للأصدقاء أيضا أن الكثير من "الغضب الملكي" ظل مكتوما، فالاتصالات واللقاءات الني أجراها الملك مع كبار المسؤولين بعد الحادثة كانت كفيلة بأن تُظْهِر أن غضب الملك يعيد عادة الأمان والطمأنينة للأردنيين في اللحظات الصعبة والحرجة.
"الكلام القوي والحازم" للملك هو نبراسنا والمنارة التي نهتدي بها، وهو ليس "مسكنات إنشائية" بل خطة عمل كاملة لو التقطها المسؤولين والمعنيين، إذ لم يغفل الملك عن القول بحزم وصرامة "خلص.. بكفي"، وهذا الخطاب رغم عمقه وشدته وكمية الغضب فيه، إلا أنه أيضا يبدو كـ"إنذار صامت" بأنه سيراقب ويحقق، وستكون له كلمة أخرى ينحاز فيها كما دائما لـ"أهله وناسه" الذين صبروا كثيرا على مسؤولين جاؤوا وغادروا ولم يصنعوا شيئا.