جفرا نيوز -
جفرا نيوز - قال النائب ذياب المساعيد في جلسة النواب التي خصصت للرد على الثقة، ان البيان الذي تقدمت به الحكومة لنيل الثقة اذا ما امعنا النظر فيه نجده، وكما اشار العديد من الزملاء استنساخا لمضامين بيانات سابقة، واجترار لافكار مستهلكة فلا جديد ولا مفيد ولا برامج واقعية واضحة ولا حلول ابداعية، خاصة ونحن نعيش دوامة جائحة ما زالت تتفاعل وتتزايد تأثراتها في كافة القطاعات ولا نعلم ما النهايات التي ستوصلنها اليها.
وأشار المساعيد ان فجوة الثقة ما بين المواطن ومؤسسات الدولة، ما كانت حالة مزاجية عابرة, بل جاءت من تراكمات سببتها حكومات متتالية، لتشكل قناعة شعبية " ان زيدا لا يختلف عن عمرو"، فالوعود حبر على ورق، والمثاليات والمصطلحات التي تزخر بها بيانات الثقة تتهاوى على ارض الواقع وتصبح مدعاة للسخط والغيض والالم، فسيادة القانون والعدل والمساواة والشفافية والنزاهة والنمو الاقتصادي ومحاربة الفقر وجذب الاستثمار وتوطينه ومحاربة الفساد وغيرها من العناوين البراقة والجاذبة، كلها مصطلحات تتردد في كل بيان حكومي، وهي نفسها مقاييس لدى المواطن الذي يتابع ونظر وينتظر ولكنه يصاب بخيبة امل حين يكتشف ان هذه المعاني السامية هي فقط للاستهلاك ولتجميل بيانات الثقة، كما تم تطعيمها وتدعيمها هذه المرة بمصطلحات الرقمنة والحوكمة والحاكمية الرشيدة، وكأن الهدف فخامة اللفظ وزخرف القول، فالثقة يا دولة الرئيس حالة وجدانية تنجذب للعمل والمصداقية والواقعية.
وأضاف كان اول محاور هذا البيان الحديث عن مواجهة جائحة كورونا وتبعاتها، وهي الجائحة التي ضربت العالم اجمع ولم نكن استثناءا، وقد قامت كافة قطاعات الدولة وخاصة القوات المسلحة والاجهزة المنية والاطقم الطبية بواجباتها لمواجهة او لتخفيف آثار هذه الجائحة , ولهم بذلك منا عظيم الشكر والامتنان، ولكن يجب الا تكون هذه الجائحة شماعة نعلق عليها كل اخطائنا واخفاقاتنا، لنجد احد اعضاء الفريق الوزاري يطلب ظروفا طبيعية لنحكم على عمله، فالظروف حتما في هذه المرحلة ليست طبيعية بل استثنائية بامتياز، فالدولة وعلى مدار ما يقرب من عام كامل تخوض حربا ضد هذه الجائحة والتي ارهقت الجميع، لكن في مثل هذه الظروف الاستثنائية تكون الادارة بالإرادة والتخطيط الدقيق والحلول الابداعية، وليس الارتهان للظروف ومعطياتها.
وبين أن وفي الشق الاقتصادي والاجتماعي هو مربط الفرس، وهو الاساس في السلم المجتمعي والامن الشامل، والعنوان الابرز فيه الفقر والبطالة، فالحكومات تتعاقب والوعود حدث ولا حرج والاستراتيجيات مبهرة على الورق ولكن الواقع خلاف ذلك وينقضه مؤشرات البطالة المعلنة التي وصلت ( 23,9 ) هذا العام، والفقر يتمدد على مساحات الوطن حتى كاد يتحول باكمله الى جيوب فقر.
وأوضح أن الفقر هو البيئة الخصبة والمنتجة والحاضنة للارهاب والانحراف والشذوذ والجريمة والمخدرات، وقد يدفع بالبعض لكسر كل محرم في منظومة العادات والتقاليد والاخلاق التي كنا نتغنى بها واصبحت في مهب عاصفة الفقر والبطالة، فالبطون الخاوية والعقول المشغولة بحثا عن سبيل عيش يحفظ الكرامة ويستر الحال، ومن نافل القول وغريبه ان الحكومة حددت خط الفقر بدخل 800 دينار ثم بعد ذلك يحدد وزير العمل الحد الادنى للاجور ب 260 دينار مفارقة عجيبة لا تخضع لاي منطق فالمسافة بعيدة بينهما.