جفرا نيوز- تعقد شبكة المدن القوية بالتعاون مع معهد غرب آسيا وشمال افريقيا تدريباً ينطلق اليوم ولمدة ٦ أيام في الأردن حول "مفاهيم الأمن الإنساني ومكافحة والوقاية من التطرف العنيف". يستهدف التدريب أعضاء شبكات الوقاية المجتمعية في محافظات اربد والزرقاء والكرك بواقع يومين تدريبيين لكل شبكة. ويأتي هذا التدريب إيماناً برسالة شبكة المدن القوية بضرورة فهم أعضاء هذه الشبكات لمقاربات الأمن الإنساني وبناء معرفة شاملة بكل ما يتعلق بالتطرف العنيف لفهم خطورته والتصدي للتهديد الذي يشكله على المجتمع. كما يهدف التدريب الى زيادة قدرة شبكات الوقاية المجتمعية في البلديات المختارة على الانخراط بشكل هادف مع صانعي السياسات لدعم تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية للوقاية من التطرف العنيف.
أحد أهم التحديات التي تواجه المدن في مكافحة والوقاية من التطرف العنيف هو عدم وجود قاعدة مفاهيم موحدة حول كل ما يتعلق بالراديكالية والعنف والتطرف والأمن الإنساني. لذلك ستكون هذه التدريبات المتخصصة هي الخطوة الأولى التي ستمهد لإطلاق عدد من الأنشطة التي تتماشى مع الاولوليات الوطنية للوقاية من التطرف العنيف. كما تُعنى هذه الأنشطة بتوعية المجتمع المحلي بخطورة التطرف واهمية رفع مستوى الوعي بين الشباب والمعلمين وقادة الدين في كل محافظة.
يقوم معهد غرب آسيا وشمال افريقيا، بالتعاون مع أعضاء الشبكات الثلاثة في اربد والزرقاء والكرك، بتنفيذ مشروع "شبكة المدن القوية" بتمويل من السفارة الهولندية في الاردن. ويهدف المشروع الذي يمتد تطبيقه على مدى سنتين، ضمان تعزيز تنسيق البرامج الهادفة الى الوقاية من التطرف العنيف، حيث يقوم المعهد على تصميم برامج من شأنها أن تساهم في بناء قدرات البلديات المشاركة، الممثلة بشبكات الوقاية المجتمعية في المحافظات الثلاث. يأتي المشروع بمرحلته الثانية ليساهم بدعم تطوير السياسات الوطنية بما يتعلق بمواجهة والقضاء على التطرف العنيف عن طريق بناء بنية تحتية محلية متمثلة بهذه الشبكات، علماً أن المرحلة الأولى من البرنامج كانت قد بدأت منذ عام ٢٠٠٦. كما يتم تنفيذ برنامج مماثل وبالتزامن مع ثلاث بلديات مختارة في لبنان.
قالت منسقة المشروع في الأردن السيدة اسراء الشياب "تكمن أهمية الشبكات الثلاث بأنها تطوعية وأسلوب حياة يهدف إلى تعزيز مبادئ التماسك الاجتماعي وقيم العدالة المجتمعية ونبذ خطاب الكراهية من خلال الأنشطة التي تنفذها الشبكات في مجتمعاتهم المحلية".
أكد الأب بولص البقاعين أحد أعضاء الشبكة أن سبب انضمامه إلى الشبكة هو "احساسنا بالمسؤولية تجاه المجتمع وتجاه الأنفس التي بحاجة إلى قيادة نحو الطريق الصحيح. كما أعطي أهمية كبيرة لتبادل الخبرات واكتساب العلم لنقدم شيء عملي وعلمي لمجتمعنا".
منسق الشبكة الدكتورعبد الحي الحباشنة أكد أن بلدية الكرك الكبرى هي حاضنة للشبكة، وأنه اختير كمنسق لطبيعة عمله حيث لها علاقة وثيقة برسالته الدكتوراه في القانون بعنوان التشريعات الناظمة للتطرف والإرهاب في الأردن ومنظومة حقوق الإنسان الدولية.
ومن الجدير بالذكر أن "شبكة المدن القوية" التي يديرها معهد الحوار الاستراتيجي أطلقت في الأمم المتحدة في شهر أيلول 2016، وهي الشبكة العالمية الأولى التي تضم رؤساء بلديات وصنّاع السياسات على المستوى البلدي واختصاصيين يعملون يدًا بيد لبناء مجتمعات أكثر تماسكًا قادرة على مواجهة التطرّف العنيف بكل أشكاله. تضم الشبكة اليوم أكثر من مئة مدينة. وتشجع الشبكة أعضاءها وتحفزهم على اعتماد المقاربات واتخاذ التدابير التي تتناسب مع بيئتها المحلية لمواجهة التطرّف العنيف من خلال تعليم الأقران وتدريب الخبراء. يستند عمل الشبكة إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التي اتفق عليها جميع الأعضاء لحماية حقوق الإنسان والحريات المدنية وتعزيزها في كافة نواحي عملها للوقاية من التطرّف العنيف.