اكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني الاصلاحية حول تطوير الحياة السياسية وتعزيز المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية الوطنية وفي قضايا الشأن الوطني قدمها من خلال الاوراق النقاشية التي طرحها جلالته ، لافتاً إلى أن أحد أهدافها يكمن في تنمية الحياة الديمقراطية والسياسية وتعزيز الحاكمية الرشيدة والايمان بتقبل الرأي والرأي الاخر وقبول الاخر .
وأضاف الفايز خلال الاستديو المفتوح المخصص للاحتفال بعيد ميلاد جلالة الملك وذكرى انطلاقة إذاعة ميلودي الأردن مع الزميل شادي الزيناتي، أن تنمية الحياة السياسية وتجذير الديمقراطية يحتاج الى اجراء تعديلات على التشريعات الناظمة للعمل السياسي ، وتحتاجه الى وجود ثلاثة تيارات حزبية يسارية ويمينية ووطنية ، واحزاب تمتلك برامج واقعية تمكنها من اقناع الجمهور وبالتالي تمكنها من الوصول للبرلمان والمنافسة في الانتخابات بقوة سواء كانت انتخابات برلمانية او البلديات او مجالس المحافظات .
وقال "عندما تكون هناك أحزاب تمثل الوسط واليسار واليمين بالتأكيد ستكون النتيجة أفضل بما هي عليها الآن" مؤكدا بذات الوقت على اهمية تقوية مؤسسات المجتمع المدني من أجل الوصول إلى الحياة الديمقراطية التي يتطلع إليها جلالة الملك عبد الله الثاني، فالاحزاب عليها دور كبير لتكون أكثر فعالية ويكون لها برامج، لافتاً إلى انه ينبغي على المواطن قبول الرأي والرأي الآخر والاحتكام الى رأي الاغلبية وعلية بذات الوقت تغليب المصالح الوطنية على المطالب الشخصية عند اختيار ممثليه في الانتخابات .
وأشار رئيس مجلس الاعيان إلى أن جلالة الملك عندما اعطى توجيهات واضحة بتطوير قوانين الاحزاب والانتخاب البرلمانية وقانون الادارة المحلية ، فان هدف جلالته تطوير الحياة السياسية ، وعلى الجميع وخاصة الاحزاب والسلطين التشريعية والتنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني الانخراط في حوار شامل حول هذه القوانين للوصول الى الصيغ الامثل والتي تنطلق من ارثنا وثقافتنا وتلبي تطلعات جلالة الملك وتنمي حياتنا السياسية .
*الفايز: الإصلاح السياسي يحتاج تنمية سياسة
وبين الفايز أنه في اطار السعي خلال هذه المرحلة للاصلاح السياسي فأننا بذات الوقت نحتاج احدات التنمية السياسية في المدارس والجامعات ومختلف الشرائح الاجتماعية مؤكد الفايز على انه لطالما كانت توجيهات جلالة الملك الى ضرورة اجراء التعديلات اللازمة على العديد من التشريعات لاحدات التنمية والاصلاح الشامل ومن بينها تطوير قانون الانتخاب الذي يحتاج لتعديلات كثيرة، مضيفاً أن وضع الأحزاب صعب للغاية في ظل هذا العديد الكبير ، ويجب مساعدتهم من خلال قانون الانتخاب القادم للوصول الى البرلمان من قائمة وطنية وهذا راي شخصي ، مؤكد ان المطلوب من النائب ان يكون نائب وطن وليس خدمات .
*هل هناك إمكانية لصدور عفو عام بمناسبة المئوية؟
أجاب الفايز أن قانون العفو العام يجب أن يقر من مجلس الأمة ولكن لا نستطيع الجزم بهذا الموضوع كلياً، لافتاً إلى أنه قدر صدر عفو قبل فترة إلا أنه كان يحتوي على بعض السلبيات.
* جزء من ثقافتنا مرتبطاً بالواسطة
وشدد الفايز على ضرورة تطبيق القانون على الجميع دون استثناء وبعدالة فلا احد فوق القانون ، وهذا يتطلب ايضا تطوير التعليم في مختلف المراحل واعادة النظر بالخطط التربوية والابتعاد عن التلقين في التعليم ، اضافة الى محاربة الواسطة والمحسوبية، والتي للاسف باتت جزء من ثقافتنا ، للاسف وصل الامر بان الشخص الكفؤ بات يلجأ للواسطة بسبب هذه الثقافة .
