النسخة الكاملة

تداعيات "كورونا" تضاعف أعداد الأطفال المتعاطين للمواد الطيارة

الخميس-2021-03-07 08:30 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - توقعت جمعية حماية الأسرة والطفولة في اربد، زيادة حالات تعاطي اطفال لمواد طيارة عن آلاف حالة العام الماضي، بعد ان كانت لا تتجاوز 500 حالة، مشيرة الى ان الجمعية وحدها تعاملت مع 100 حالة، ارتفاعا من 50 طفلا في العام 2019.

والمواد الطيارة تتمثل بالمشتقات البترولية، الغراء، التنر، ومواد تنظيف المحركات وإزالة الصدأ والآغو وغيرها.
وعزا رئيس الجمعية كاظم الكفيري ، هذا الارتفاع الى الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتفكك الأسري والتي ازدادت تعقيدا بسبب جائحة كورونا، بالإضافة الى انقطاع التعليم في المدرسة وتحولها إلى التعليم عن بعد، ما زاد من عدد الأطفال العاملين في الأسواق.

وأشار الكفيري، إلى أن رفاق السوء وتواجد الأطفال العاملين في الأسواق، ساهم في تعلم الأطفال عادة شم المواد الطيارة، لاسيما مع رخص اثمان المواد الطيارة في المحال التجارية، وعدم وجود أي موانع على شرائها.

وقال إن الجمعية قامت بتأهيل أولئك الأطفال من خلال برنامج علاجي بمركز الإرشاد الأسري التابع للجمعية بعد أن كانوا مدمنين على شم المواد الطيارة بمختلف أنواعها.

ولفت إلى انه وحسب الحالات التي تعاملت معها الجمعية خلال السنوات الماضية، فإن فئة الأطفال الفقراء، والذي لا يوجد لهم مصدر دخل هم الأكثر تأثرا بالمشكلة.
وتصنف المواد الطيارة وفقا لتأثيراتها "مواد مثبطة تعمل على إبطاء في وظائف الجهاز العصبي المركزي ويؤدي الإفراط في استنشاقها إلى فقدان الوعي وأحيانا تؤدي إلى الوفاة نتيجة الاختناق (عدم تبادل الأكسجين مع الدم)، ودخول هذه الأبخرة إلى الرئتين والدم، ما يحدث أضرارا بالغة على الكبد والكلى والقلب والجهاز العصبي”.

وقال الكفيري إن سوء استخدام الأطفال لوسائل تكنولوجيا المعلومات مثل وسائل الاتصال المختلفة واستخدام الانترنت بصورة سلبية وبدون توجيه أو رقابة دفعتهم للدخول في تجربة تعاطي مواد طيارة.

وأكد أن المواد الطيارة في حال تعاطيها أول مرة فستصبح عادة لا يمكن الاستغناء عنها وتحتاج إلى برامج تأهيلية للتخلص من هذه المشكلة.

وقال إن الأطفال العاملين في ورش الدهان وتصليح السيارات هم الأكثر عرضة لتعاطي المواد الطيارة نظرا لتوفرها لعملهم في تلك المهن، داعيا إلى ضرورة مراقبة الأطفال في مرحلة المراهقة.

وتظهر على تعاطي المواد الطيارة آثار معينة على الجسم والملابس وانتشار البقع والتقرحات حول الفم واحمرار وسيلان الأنف واحمرار ودمع العيون، إضافة إلى رائحة تنفس كيماوية واضطراب في الحركة ودوران وغثيان وفقدان شهية وقلق وسرعة الانفعال.

ويتراوح أسعار هذه المواد في الأسواق حسب وزن العلبة حيث تباع علبة "الآغو” صغيرة الحجم بـ75 قرشا، في حين تباع علبة التنر بدينار ونصف دينار.

وتتركز أعلى نسبة بين متعاطي المواد الطيارة في عمان ومن ثم ضواحيها تليها إربد فالزرقاء والبلقاء فالعقبة فجرش وأخيرا الرمثا، بحسب الكفيري.

وتتركز الظاهرة، عمريا بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 – 18 سنة، بعضهم طلاب، وآخرون عاطلون عن العمل أو يعملون في مهن تصليح السيارات والدهانات والنجارة.
وأكد الكفيري أهمية عدم بيع المحال التجارية التي تتعامل بالمواد الطيارة للأطفال ما دون السن القانوني، مؤكدا ان سهولة الحصول على تلك المواد تدفع بالأطفال إلى شرائها.

وأوضح أن مركز الإرشاد الأسري التابع للجمعية الذي تمَّ تأسيسه في العام 2011 بالشراكة مع المجلس الوطني لشؤون الأسرة، ساهَمَ من خلال فريق العمل المتخصص والمؤهل بتقديم الخدمات الإرشادية للأطفال المعنفين والمساء إليهم، وإلحاقهم بالبرامج المختلفة والمتنوعة، وإحالة الأطفال وأسرهم إلى مزودي الخدمات، وربطهم مع المؤسسات الخدمية والتمويلية للمحتاجين منهم.
وأشار إلى أنَّ مركز الإرشاد الأسري عمل على نشر الوعي والثقافة بين الأطفال وأسرهم، من خلال عقد مجموعة من المحاضرات والورش التدريبية للأطفال والأسر حول حقوق الطفل والعنف ضد الأطفال، وأشكال الإساءة للطفل والأسرة.
وأكد أن المركز يقدم مساعدات للمتضررين وأسرهم لتمكين الفئة المعنية من تحقيق القدر الأكبر من التكيف الاجتماعي والنفسي من خلال إلحاق المتضررين بوحدة التوجيه والتأهيل المهني التابع للمركز.

وحسب الكفيري، فإن الفئة المستهدفة ضمن المركز تتمثل بمتعاطي المخدرات والأسرة المتضررة ومدمني الكحول وأسرهم والأطفال متعاطي المواد الطيارة من خلال استقبال الحالات، حيث يقوم المركز بإجراء دراسة للحالة بهدف التعرف على ظروفها المعيشية والاقتصادية والصحية، مشيرا إلى أن المركز يعتمد في سياسته أسلوب التثقيف كطريقة وقائية للتعريف بطرق الوقاية والعلاج.


الغد