جفرا نيوز – أحمد الغلاييني
مع بدأ هطول الأمطار والثلوج على مختلف مناطق المملكة وسط مخاوف انتشرت حول شح كميات الإمطار خاصة وأن الفترة الماضية كان يعاني المزارعين من جفاف بسبب تراجع الأمطار المواسم الماضية، وصلت فيها المخاوف الى اعلان حالة زراعية صعبة نتيجة الفترة السابقة ليطرح السؤال هل سيكون الموسم الزراعي واعداً ومبشر هذا العام .
حيث أكد الخبير الزراعي الدكتور نمر حدادين مدير الاعلام في وزارة الزراعة سابقا أن هذا الموسم المطري جيدو ايجابي ومبشر بالخير على القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والزراعي.
وقال "لجفرا" أن هذا الموسم يعمل على زيادة نسبة الرطوبة في التربة، إضافة إطالة امد الموسم الربيعي ونمو الأعشاب التي تعود بالفائدة على القطاع الرعوي وتخفيف الاعباء المادية على مربي المواشي"
وبشر حدادين، بمحصول وفير في الأشجار صيفية خاصة مع رفع نسبة الرطوبة في التربة بحيث تفيد خلال موسم الصيف، وزيادة انتاج المزروعات.
وتوقع الناطق الرسمي بإسم وزارة الزراعة سابقا زيادة نسبة السدود المائية والعمل على موسم زراعي جيد خلال فترة الربيع والصيف، وايضاً موسماً مبشراً على المحاصيل القمحية.
ونصح الخبير الزراعي الدكتور عزت العجالين، مدير زراعة العاصمة السابق المزارعين بعمل الحصاد المائي والذي يعتمد على جمع المياه من خلال انشاء السدود الترابية وتجوير الأشجار والعمل على إنشاء البرك الزراعية خاصة وان المياه بالأصل في المملكة شحيحة.
وشدد في حديثه لجفرا، أن كميات الإمطار سترفع المنسوب المائي في السدود المائية خاصة، مشيراً ان الموسم هذا قد يمتد لنهاية شهر نيسان
واشار العجالين أن حالة التأخر المطري ليست جديدة على الاردن وهذه الحالة اعتيادية في بعض المواسم خاصة مع التغيرات المناخية التي تحدث على الكوكب.
وبحسب نائب نقيب المهندسين الزراعيين المهندس نهاد العليمي فان الكثيرون في القطاع الزراعي أن الموسم المطري لهذا العام وحتى يومنا هذا موسما متراجعا بالنظر الى المواسم المطرية للسنوات الماضية فمعدلات الهطول لهذا الموسم مازالت تتراوح الى ما يزيد عن نصف معدلات الهطول العامة للمواسم الماضية, وكذلك بالنسبة لمخزون السدود (14 سد ) لهذا الموسم مازال أقل نظيره للموسم الماضي بنسبة 10% .
ويرى العليمي في تصريحاته لجفرا، أن المنخفض الحالي وما تبقى من الموسم المطري سيعمل على زيادة تخزين الرطوبة في التربة وهو ما سينعكس ايجابيا على المحاصيل الحقلية من خلال زيادة إنتاجية المحاصيل الشتوية المزروعة حالياً, و السماح بزراعة محاصيل زراعية صيفية أخرى اعتماداً على نسبة رطوبة التربة الجيدة. إضافة الى الاثر الايجابي على المياه الجوفية, وزيادة كميات المخزنة في السدود والتي تستفيد منها غالبية المنتجات الزراعية في الاردن من الخضار و الفواكه لاعتمادها على مياه الري في زراعتها.
واستبشر مدير زراعة واد الاردن المهندس بكر البلاونة بسقوط الأمطار قائلاً "أن معدلات الهطول المطري أحيت الأمل بموسم زراعي جيد وبددت مخاوف المزارعين من نقص مياه الري، لافتاً إلى أن هطول الأمطار في مثل هذا الوقت سيحقق فوائدا جمة للمحاصيل الزراعية، وخاصة الزراعات المكشوفة والشجرية كالحمضيات والنخيل والمراعي".
وبين أن هذه الأمطار ستقلل من الأعباء المادية الملقاة على عاتق المزارعين من حيث تقنين عمليات الري خلال الأسابيع المقبلة والحد من عمليات الرش والمكافحة، حيث تسهم مياه الأمطار وانخفاض درجات الحرارة بتقليل إصابة المحاصيل بالأمراض والآفات الحشرية، إلى جانب غسيل التربة والتقليل من نسبة الأملاح فيها وتجديد حيويتها، إضافة إلى استدامة نمو المراعي ما سيوفر كلفا كبيرة على مربي الثروة الحيوانية.
وأشار البلاونة إلى انعكاس الأمطار الأخيرة في تعزيز مخزون السدود التي تغذي الأراضي الزراعية في وادي الأردن، لافتاً إلى أن المجموع التراكمي لتساقط الأمطار في عموم مناطق وادي الأردن تجاوز لغاية الآن نسبة 50 بالمئة من المعدل السنوي العام.
ومن الجدير بذكر ان مساحة الأراضي الزراعية وتبلغ في وادي الأردن حوالي 330 ألف دونم، تشمل زراعات الحمضيات والموز والنخيل والخضار المكشوفة والمحمية والحبوب.
وتشكل المساحة المستغلة للزراعة أو الثروة الحيوانية في المملكة ما نسبته 3 % من إجمالي مساحة المملكة البالغ 89.342 مليون دونم (89.342 ألف كم مربع).
وبلغت مساحة المحاصيل الحقلية (قمح، شعير،…) 718,375 دونماً وبنسبة 25.5 % من مجموع مساحة الحيازات الزراعية في الأردن، فيما بلغت المساحة المستخدمة في زراعة الخضراوات المكشوفة 204,462 دونماً وبنسبة 7.2 % من إجمالي مساحة الحيازات الزراعية، بينما بلغت المساحة التي استخدمت في زراعة الخضراوات المحمية 44,522 دونماً وبنسبة 1.6 % من إجمالي مساحة الحيازات الزراعية.
أما الأشجار المثمرة فقد بلغت مساحتها 780,634 دونما وبنسبة 27.7 % من إجمالي مساحة الحيازات في الأردن.