النسخة الكاملة

حكومة الخصاونة تنتظر الثقة ..والنواب يفضلون قياسها بالميزان لإعادة ألق المجلس

الخميس-2020-12-30 08:17 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب ماجد الأمير

كان مبنى مجلس النواب مقصدا للحكومة بدءا من رئيسها وانتهاء بوزراء السياسة والخدمات, فلقاءات رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة مع رئيس مجلس النواب عبدالمنعم العودات وقيادة المجلس ورؤساء الكتل تأتي قبل ايام من موعد تقديم الحكومة لبيانها الوزاري الذي حدد موعد جلسته يوم الاحد المقبل.

أمس كانت لقاءات رئيس الوزراء مكثفة مع النواب وسيستكملها اليوم بلقاءات الكتل النيابية وهي اول الحوارات المباشرة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

الخصاونة الذي حرص على ايصال رسالة بأهمية التعاون والتكاملية بين الحكومة ومجلس النواب اكد ايضا على احترام الدور الرقابي للنواب.

حوارات أمس كانت معمقة بين اعضاء الفريق الوزاري مع النواب بل كان غالبية الوزراء متواجدين في المجلس ووصل الامر الى لقاءات وزراء مع نواب في مكاتبهم بمبنى المجلس وكثير منها لقاءات فردية.

الحكومة بدأت حراكها من اجل الثقة من خلال الحوارات مع اعضاء مجلس النواب كتلا ومنفردين واحيانا نواب محافظات كلقاء وزير المياه مع نواب محافظة معان من اجل حل اشكالية بين الطرفين ساهم رئيس مجلس النواب ووزير الشؤون السياسية والبرلمانية في تقريب وجهات النظر بين الوزير والنواب.

رئيس مجلس النواب عبدالمنعم العودات كان الاكثر تعبيرا عن اجواء المشاورات حينما قال في لقائه مع رئيس الوزراء (اذا ما حصلت الحكومة على الثقة سنعمل على تحديد الاولويات للمرحلة المقبلة على اساس من التكاملية التي وجه لها جلالة الملك في خطاب العرش).

العودات اراد توجيه رسالة للجميع حكومة ونوابا وشعبا (بان الثقة ليست سهلة) وهي ايضا تعبير سياسي من العودات بأهمية تعزيز ثقة المواطنين بمجلس النواب من خلال مناقشات الثقة ونتيجة الثقة التي يبدو ان الكثير من اقطاب مجلس النواب يفضل ثقة محسوبة بالميزان بحيت لا تكون مرتفعة كثيرا تؤدي الى عرقلة جهود رئاسة مجلس النواب باعادة ثقة المواطنين بمجلس النواب من خلال الاداء، فالثقة اذا تعدت المئة صوت ستكون علامة ليست في صالح المجلس.

أمس كان الاختبار الاول بين الحكومة والنواب، فالفريق الوزاري حرص على الاستماع الى ملاحظات النواب، وكان واضحا نشاط وزراء لهم خبرات في التعامل مع مجالس النواب وعلى راسهم نائب رئيس الوزراء توفيق كريشان الذي يلقى احتراما واسعا لدى النواب والوزير محمود الخرابشة الذي كان نائبا مخضرما منذ عام 1997 بل انه من خبراء التشريع، طبعا اضافة الى الوزير المختص المهندس موسى المعايطة الذي يحسب له بانه يجيد ادارة التعاون بين الحكومة ومجلس النواب.

كان لافتا ايضا وجود وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات في مبنى مجلس النواب وهو ايضا يحمل الملف ذا الاولوية في الاردن وهو ملف ازمة كورونا ومجابهتها. الحكومة تعمل بكل طاقتها وفريقها من اجل استحقاق الثقة ولكن النواب ايضا لهم حساباتهم فهي اول استحقاق او تحد امام قواعدهم ودوائرهم الانتخابية، فكل نائب يحرص على اظهار اداء متميز في مناقشات الثقة سواء من خلال الحوارات مع الحكومة او من خلال عكس مطالب الشعب السياسية والخدماتية في كلمته التي سيلقيها تحت القبة او حتى مناقشة الوضع العام من خلال خطاب سياسي بامتياز. مناقشات الثقة ليست عادية هذه المرة وفق نواب بل ستكون اول تحد امام مجلس النواب من اجل ايصال رسالة للشعب بان البرلمان التاسع عشر مختلف ايضا.

رئيس مجلس النواب يؤكد في حواراته الداخلية بان مجلس النواب الحالي سيعزز فكرة الرقابة المؤسسية من خلال اللجان الدائمة بحيث ستتابع كل لجنة ما طرحته الحكومة في بيانها الوزاري في مجالها فمثلا لجنة الصحة معنية بمتابعة ما طرحته الحكومة في مجال الصحة وتقديم تقرير للمجلس عن ما انجزته الحكومة في هذا المجال من اجل المساءلة والرقابة على اعمال الحكومة حتى تبقى الرقابة مؤسسية ودائمة.