جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نعيش اليوم في ظل متغيرات إقليمية ودولية وتطورات سياسية متقلبة وحرجة وملامح سياسات عالمية، تعمل على تغيير خارطة المنطقة، والتي ظهرت بوادرها من خلال نقل السفارة الامريكية الى القدس وإعلان صفقة القرن، وهي تماثل في ظروفها واحوالها ما مر به الأردن في عهد الامارة من وضع فلسطين والأردن والعراق تحت الانتداب البريطاني، وسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي. وداخليا من ارتفاع المديونية والبطالة ونسب الفقر، وضعف مجالس النواب المتعاقبة الذي أدى الى تغول السلطة التنفيذية عليها، وتعزيز القوانين الناظمة للتنمية السياسية، وما يواجهه الوطن من تحديات مختلفة.
وما نمر به من ظروف تشابه تلك التي تنادى اليها احرار الأردن لعقد المؤتمر الوطني العام في 25 تموز عام 1928، والذي عقد بعمان، وقد نتج عنه تحسين شروط موقف سمو الأمير المؤسس وتقوية موقفه التفاوضي مع سلطة الانتداب البريطاني، وتمخض عنه اصدار الميثاق الوطني الأول الذي اكد على ان امارة شرق الأردن دولة عربية مستقلة تدار على يد حكومة برئاسة سمو الأمير عبدالله بن الحسين
طيب الله ثراه.
ونحن على اعتاب بداية المئوية الثانية، فأننا نؤكد التفافنا حول قيادتنا الهاشمية على تعزيز استمرارية الدولة بنظام حكمها النيابي الملكي الوراثي، الذي اجمع عليه الاردنيون. ونؤكد على تعزيز التزام الأردن بمواقفه تجاه القضايا العربية والإسلامية، وحق اشقاءنا الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، وعاصمتها القدس الشريف.
وحيث استشعرنا الخطر الداهم والظروف المعقدة التي يمر بها الوطن ، وإذ تنادينا الى تأسيس تيار المؤتمر الوطني العام ليسهم في تشخص المشكلات وتقديم الحلول لمجمل القضايا الداخلية والخارجية.
ويدعو التيار المؤتمر الوطني العام الى تعزيز قيم المواطنة الحقة ونبذ العنف وتغليب القيم المجتمعية التي تقوي أواصر المجتمع والوحدة الوطنية من خلال العمل على تعزيز وتقوية العدالة الاجتماعية وتساوي الفرص، وتحقيق مبادئ العدالة الاقتصادية، وسيادة القانون وتعزيز العمل المؤسسي. ونسعى للوقوف مع الوطن في دعم مؤسساته حتى تعمل بشفافية وعدالة تفضي الى قناعة ترسخ قيم الامن والاستقرار ، وتعزيز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة. وإذ نؤكد على أسلوب الحوار الهادف البناء بعيدا عن التخوين والاتهام للآخر، واعتبار ان الآراء والاجتهادات تعبر عن جهد وطني سواء اختلفنا او اتفقنا معه، وقبول الاخر كما هو، بعيدا عن الادعاء بامتلاك الحقيقة.
ولقد عقدنا العزم والإرادة على الاستمرار بهذا الجهد الوطني وإيجاد حلول علمية وعملية وعقلانية لما يواجهه وطننا من معضلات ومشكلات، وفق برنامج وطني إصلاحي. فأننا نؤمن انه من واجبنا اطلاق هذه المبادرة الوطنية والبدء بالحوار الوطني الجاد وبناء رؤى توافقية مع مختلف القوى السياسية حول مختلف القضايا التي تهم الوطن، ومن جهةٍ اخرى فإننا في تيار المؤتمر الوطني العام لسنة 2021 الذي يستلهم روح العمل من المؤتمر الوطني العام الأول الذي عقد عام 1928، باننا على خطاه سائرون ونعمل بإخلاص كما قام الإباء المؤسسون في عهد الامارة على قدر المسؤولية التي تستنهض العزم والإصرار على جعل الأردن في مصاف الدول المتقدمة في المنطقة ، ونحن في هذا التيار لن نكون في أي لحظة إلَّا مع الوطن وشعبه وقيادته والمصلحة العامة التي تنهض باردننا العزيز.
الهيئة التأسيسية للمؤتمر الوطني الأردني العام