النسخة الكاملة

الملك يزيل "العبء الضخم" عن أكتاف المخابرات.. بـ"رسائل وإشارات"

الخميس-2021-02-17 05:48 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص

في رسالة لافتة قال جلالة الملك عبدالله الثاني إن دائرة المخابرات العامة كان لها الفضل الكبير في تعبئة وسد الفراغ والفجوات أثناء التعامل مع الأزمات المتعددة التي تأثر بها الأردن خلال العقود الماضية بسبب عدم جاهزية المؤسسات المناط بها دستوريا النهوض بأعباء تلك الأزمات والتعامل معها، فيما اعتبر الملك أن هذه المؤسسات يجب أن تنهض من الآن فصاعدا بمهامها ومسؤولياتها الموكلة إليها دستورا وقانونا، وأن تتفرغ دائرة المخابرات العامة لدورها في تقديم العمل الاستخباري باتقانٍ وحرفية، والتطوير المستمر لأدائها وفق أحدث الأساليب العصرية، كاشفا الملك أن المخابرات تحملت عبئا كبيرا وضخما خلال المرحلة الماضية.

وبحسب رسالة الملك التي وُجّهت لمدير دائرة المخابرات العامة اللواء أحمد حسني اليوم الأربعاء فإن الدائرة لم تتأخر يوما واحدا في تلبية النداء الوطني، وسد الثغرات والفجوات في كل الميادين التي تطلبت العمل والحكمة، والنهوض بأعباء ومسؤوليات غير مطلوبة منها وفق الدستور والقانون، فيما أشار الملك إلى الإيثار والتضحيات الدائمة لـ"رفاق السلاح" في سائر أجهزة القوات المسلحة الأردنية، مثنيا على ما تحقق من مشروع إعادة تطوير دائرة المخابرات العامة وفقا لما جاء في كتاب تكليف اللواء أحمد حسني قبل نحو عامين بقيادة الدائرة خلفا للفريق عدنان الجندي.

ووفق ما أمكا التقاطه من "رسائل وإشارات" فإن الملك يريد أن ينصف دائرة المخابرات، ويكشف عن سبب ظهورها في ملفات وطنية عدة أبلت فيها بلاءً حسنا، وأن الأمر لم يكن تضارب صلاحيات ومنافسات بين أجهزة الدولة، بقدر ما كان يغطي على النقص في الأدوات والامكانيات لسلطات ومؤسسات أخرى، فيما يكشف الملك بذلك عن إخفاق مستتر للحكومات السابقة لم يكن سرا أن الملك تحدث مرارا، وهذا كان السبب لتغيير متسارع في الحكومات، وهي عدم امتلاكها منظومة قوية للعمل ومجابهة الأزمات من دون "فتح مظلات عسكرية وأمنية" فوقها، خصوصا في الملفات التي استدعت الظهور المباشر كأزمة ملف كورونا التي ظهرت فيها بعناية البصمة الأمنية والعسكرية.

ووفق ما يمكن فهمه من الرسالة، فإن دائرة المخابرات بعد الرسالة الملكية لن تظهر في مساحات الأداء الخاصة بالمؤسسات الأخرى، وأنها ستعود إلى دورها الأمني الاحترافي كواحد من أقوى أجهزة الاستخبارات في منطقة الشرق الأوسط، وهو احتراف لا يمكن تطويره في ظل ما أسماه الملك "العبء الضخم" على أكتاف دائرة المخابرات، إذ سنشهد من الآن فصاعدا "تقدير موقف" وطني يرفع للقيادات العليا والسياسية وفق الأساليب الاستخبارية.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير