النسخة الكاملة

الكاتب حسين ياسين، يصدر رواية عنوان "اشتباك" صنفها الكاتب تحت باب "رواية- كولاج"

الخميس-2021-01-17 03:45 pm
جفرا نيوز -
 
جفرا نيوز 
كتاب يروي قصة بدأت قبل 70 عاما وما تزال احداثها مستمرة إلى اليوم عمان - صدر عن مكتبة أزبكية عمان، الكتاب الأول للكاتب حسين ياسين، تحت عنوان "اشتباك"، صنفها الكاتب تحت باب "رواية- كولاج"، لما تضمنته من استعادات تاريخية وثائقية، تنعكس على الأحداث التي تجري في سياقها وقائع كتابه، المبني على تقنيات المونتاج والتقطيع السينمائي. تحتمي وقائع الكتاب بقصة، تسرد وفق تحقيق استقصائي أدبي، المفارقات الأولى لتشكل الاحتلال الإسرائيلي ككيان، وما جرى في طرف من هذا التشكل من تداعيات لدى اليهود الذين عاشوا في المنطقة العربية، وكيف تمكنوا من رصف طريقهم مع اليهودالغربيين، ليكون لهم دور هام في بناء "إسرائيل"، منذ اللحظات الأولى لانبثاق هذا الكيان الاحتلالي، وإرسائ مداميك صورته في مراحل عصيبة من تاريخ المنطقة، بعد خروج العثمانيين منها. وفي وسط صحراء، منشغلة بهمومها وصراعاتها، وغرقها في النزاعات على النفوذ والسيطرة القبلية واستبداد التخلف، وضمن توليفة تكشف عن الجهل الذي غرقت فيه، وتكالب المستعمرين على ثرواتها، ومحاصرتها بالمؤامرات، لكي تبقى تحت خط التقدم الى اليوم، نقرأ وقائع لم يسبق وان اجتمعت في كتاب واحد، يروي باسلوب ادبي شيق، حدثا ما يزال يؤرق المنطقة العربية:تشكل إسرائيل. يفصح الكتاب في تفاصيله، عن كشف لقصة تشكيل أول الخلايا الصهيونية في المنطقة العربية، وتحديدا في منطقة العراق والخليج العربي، وتداعيات هذا التشكيل، الذي انطوى على كثير من الحقائق، ولكن الكاتب صاغها وفق المقتضى الروائي، ضمن فصول كتابه، التي تنوعت بين التفاصيل الفريدة لحياة اليهود في المنطقة العربية والتفاصيل المريبة التي قادتهم للانخراط في مهمتهم، للإسهام بشكل رئيس في بناء دولة احتلت أرض فلسطين، وشردت شعبها. تقودنا الأحداث إلى قراءة مختلفة عن تأسيس الكيان الصهيوني، وكيف عملت منظومة دقيقة من الوقائع السياسية والاقتصادية على تأهيل هذه المجموعات المنبتة عن المنطقة، برغم عيشها فيها،
 تحت ظلال التسامح والاحترام، ومنحها حقوقها، لكي تنصهر في عملية احتلالية غير مسبوقة، ولتقدم مقابل عيشها السوي في المنطقة، الغدر والخديعة لها، 
ولتمارس أدوارا انتهكت فيها قيم المحبة والتسامح والاحتضان التي عاشتها بيننا، وكيف ذهبت للاستحواذ على مقدرات المنطقة، وفي كل مرحلة كانت تعجز فيها عن هذه المهمة، تعد عدتها ثانية لنهبها واحتلالها وتخريبها بكل ما أوتيت من قوة ودعم استعماري وعون من الداخل. 
تتكشف في النص حقائق قد تبدو متخيلة للوهلة الأولى، لكنها تنطوي على إسقاطات، تعري واقع المنطقة والتقلبات التي عاثت فيها تخريبا، أكان جراء النزاعات التي اعتملت في مراكزها الحضارية، أو بسبب ما تمتلكه من ثروات، أو تحت ذرائع متعددة، كالطائفية والقبائلية والتآمر، وما إلى ذلك من توصيفات ما تزال تجر المنطقة بمخالبها إلى العجز، وما تزال فلسطين محتلة، والعدو مسترسلا في غيه. 
هذا كتاب روائي، تعيش تفاصيله اليوم بيننا، وتشكل الحالة العربية التي وصلنا اليها، ما قدمه ياسين في تفاصيلها حين روى لنا كيف بنى هذا المحتل أول لبناته في فلسطين، ليبقى فيه طيلة أكثرمن 70 عاما.
عندما يجبرك أبناؤك على البكاء
وانت تراهم يكبرون كثيرا... وتشعر بالفخر بما أنجزت وان رسالتك