جفرا نيوز -
جفرا نيوز/ تعليق وتصوير: محمود كريشان
هي عمان، مهبط عشقنا، وتقع في موقع إستراتيجي غرب الوجدان، شرق وشائج الباطن، شمال القلب، جنوب البصيرة، تنسرب هذه المدينة إلى دورتك الدموية وتتفاعل مع عناصر هيكلك العظمي، وتنشبك في نسيج شرايينك وتنزل في قيعان انفعالاتك..
عمّان الهاشمية.. مدينة بسبعة جبال وثمانية دواوير.. من جبل القصور إلى جبل عمّان إلى جبل التاج إلى جبل نزال إلى جبل الحسين إلى جبل اللويبدة، تعشق هذه المدينةُ زراعةَ الأبنية في أعالي جبالها، تنبت العمارات والبيوت بحنانٍ يخطف الألباب، فتبدو الجبالُ ما يمتد من الأبنية، وتبدو الأبنيةُ ما يمتد من الجبال.. وصباح الخير يا اهل عمان..
رصدت أجواء المطر في وسط المدينة، وقد عمت خيرات السماء الأرض الطيبة ولامست جدران الروح وانسدلت بحنان فوق حجارة البيوت التراثية في عمان القديمة التي اغتسلت برحمات الرحمن، وعمت الفرحة رواد مسجد أهل عمان «الحسيني الكبير»، رافعين أكف الضراعة إلى الله، طالبين العفور والرحمة والمغفرة وان يحفظ بقدرته الربانية هذا البلد الآمن الأمين.. المملكة الأردنية الهاشمية.
يعود المطر سخيا.. ولنا لهفة انتظاره، وشوق لقائه، وكأننا عاشق متيم، ينتظر طوال العام بعض أيام لتنصب قطرات الماء.. نستعيد ذاكرة الطفولة، وأهازيج استقبال المطر، ذلك الرذاذ الجميل الذي يدق أبواب المدينة وشبابيك بيوتها، كدقة عاشق جريء، ينثر رائحة حب معتقة، ويروي ياسمين الحواكير ونعلن مواسم الفرح، لنفتح له أبواب مدننا، كما نفتح له أبواب قلوبنا، وترقص أفئدتنا فرحاً بالمطر.. ونصرخ: أهلا ثم أهلا ثم أهلا بالمطر.