وتابع بحديثه عبر ميلودي: ان العشيرة الاردنية هي مكون رئيس في مجتمعنا ، ونرفض الانتقاص من دورها او الاساءة لها ، فالعشيرة الاردنية اسست الدولة الاردنية مع مؤسسة العرش الهاشمي وبنت المؤسسات القوية والراسخة ، واسهمت في عملية البناء والتحديث والتطور ، ولهذا نجد اليوم الانتماء للعشيرة اقوى من الانتماء للاحزاب ، ودليل ذلك ان غالبية الاحزاب عندما تخوض الانتخابات تخوضها على اسس عشائرية او مناطقية او جهوية ، وانا عندما اتحدث عن العشيرة فأؤكد على اعتزازي بها واشير الى ان كافة مكوناتنا الاجتماعية من مختلف الاصول والمنابت هي مكونات عشائرية ، لذلك عندما نتحدث تطوير الحياة السياسية وتقوية الاحزاب علينا ان نبدأ التغير في ثقافة المجتمع واعادة النظر في بعض المفاهيم ، لتبقي العشيرة مكون اجتماعي ولها تقاليدها واعرافها وقيمها التي نفتخر بها ، وليكون العمل السياسي مقتصر على الاحزاب ومختلف مؤسسات المجتمع المدني .
* يجب على المسؤول التواجد في الميدان
وقال الفايز إن الملك حينما تسلم السلطات الدستورية قام بزيارة المملكة بمختلف مناطقها، وبالتالي يجب على المسؤول التواجد بالميدان والتواصل مع المواطنين بشفافية كاملة.
وقال لقد بدأ مجتمعنا مؤخرا يشهد الكثير من الممارسات الخاطئة اثرت مجتمعنا وقيمنا واعرافنا الاجتماعية التي نفتخر بها ، وذلك بسبب تاثير وسائل الاتصال الحديثة والاوضاع الراهنة من حولنا ؛ فلننظر ماذا يجري على منصات التواصل الاجتماعي من شتم وذمم وتجريح ولذة بذيئة واثارة للنعرات الدينية والطائفية ونشرا لخطاب الكراهية واغتيال الشخصية وانتهاك الخصوصيات ، فكل هذه الممارسات السيئة بعيدة كل البعد عن اخلاقنا العربية والاسلامية.
ووجه الفايز أثناء لقائه مع الزميل شادي الزيناتي عبر آثير إذاعة ميلودي الأردن، اسمى ايات التهنئة والتبريك لجلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة ذكرى ميلاده، مقدماً تهانيه للشعب الاردني لكوننا اليوم نشهد عيدين: (ذكرى ميلاد الملك و الاحتفال بالمئوية الثانية)، مؤكداً أن الأردن واجه تحديات كبيرة منذ تأسيس الامارة لغاية هذا اليوم، ومن بينها الانتداب البريطاني وحرب 67 وحروب الخليج وفترة الربيع العربي التي أسقطت انظمة وأضافت أنظمة جديدة على الخارطة العربية، إلا أن الأردن بقى ثابتاً وصامداً بسبب حكمة وحنكة قيادتنا الهاشمية ووعي شعبا الاردني الوفي لوطنه وقيادته .
وأشاد بوعي الشعب الأردني الذي وصفه بالواعي بصرف النظر عما يجرى عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن هذا البلد أمن والمواطن الأردني يحمل على عاتقه حمل كبير بسبب المشاكل الاقتصادي التي نعاني منها إلا أن الصبر مطلوب كما قال صاحب الجلالة فالمستقبل واعد وانا متفاءل بمستقبل الاردن ، داعيا الجميع الى تحمل المسؤولية في الدفاع عن الوطن وقيادته الهاشمية ليبقى هذا الوطن حرا سيدا امنا مستقرا ، ودعا ايضا الجميع الى التصدي لجائحة كورونا من خلال الالتزام بتعليمات الحكومة وشروط السلامة العامة والابتعاد عن المصافحة بالايدي واستخدام المعقمات ولبس الكمامات الواقية .
وتقدم الفايز باحر التهاني والشكر لإذاعة ميلودي الأردن وكافة العاملين بها بمناسبة ذكرى انطلاقتها الأولى، مشيداً بالمضمون الإعلامي الذي تقدمه ميلودي من خلال دورتها البرامجية.