جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب حمادة فراعنة
لم يكن جيش المستعمرة ولا مخابراتها ضد التوسع والأسرلة والعبرنة والتهويد، لما تبقى من أرض فلسطين في الضفة والقدس، حينما وقفوا ضد قرار نتنياهو بتنفيذ الضم الرسمي لكل من مستوطنات الضفة الفلسطينية والغور الفلسطيني لخارطة المستعمرة يوم 1/7/2020، ولكن جيش المستعمرة ومخابراتها وصفوا خطوة نتنياهو أن دوافعها انتخابية انتهازية مكشوفة، وأنه لا داعي للاستفزاز نحو أوروبا والعالم العربي، طالما أن: 1- الاستيطان مستمر، 2- والأمن مستتب، ولذلك لا داعي من وجهة نظر الجيش والمخابرات لهذه الألاعيب الاستفزازية غير المفيدة.
وبسبب مواقف الجيش والمخابرات تراجع نتنياهو عن قرار الضم، والآن يعمل خصومه على الاستفادة من تراجع نتنياهو عن قرار تنفيذ الضم فأعلن جدعون ساعر الذي انشق عن الليكود أنه سيعمل على ضم المستوطنات والغور إذا فاز بالانتخابات يوم 23/3/2021، بينما أعلن نفتالي بينيت رئيس حزب المستوطنين أنه سيعمل على ضم كامل الضفة الفلسطينية أسوة بما سبق وفعلوا مع القدس الفلسطينية والجولان السوري.
حقيقة الوضع أن الضم الفعلي الزاحف يتم يومياً، عبر منع البناء الفلسطيني، وممارسة الهدم لبيوت الفلسطينيين المعيقة للتوسع الإسرائيلي، والتضييق على أهل فلسطين، وشل برامج تطوير حياتهم، مقابل مواصلة التوسع الاستيطاني، وزرع المستعمرات، والعمل على تعميق الأسرلة والعبرنة والتهويد للأرض والسكان والمعالم الفلسطينية.
الضم الفعلي الزاحف هو عنوان المستعمرة وأدواتها وجدولة برنامجها التدريجي على أرض فلسطين، كامل فلسطين، ولا يوجد ما يُعيق برنامجهم سوى الوجود البشري للفلسطينيين العرب من المسلمين والمسيحيين والدروز سواء في مناطق 48 أو مناطق 67 باستثناء قطاع غزة التي فشلت حركة حماس في تقديمها نموذجاً يُرتقى للشعب الفلسطيني وأمام العالم منذ الانقلاب عام 2007، وإدارتها المنفردة لقطاع غزة إلى اليوم.
نواب أوروبا الذين بعثوا رسالتهم الجماعية لوزراء الخارجية الأوروبيين في رفض الضم وكبح جماح البرنامج الاستعماري الإسرائيلي، تدلل بشكل واضح على عدالة الحقوق الفلسطينية وشرعيتها، ومطالب شعبها وقيادتها في مواصلة العمل والنضال ضد المستعمرة بكل ممارساتها وأشكال احتلالها، ويزيد من أهمية الموقف الأوروبي أن بادر لها اربعة من الشخصيات الإسرائيلية: زهافا غلئون، ابراهام بورغ، نعومي حزان وميخائيل بن يائير، الذين سبق لهم وتولوا مواقع سياسية مختلفة، وهذا تأكيد جديد على أهمية اختراق المجتمع الإسرائيلي وكسب انحيازات إسرائيلية لعدالة العناوين الفلسطينية في: المساواة والاستقلال والعودة.
نضال الشعب الفلسطيني سيتواصل لعدة اسباب:
أولاً: لأن الشعب نصفه يعيش في وطنه لا يقبل الظلم مثله مثل كل الشعوب التواقة للحرية والكرامة، ونصفه الآخر يتوق للعودة إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبيسان وبئر السبع وإستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.
ثانياً: لأن لديه حركة سياسية متعددة، مهما وقعت من أخطاء فهي لازالت في الموقع السياسي الوطني والقومي والديني والإنساني الرافض لمشروع المستعمرة الإسرائيلية على أرض فلسطين.
ثالثاً: لأن الظلم مهما طغى وتجبر وامتلك القوة نهايته الإنحدار والهزيمة.
رابعاً: وضع العالم يده على أهمية انصاف الشعب الفلسطيني، بدءاً من أوروبا نفسها التي صنعت المستعمرة على أرض فلسطين.