"الداج كوين" بين تحذيرات اردنية رسمية ومخاوف من ضياع الفرصة
الخميس-2021-02-08 01:11 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – احمد الغلاييني
في عام 2019 راجت على صفحات "التواصل الإجتماعي" عملة رقمية جديدة وهي "داج كوين"، والتي جاءت بعد الشهرة الواسعة "للبتكوين" والتي ندم الملايين حول العالم من عدم شراءها، وبناء على هذه الفرصة الضائعة راجت هذه العملة.
قصة العملة
بحسب تقارير صحفية عالمية قالت أن البداية كانت نكتة حيث سخر جاكسون بالمر وهو خبير في التسويق الإلكتروني ومستثمر مهتم بالعملات المشفرة يأتي من أستراليا. شعر بالمر بالذهول من التنافسية الشديدة والجدية التي يحاول بها الجميع ركوب موجة العملات المشفرة، ودشن حينها الميم الشهير لكلب شيبا إينو "Doge"، للسخرية من الجدية المبالغ فيها.
لكن تغريدته الساخرة متصنّعة الجدية عن "الدوج كوين" بصفتها أفضل العملات المشفرة للبشرية، اجتذبت انتباه الكثيرين في عالم العملات المشفرة بصورة مفاجئة للغاية!
فهم العديد من "مواطني الإنترنت" مزحة بالمر، وشجعوه على أخذها على محمل الجد ومنحهم عملة بديلة أكثر مرحاً وأقل جدية. –بحسب ماذكره التقرير من موقع عربي بوست-.
ولحسن حظ بالمر – بحسب التقارير الصحفية الدولية-، صارت الدوج كوين مزحة شهيرة للغاية! فقد وصل سعر الدوج كوين إلى أعلى مستوى له عند 0.0173 دولار للدوج كوين الواحدة في فقاعة يناير/كانون الثاني 2019.
هذه العملة التي يبدأ الكثير من خبراء البتكوين طريقهم بها هي العملة المرحة التي جمعت مبالغ لمشروعات تهدف إلى إنقاذ حيوات الكثيرين، ومن بينها مشروع حفر آبار في حوض نهر تانا بكينيا، إذ جمعت 11 ألف دولار (أو 14 مليون دوج كوين)، إضافة إلى المزيد من المشاريع المرحة مثل جمع 30 ألف دولار لفريق جامايكا في الأولمبياد.
لكن ما أدى إلى شهرة العملة حقاً كان اجتماع محبيها في مارس/آذار 2014 من أجل دعم جوش فايس، سائق سباقات ناسكار العالمي، ومن هنا وجدت العملة طريقها إلى ألعاب الفيديو؛ بل ظهرت على سيارة الدوج كوين في السباق الكبير.
الداج كوين في الأردن
ونظام بيع العملة وشراءها عن طريق "محفظة" حيث يقوم العميل بشراء محافظ بقيمة 22 دينار الى 22 الف دينار، حيث يتم منع التداول فيها او بيعها لمدة ثلاث سنوات ومن ثما ترتفع او تنخفض حسب سعر السوق.
واثارت العملة جدلاً ليس في الاردن وحسب ولكن في العالم ايضاً بين انها نصب واحتيال واخرى انها حقيقية وهي المستقبل، حيث أصدر البنك المركزي الأردني تعميماً يحذر فيه من التعامل مع العملات الرقمية بشكل عام و الـ"داج كوين" بشكل خاص، وقال البنك في بيانه الذي نشره بنيسان 2019 "لوحظ في الآونة الأخيرة ظاهرة الترويج للتداول بالعملات المشفّرة مثل داج كوين (Dagcoin) من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا ويحذر البنك المركزي الأردني المواطنين الكرام من التعامل بكافة أنواع هذه العملات لما تكتنفه من مخاطر عالية تتمثل على سبيل المثال لا الحصر بتذبذب قيمتها بشكل كبير والجرائم المالية والقرصنة الالكترونية وخطر خسارة قيمتها، بالإضافة إلى المخاطر القانونية التي تكتنف التعامل بهذه العملات حيث أنها لا تصنف كنقود ولا حتى أموال وممتلكات خاصة طبقاً للتشريعات والقوانين والأنظمة النافذة في المملكة، بسبب افتقارها لغطاء مادي وعدم صدورها من جهات مرخصة أو معتمدة تكون ملزَمة قانوناً بها".
ومع ذلك لاتزال صفحات عديدة للآن تروج للعملة وتؤكد رفع قيمة التداول، رغم غياب الكثير من المسؤولين عنها، حيث لوحظ ان الكثير يتداول بالعملة ويقوم ببيع المواطنين وعند جمع مبلغ مالي معين يقوم بالاجتماع مع فريقه في المقاهي العامة او الاماكن العامة ولايوجد مكاتب او مقرات للشركة في الاردن او اي مكان رسمي مرخص، وذلك لحظرها في المملكة
ولكن على عكس ذلك يرى الخبير الاقتصادي محمد البشير في حديثه لجفرا، "أن العملة هي جزء من تجليات الرأس مالية العالمية وهي لتجاوز قيود النقل وتحويل العملات الورقية وأنها وجدت لغايات التبادل التجاري"
وقال "ان العملة بدأت تشق طريقها في العالم حيث يوجد اعتمادات تجارية في المانيا بالعملة الرقمية والذي يحدد قيمتها هو مالك العملة وليست مرتبطة بدول او القيمة الاحتياطية للذهب، حيث يعتبر ارتفاعها او انخفاضها جزء من اجزاء المقامرة، مشيراً أن تحذيرات البنك المركزي من عدم التداول فيها او حظرها، بسبب الاحتيال من قبل الافراد وليس مالكين العملة".
وحذر من فقدان البيانات الشخصية للمتداول او عدم توثيق الحسابات وذلك لفقدان العملة للآبد خاصة وانها معتمدة على نظام البيانات الرقمية والارقام السرية.
وبين التحذيرات الرسمية وحديث المختصين وماينشر على صفحات التواصل الاجتماعي، يبقى السؤال عالقاً هل نحن امام عملة رقمية حقيقية ام وهمية؟.