
جفرا نيوز - خاص
من هو المستفيد ، أم أن مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ ، وما زالت الأصابع الآثمة تعمل ليلاً نهاراً للنيل من رسالة التربية والتعليم لتحقيق المآرب الشخصية الضيقة على حساب الوطن والمواطن ، والضحية هو "الطالب" ، وهو محور العملية التعليمية التربوية ، ولان الطالب هو "المستقبل" علينا أن نقف طويلاً لدراسة وتحليل الحالة التي تمر بها وزارة التربية والتعليم ، لنقول كما قال البرت اينشتاين :- (يستطيع أيُ أحمق جَعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد ، لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك) بمعنى أن الأمر ليس معقداً لهذه الدرجة ، ومن هنا انطلق ، لأخاطب كادر وزارة التربية والتعليم ، واقصد "مركز الوزارة"، حيث انه المسؤول عن رسم السياسات وتقديم الحلول ، لكافة أعمال الوزارة في المركز والميدان ، ولكننا نجد أن العيب بالهيكل ومكوناته ، مشيراً أن القيادات التربوية في المركز ، ما زالت تعمل بالأسلوب التقليدي المكرر (الممل) ، ولم تستطع هذه الإدارة بكافة أطيافها ، أن تُقدم حلاً أو مقترحاً مقنعاً يُخرج الوزارة من حالة الاحتقان والتأزم ، وأعني (إضرابات المعلمين) ، وكأن الأمر لا يعنيهم أو ربما يخدم مصالحهم ويُحَصِن بقائهم واستمرارهم ، لدى الوزارة أمينين عامين وما يدور في فلكهما ، وإدارات كبيرة ومتخصصة ، فمن غير المقنع أن يكون كل هذا في وزارة التربية والتعليم بالإضافة للخبرات والكفاءات المتراكمة ،وتكون غير قادرة على تقديم الحلول، لنؤكد أن الإدارة العليا في مركز وزارة التربية والتعليم ضعيفة وينقصها الخبرة في التعامل مع الحالة الراهنة أو الحالات المشابهة، وتأكيدا لهذا التحليل ، نجد أن الاتصال والتواصل بين المركز والميدان التربوي يعتبر معدوماً لأنه ورقياً فقط، بل شكلاً من أشكال البيروقراطية الموروثة فقط ، ليس له أي تأثير ملموس على ارض الواقع ، وعندما نريد أن نفهم الواقع علينا أن نتحسس ما فيه من هموم وتداخلات ، ولا يكون ذلك إلا من خلال اجراء الدراسة الكافية لهذا الواقع.
ويزداد التساؤل ، أين دور الأمناء العامين ومدراء الإدارات ، وما هي الدراسات التي قدموها ؟ ، وهل لديهم حلول أم أنهم خارج إطار الواقع ؟ ، مساحة الفراغ الإداري واسعة في وزارة التربية والتعليم ، ومن المؤلم جداً أن تنحرف وتنصرف الإدارة العليا في الوزارة نحو تنفيذ غايات وأهداف خاصة ، وتتنصل من الغاية التي وجدت من اجلها ، وكيف يمكن لموظفي الفئة العليا أن تأسرهم رغباتهم ، أين الحيادية والنزاهة والشفافية؟ ، اشغلوا الناس بالوضع العام ، وتصريحاتهم المتضاربة وغير المدروسة هي التي تثير المعلمين والقطاع التربوي بكامل أطيافه ، حيث استوقد بعضهم ناراً ، واستأنس بها، ولسان حالهم يقول فليحترق الجميع ، والمهم عندهم أن يستمر بقائهم ، فأين دورهم الوطني والمؤسسي وأين مهنيتهم في العمل ؟ ، وهل من الممكن أن ينحاز وينحرف موظف الفئة العليا نحو المنافع الشخصية والحالة تتوقد وتشتعل في كل مكان ؟ ، ناهيك عن دور مدراء الإدارات في وزارة التربية والتعليم وهم الأضلُ سبيلا، وفي كل وادٍ يهيمون ، ينغمس فكرهم في صيد المكافئات ، وجذب الاستثمارات من المشاريع الدولية والمحلية ، لا يقيسون اثر المشاريع بمدى مساهمتها بتطوير التربية والتعليم جسداً وروحاً ، بل يقيسونها بحجم المكافئات التي أُغدقت عليهم ، فكيف يمكن لمثل هذه الفئات أن تقود العملية التعليمية التعلمية ، لعلي أجد نفسي اتفق مع قول سنيكا الأصغر في مقولته المشهورة :- (( يتم اختبار الذهب بالنار، أما الرجال فيتم اختبارهم بالشدائد.))، فما هي
الأسس والمبررات التي تم من خلالها اختيار القيادات التربوية ، وهل لهؤلاء نموذج واحد ناجح في مواجهة الأزمة الحالية ، وهل كان اختيارهم مجدي ؟!! ، لا اعتقد ذلك.
نقول لمعالي وزير التربية والتعليم ، المسألة ليست بعقد الاجتماعات وتكثيفها ، أو في تشكيل غرف العمليات الواهمة والوهمية ، لمتابعة تحركات المعلمين في الميدان ، لنشير أنها جميعها شكلية وتقاريرها وهمية ، والسبب أنها لم تلامس الواقع، ولن تلامسه ، فكيف يمكن لها أن تُقدم الحلول ؟
لنؤكد لمعالي الوزير، أن العيب في مركز الوزارة ، نعم في مركز الوزارة وليس في الميدان ، وسيزداد الميدان احتراقاً واشتعالاً لان شرارة الإشعال تشكلت نواتها في المركز ، وقد أتقن الغائيين دورهم ؟ ومارسوا أعمالهم بمهنية مقيتة ومميتة، توظف كُل خبراتها لتأزيم الموقف ، وسيجد المتابع أن تفعيل التأزيم بدأ منذ بداية مطالبة المعلمين بإنشاء النقابة ، فوجد هؤلاء ضالتهم ، وعرفوا كيف يستثمرون الأزمة ، واستثمروها ، والخاسر هو الوطن ، ويُصرح بعضهم بأن البدائل متوفرة ، ليزيد الطين بله ، ويزداد سقف المطالبة وترتفع وتيرة التصميم عند المعلمين بسبب التصريحات العبثية ، ولأنه ليس للحقيقة موعد خاص بها، علينا أن نعرف أن موعدها الآن ، فالمسألة تحتاج لحل جذري عبقري وشجاع !!!!
أما آن الأوان يا معالي الوزير أن تنظر بتمعن حولك ؟؟؟!!! ، أما آن الأوان أن تتحقق بنفسك من هذا الواقع ؟! ، قد يكون من الواجب أن نثق بالآخرين ولكن علينا أن نتحقق أيضاً !!!