النسخة الكاملة

البيطار تكتب .. الشقيقة الكُبرى وقطر كرست ما شاهدناه بالأمس

الخميس-2021-01-05 11:55 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتبت- حنين البيطار 

يُخطئ كل من راهن أن  هذه الأمة سيظل يحكمها التمزق والفُرقة ، والأكثر رهاناً سيئاً وهو الخاسر من قِبل الداخل الخليجي وخارجهُ بأن الاندفاع السابق وراء ميول ورغبات ما يُسمى بدول الحصار لدولة قطر وسامح الله الآلة الإعلامية التي أثرت على كل ما يقف أمام  وحدة الأمة وإستمرت في غَّيِها وما أعقبها من الرفض والرهان على جزء خير من أمتنا العربية مُتمثلة في الأمة الخليجية ، فكانت ذلك النهر العارم  ومصب هذا النهر ليس في بحر أو مُحيط ، وإنما المزيد من الحيرة والتساؤل والخوف أحياناً حتى إعتقدنا هنا في البلاد الشامية كما نُسمى أننا نثور لمجرد الثورة والرفض وكأننا نهدم هذا العالم .

لم أُصدق ما شاهدتهُ أمس الثلاثاء عندما رأينا قُبلات الأمير محمد بن سلمان للأمير تميم والإحتضان الحار حتى وُجد الشك سبيلهُ للنفوس وكأننا لا نُصدق ما شاهدناه وفي الوقت الذي توقفنا إلى جوانب ظاهرة مُهمة إبتدأت وإمتدت لتشمل باقي شعوب وقادة المنطقة ، كان أولها من فلسطين والأردن إشادة وترحيب وباقي الدول العربية ، إضافة إلى مُباركة أمريكية ودول الإتحاد الأوروبي وباكستان ودول أخرى وعلى عكس كل التوقعات وبشكل آخر توقٌ نحو الإنعتاق .

إذاً ما عاد يُقيد شعوب أمتنا في الخليج العربي القديم والقديم ، وتحررنا اليوم من قيودنا من ملوك الطوائف من داحس والغبراء ، هذهِ الأمة تخلت أمس عن كل ما كان لديها الأحكام والعقائد والقوانين والفلسفة البالية .

أنتهت الجلسة في محافظة ( العُلا ) السعودية ليقول الشيخ الأمير محمد بن سلمان أدعوكم لتناول طعام الغذاء وهنا شاهدت عمارةٌ تُبنى على سواعد أساسها المحبة والحكمة و ( الوفاق والإتفاق ) هذا العنوان الذي أطلقهُ سيدنا الكبير الحسين بن طلال من عمان قبل عقود في قمة عربية سادت ظروف تكاد لا تُشبه ما كان يسود لدى الأمة الخليجية ، أساسها أن ما ( فات مات ) وسقفها إنسان يليق بمطلع عام 2021 .

حل الوِئام وإنتهى الوضع للعودة إلى المُعتاد والوعود تنهال ويصدر بيان قيد التنفيذ فتح الحدود البرية والبحرية وحرية التنقل بالأجواء ، بإرادة عفوية لا سطحية إسمها ثورة عميقة ثورة أهداف ومبادئ ومُثل عليا وآمال يجب أن نعمل من أجلها بكل إخلاص وثقة ، ولا شك بأن هذه الأمة ماضية للأمام لن تمضي ولم تتحقق بالمظاهر الجوفاء ولكن بالتصميم والإيمان ( فقادة دول الخليج ) أوجعتهم الفُرقة وأدركو أننا نعيش اليوم في مرحلة صعبة جداً وخطيرة فكان لا بد أن تُطوى صفحة التناحر والتباهي إلى درجة لا حد لها بين دول مجلس التعاون الخليجي .

في السابق كنا دائماً نطلق على جمهورية مصر الحبيبة بأنها الشقيقة الكُبرى ، واليوم هل يصح لنا أن نُطلق على المملكة العربية السعودية بأنها الشقيقة الكُبرى ؛ وننحني شكراً لدولة قطر التي إنحازت لفلسطين وغزة هاشم بالتحديد بدفع رواتب العاملين وتشغيل محطات في غزة وبناء ما هدمتهُ الآلة الإسرائيلية من هدم ودمار لبيوتها ، حتى زارها والد أمير قطر شخصياً بعد العدوان عليها داعماً ومؤازراً وأعلن إعادة بناء ما هدمهُ الإحتلال .

نُبَّشر أعداء الأمة أن بلادنا لا تحمل مُطلقاً إستمرار  عوامل الخلاف وأن البناء والتضامن والإخوة قد عادت لتبدأ من جديد فتتحقق  العزة الكاملة ، وليس بيننا من يرغب بعودة الخلاف بين ( الإخوة من جديد ) .

أختتم بالتحية لكل قادة الأمة الخليجية ونحن نعرفهم جيداً هؤلاء القادة قد كرسوا بالأمس نهجاً وإنموذجاً ( بالإخوة ) والمحبة فشكراً لهم .

وفي الذكرى فإن روح السلطان قابوس والشيخ صباح الأحمد أيعنت وأورقت خلال قمة ( العُلا ) وسُميت بإسميهما رحمهما الله .