النسخة الكاملة

مدرسة "الجميد الكركي" يؤمها طلاب الجامعات والمدارس لتعلم المهنة

الخميس-2021-01-12 03:33 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تنتظر الشابة الكركية أماني البشابشة الحاصلة على بكالوريوس في الفيزياء من جامعة مؤتة دورها على ديوان الخدمة المدنية للحصول على وظيفة، بل عملت على إنشاء مدرسة هي الأولى من نوعها في الأردن لتعليم فن صناعة الجميد، الذي يعد أشهر منتج أردني يدخل في صناعة المنسف لتسطر بذلك قصة نجاح جديدة لشابة تلهم الكثيرين والكثيرات من الشباب الذين يرغبون في العمل وتحقيق الربح وعدم انتظار الوظيفة الحكومية. 

اليوم أصبحت «مدرسة الجميد الكركي» اكاديمية تدريبية وتعليمية يؤمها طلاب الجامعات والمدارس، لتفعيل حصص العلوم، حيث تقوم أماني الحاصلة على الشهادة الجامعية الأولى بتخصص الفيزياء بشرح عمليات التصنيع والحفظ وإدماجها في أمثلة علمية للطلبة، كإسهام من الاكاديمية بتحقيق مبدأ المسؤولية المجتمعية.

بدأت أماني مشوار عملها كما بينت متطوعة مع مركز تنمية مجتمع محلي «محي « بالتعاون مع الجمعية الألمانية لتعليم الكبار من عام 2014 إلى عام 2017 ضمن مشروع تدريبي ينفذه المركز في ريادة الأعمال وتأسيس المشاريع وتدريبات التنمية البشرية، مبينة أنه بعد إتمام التدريب طلب من المشاركات إقتراح مشاريع حيث خطر في بالها مشروع مطبخ إنتاجي الا انه تم رفض الفكرة، ومن ثم تقدمت بمشروع لتصنيع الجميد ومشتقات الحليب بمساعدة شقيقتها آيات. 

وأضافت «انه وبعد عام من العمل تم احتضان مشروعي؛ حيث قمنا بتجهيز المعمل من المواد الخام بمساعدة شقيقتي آيات المسؤولة عن التصنيع والتغليف حيث بدأنا بالإنتاج بكميات محدودة»، مضيفة أن مشروعها تحول من معمل لتصنيع الجميد إلى مدرسة لتعليم تصنيع الجميد ومشتقات الحليب وتعليم الطبخ الشعبي الذي يدخل فيه الجميد وذلك من عام 2015 إلى عام 2018 لتشكل أول مدرسة لتعليم الجميد في المملكة ولتدرب المجتمع المحلي وطلبة الجامعات بالمجان على تصنيع الجميد ومشتقات الحليب.

وأكدت أماني أن أسرتها قد اقتنعت بفكرتها ولتنفيذ هذه الفكرة قامت باستغلال بيت أسرتها في منطقة المرج المطلة على قلعة الكرك ليكون مدرسة لتعليم تصنيع الجميد والأكلات الشعبية الكركية المرتبطة بها ومكانا للمبيت.

وجاءت نقطة التحول كما وصفتها أماني حيث لقي المشروع اهتماما ملكيا يوم عيد العمال عام 2019 حين زارته الملكة رانيا العبد الله، دعما لها وتقديرا لكل من يحيي التراث المادي ويحافظ على الموروث.حيث اطلعت جلالتها على المشروع وأعجبت كثيرا بالفكرة ورفعت من معنويات الجميع حيث تم دعم المشروع بالشراكة مع جمعية درب الأردن وحصلت على دعم مالي، مؤكدة أن زيارة جلالتها للمشروع زادت من عزيمتها وطموحها للوصول إلى الأفضل وجعلها تؤمن بفكرتها أكثر، مبينة أن الدعم الذي قدمته الملكة رانيا لها طور مشروعها ليتحول من بيت عائلي للجميد إلى نزل سياحي مختص للسياح من داخل الأردن وخارجه.

