النسخة الكاملة

الفراعنة يكتب : "الحسين " أعاد "الحسين الباني" إلى الذاكرة: ليس "إسماً بل مبادئ"

الخميس-2021-03-06 09:54 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز- كتب  نضال الفراعنه 

من شاشة فاخر جده الحسين الباني العالم بها في عقد الستينات، فيما كان وقتها يراهن كثيرون على أن "قطعة الصحراء" لن تُعمّر طويلا، أصر "الحسين الثاني" على "المقابلة الأولى" له من الشاشة التي أرداها جده منبرا للثقافة والعلم والفن، فهو يرسل رسالة بدلالات عميقة وهي أن للدولة "مؤسساتها الأصيلة" التي لا يمكن التفريط بها أو تجاوزها أو إضعافها، لكن الحسين الثاني أصر بـ"دلالة عميقة" أن يفتتح مقابلته بآية قرآنية وأن ينهيها بآية قرآنية، فيما لاحظ مراقبون إن هذه الآيان لم يكن إيرادها "مسألة عابرة".

تسمّر الأردنيون وهم يجدون بعد 22 عاما من وفاة "الحسين الباني" مجسداً بـ"حفيد"نضح واستوعب الدروس بسرعة لافتة، إذ استذكر أردنيون بـ"حزن وفرح" في آن "بحّة صوت الراحل العظيم"، وأداء وحركات الحسين الراحل أمام ضيوفه وهو يفرط في التواضع أمامهم ليُشْعِرهم بأنه "واحد منهم"، حتى أن مراقبون لاحظوا أن المذيع أنس المجالي قد انسجم في أجواء اللقاء "أداءً وارتياحا"، وهذا ما كان يفعله الحسين الباني تماما مع ضيوفه من الإعلاميين والصحفيين لإجراء لقاءات صحفية معه.
توقف مراقبون أمام دلالات تأكيد سمو ولي العهد إن إسم الحسين "ليس إسماً فقط" وإنما "منظومة مبادئ" تركها للأردنيين، وقد أسهمت هذه المنظومة التي سار عليها جلالة الملك عبدالله الثاني في "حفظ الأردن واستمراره" ، قبل أن يؤكد بأن "المدارس مجالس"، وهو يشير هنا إلى أن احتكاكه بالملفات الداخلية قد علمته بشده وأنضجته بما لا يقل عن العلوم الأكاديمية والعسكرية التي تلقاها في مختلف مراحل دراسته المدرسية ثم الجامعية.

تقليب أول مقابلة إعلامية لسمو ولي العهد يكشف عن سلسلة من "الإشارات والرسائل والدلائل"، فقد كنا أمام ولي عهد "يتحدث لغتنا ولهجتنا" رغم دراسته في مدارس وجامعات أجنبية، وكنا أيضا أمام ولي عهد "يعرف "الأمراض السياسية والاقتصادية"، والأهم أنه قادر على "تشخيصها" و "وضع أصبعه" عليها، وربما الرسالة الأهم ما قاله عن القوات المسلحة التي قال إنه فيها ليس "وليا للعهد"، وإنما "ملازم أول"، وهي رتبة عسكرية لا تزال في بداية سلسلة الرتب العسكرية وهذا معناه أنه لا يتلقى أي "معاملة تفضيلية" في الجيش، ولم يحصل على "ترقيات استثنائية"، وأن الرتب العسكرية داخل "مصنع الرجال" محكومة ب"المسطرة العسكرية"، وأن الجيش الذي لمعت عيني الحسين الثاني حينما مرّ بسيرته يحظى بمحبة الأردنيين كل الأردنيين.
مقابلة مختلفة تماما وبدت في توقيتها لمعرفة ما يفكر به هذا الشاب الوسيم الذي تُظْهِره الصور الملكية في اللقاءات العامة "شابا منصتا" وراغبا في الاستماع والتعلم، والأهم في المقابلة أنه لم يكن "مُخْتَلَفاً عليها"، فالحاجة كانت ماسة للاستماع لولي العهد وهو يتحدث مثلنا وبلا حواجز، وبدون أي تصنّع أو تكلّف، والأهم بعيدا عن "الخطابات الجاهزة" والتي تفتقر للروح التي أظهرها الحسين الثاني اليوم.