جفرا نيوز-خاص
لم تأتي حادثة مستشفى السلط كحالة عرضية بل هي نتيجة حالة واضحة من الإهمال والضعف يثبت مدلولاتها العديد من الأحداث التي رافقت إدارة الحكومتين الحالية والسابقة لازمة كورونا.
الفشل هو العنوان العريض الذي يمكن استخدامه لوصف كل ما حدث، بدءا من الإغلاق غير المبرر الذي اقر في آذار من العام الماضي والذي ألحق أضرار كبيرة بالاقتصاد الوطني دون أن تكون هناك حاجة له، وصولا إلى مغادرة الحكومة السابقة دون أن تحدث أي أنجاز في منظومتنا الصحية مكتفية بما قدمته من استعراضات إعلامية كان بطلها الأبرز وزير الصحة "الدونجوان" سعد جابر.
فخلاف المشاهد الاستعراضية واللقطات الفيسبوكية، والظهور المتكرر على صفحات التواصل الاجتماعي لم يكن الارجل قد وضع حجرا على حجر لرفع كفاءة المنظومة الصحية في الأردن.
وبعد فترة وجيزة من تسلل الكورونا إلى البلاد عبر المعابر الحدودية التي كان من الواضح وجود خلل كبير في ضبطها وإدارتها غادرت الحكومة السابقة بلا أسف لتأتي الحكومة الحالية، فيعين ابرز مسؤولي ملف كورونا سابقا وزيرا للصحة فيها، رغم أنه الشريك الأول في إخفاق الحكومة السابقة.
الدكتور نذير عبيدات، الشخصية البالغة التهذيب والقريبة من القلوب بهدوئه ولباقته، لم يكن بحجم هذا الملف الذي يحتاج إلى شخصية صارمة ديناميكية قادرة على المتابعة المستمرة وإظهار الحزم والتفكير خارج الصندوق.
ورغم أن الحكومة الحالية نجحت في رفع كفاءة النظام الصحي وزادت من قدرته الاستيعابية عبر إنشاء المستشفيات الميدانية، واستئجار مستشفيات خاصة، وزيادة التعاون مع القطاع الخاص ووضع سقوف سعريه للعلاج في المستشفيات الخاصة، إلا أن ذلك لم يترافق مع رفع كفاءة العاملين في القطاع الصحي ومسانديهم، ولم تنجح وزارة الصحة بوضع نظام محكم لآليات العمل ولنظام التزويد والإسناد الذي يبدو انه يقف خلف ما حدث في السلط اليوم.
وأمام الفضيحة الكبرى في توفير المطاعيم، وظهور حالة كبيرة من الضعف في إدارة المرافق الصحية، وغياب الشفافية فيما تعلنه الوزارة من أرقام، فالوزير وحتى يوم أمس كان يعلن أن نسبة إشغال أسرة العناية الحثيثة بحدود 40% فقط فيما نسمع من كل مدننا صرخات تستجدي الحصول على سرير عناية خاصة في مستشفى حكومي، وتتوالى شهادات من داخل المستشفيات الحكومية تتحدث عن نسبة إشغال فاقت الـ 100% وتقول أن الوزير يستخدم أسرة القطاع الخاص في النشرة الإحصائية لإيهامنا أن الوضع مطمئن.
حادثة مستشفى السلط ليست الا تجلي لحالة فشل كبير يستدعي من كل مسؤول في وزارة الصحة وملف كورونا أن يبتعدوا بارادتهم –وقبل ظهور اي نتائج تحقيق- وان يتواروا عن الأنظار خجلا من الوطن والناس.
هل يفعلها الدكتور نذير عبيدات ومسؤولي ملف كورونا، نراهن على سويتهم الاخلاقية لفعل ذلك