كانت هذه الزيارة دافعا قويا لأماني التي سعت وثابرت لتحقيق أمنياتها فوسعت من مشروعها وخصصت غرفة وساحة خارجية من المنزل لتدشين مدرسة لتعليم الفتيات في منطقتها صناعة الجميد، وتغليفه، وجمع هواة الطبخ والسياح لعيشوا تجربة مادية فريدة تلبي حاجة المعرفة والتعرف على العادات الغذائية للشعوب.

وأكدت البشابشة أن اضافة خدمة المبيت إلى المشروع زاد من الدخل المالي للمشروع ومن خدمات المشروع حيث أصبحت خدماته إنتاجية وتدريبية وتعليمية وسياحية بالإضافة الي المبيت، لافته الى أن خدمة المبيت بغرف بقدرة استيعابية 10 أشخاص ومساحات تخييم لغاية 15 شخصا وتقديم خدمات الطعام، الإفطار والغداء والعشاء وعقد دورات تدريبية في نفس الموقع، مؤكدة أن خدمة المبيت زادت من الإقبال على النزل بصورة ملحوظة حيث جعلت الناس يقبلون أكثر، إلى جانب ان الزائرين حاليا تجذبهم الأفكار الغريبة التي فيها نوع من العراقة والأصالة والتراث، لافتة إلى أن المكان قد زاره سياح من جميع دول العالم.

تقول أماني أن والدها هو من يقوم باستقبال القادمين وفق أصول الضيافة الكركية حيث يطلع الزائرون على محتويات الخيمة المقامة في باحة المنزل ومقتنياتها التراثية المتعلقة بمحافظة الكرك وتعريفهم بعادات أهلها وتقاليدهم حيث يتم ترتيب برنامج للضيوف لزيارة قلعة الكرك والتجول في أسواق المدينة بمرافقة زوجها واخيها الحاصلين على بكالوريوس في السياحة والآثار، مبينة أنه وبعد العودة الي النزل تشرك الأسرة الزائرين في طبخ المنسف ويشرحون لهم آداب تقديمه وتناوله بصفته الأكلة التراثية الأشهر في الكرك والأردن عامة.

ولفتت أماني إلى أن حاضنة الأعمال في الكرك احتضنت مشروعها العام الماضي ضمن مشروع «هي تبتكر « وكان مشروعها الأكثر تقييماً من قبل الحاضنة من بين 30 مشروعا تقدمت للحاضنة، مبينة أنه جرى توفير التدريب الخاص لها على ريادة الأعمال وتصميم موقع إلكتروني للمشروع وشعار له وتدوينه في السجل التجاري إضافة لتوفير مساحة عمل مكتبي لإدارة المشروع في الحاضنة والمساعدة على ترويجه عبر وسائل الإعلام المختلفة.

وزادت أنني أنشأت 9 غرف للمبيت في الموقع الجديد لـ 10 أشخاص وقاعة للتدريب ومطبخا انتاجيا حيث تم ترخيص المشروع عن طريق جمعية درب الأردن كنزل سياحي يوفر لمرتاديه جميع الخدمات الفندقية. 

وأشارت الى أن جائحة كورونا كان لها تأثير سلبي على سير العمل حيث خفت الحركة السياحية بشكل كبير وقل عدد الدورات بالإضافة إلى ضعف في تسويق المنتج والحملات الإعلامية والإعلانية بالإضافة إلى حاجة النزل إلى وسيلة نقل، مبينة ان النزل قام بتأمين وظائف دائمة لما يقارب 15 شخصا، مشيرة الى أنها تفكر بإدخال المزيد من التطويرات على مشروعها لكنها تحتاج إلى إسناد مالي يمكنها من الحصول على منح وليس قروضا واجبة السداد حتى تستطيع تطوير مشروعها وتقدم أفضل الخدمات للمواطنين الاردنيين من جميع محافظات الوطن، ومن السياح من جميع دول العالم. الدستور