النسخة الكاملة

الحسين وارث الجوهرتين

الخميس-2021-03-05 09:46 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص - محرر الشؤون المحلية 

كأنه الحسين الجَد، في جَدّه وملامحه ومبسمه، وكأنه سيدنا عبدالله، بتواضع الأب وإنسانيته وروح القيادة فيه، فهي ذات المدرسة؛ مدرسة الحُكم والحِكمة، وهو وارث الجوهرتين؛ النسب والسلالة.

وإذ يختار الحسين، الحفيد وولي العهد، آذار ليطل به على الأردنيين، فلأنه شهر الجيش وشهر الكرامة وشهر الشهداء، ولتكن مقابلةُ مناسبةٍ تتزامن مع دخول الأردن مئوية الدولة، في إشارة يتحدث بها أمير الشاب عن القادم، حين رفع المعنويات بقوله "أنا متفائل بالمستقبل".

والحسين اليوم، قرأنا في عيونه الاعتزاز بمسيرة الجد والتعلّم من مسيرة الأب، فـ"المجالس مدارس" كما يؤكد سموه، ولمسنا في حديثه إلماماً قيادياً، وثقافةً سياسيةً، وطموحاً متسلحاً بعوامل جمع فيها ثلاثية (الحُكم - العِلم – الشباب).

الحسين، كان في المقابلة؛ ولياً للعهد ناضجاً في نظر السياسيين، ورفيقاً للسلاح في عيون العسكريين، وطموحاً مثابراً في رؤية الشاب، شبيه أبيه، ووريث خطى جده وإرثه، الذي جوهره "صمود الأردن رغم كل شيء" بنظر الأمير الشاب.

الحسين اليوم، عينُ أبيه، وسندُ مَليكَه، ورفيقُ زملائِه الجّند، ومُلهِم الشباب، عينه كما هي والده على مستقبلٍ أفضل، ويده مع رفاق السلاح، وساعده مع سواعد الشباب، لا تخيفه التحديات، بقدر ما تقويه، حينما يشخصها بفهمٍ وعلمٍ وإدراك بأن "جوهر تحدياتنا هو الاقتصاد".

علينا أن ندرك، ضمن قراءات إعلامية وسياسية واكبت صعود ولي العهد، أن ما يسمى بـ "عملية الصقل القيادي" حدثت لشخصية وقدرات سمو ولي العهد، بالتدرّج والتزامن؛ أكاديمياً، عسكرياً، شبابياً، وسياسياً، لتشكل مؤسسة ولاية العهد السند الأكبر لجلالة الملك، في قيادته لسفينة الوطن، وسط مختلف الظروف والعوامل، المحلية والإقليمية. 

اليوم، ودون دخول بتفاصيل المنطوق الرفيع والعميق للحسين بن عبدالله الثاني، فإننا أمام مرحلة سيكون فيها لولي العهد دوراً أكثر فعالية في مسيرة الدولة الأردنية، التي تلج إلى مئويتها الثانية.

الأمير الشاب إذ بؤكد ثوابت الحكم في نهج إدارة الدولة، القائم على استثمار الطاقات، والثبات في وجه التحديات، والتمسك بالمسؤوليات الدينية في القدس والمقدسات، لنستمع منه بلغة لا يدانيها شك، ولا تهزها صعاب، ولا يخيفها قادم، فالأمل هو الشعلة والعمل هو المُستند والإيمان بربان السفينة هو الثقة والتلاحم مع الشعب هو الصمام.
المقابلة الهاشمية، فيها ذات السحر الذي حكم مسيرة المُلك في الأردن، وسطع في حديث ملوكه، وانغرس في نفوس شعبه، فيها 

سحر "بناء الأمل والنجاح في إدارة النُدرة"، ما يجعل الأردنيين مطمئنين أنهم بخير، مهما تلاطمت الأمواج حول دارهم، وأنهم آمنين مهما ارتفعت مخاطر يصدها ويتصدى لها توليفة "حكمة الملك، بسالة الجيش، والتفاف الشعب".
للحسين نقول، هو تفويض وتوافق واتفاقٍ وعقدٍ اجتماعي لا فك له ولا عودة عنه، "امضي كما هو والدك طويل العمر، وجدك الباني، وأجدادك الغُر الميامين".