النسخة الكاملة

اشهار كتاب رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران في شومان

الخميس-2020-08-18 09:28 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - أُشهر في مؤسسة عبدالحميد شومان الاثنين، كتاب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور مضر بدران، والذي حمل عنوان "القرار"، والذي يضم مذكراته.
حفل الاطلاق الذي غاب عنه بدران بسبب حالته الصحية، شهد مشاركة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات، ورئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة، ورئيس الديوان الملكي الأسبق الوزير الأسبق عدنان أبو عودة، والوزير الأسبق الدكتور خالد الكركي.
وقال شقيقه الدكتور عدنان بدران خلال حفل الاطلاق "نشأ مضر ونشأنا معه في جرش، وتميز منذ طفولته بالهدوء، والحكمة في قراراته."
وأضاف "كان مضر جريئاً في قول الحق، يستمع أكثر من أن يتكلم، صارماً أمنياً ومرناً سياسياً، وكان قيادياً بارزاً في التحول الديمقراطي".
وتابع "كان التحدي الأكبر لمضر؛ تثبيت الأمن والاستقرار، والتركيز على الوحدة الوطنية والتفاعل مع نبض الشارع الأردني."
بدوره، قال رئيس الوزراء الأسبق عبيدات إنه فوجئ بحجم المعلومات التي يحتويها الكتاب وأهمية الأحداث المتتالية وما رافقها من أزمات ومواقف مثيرة ومحرجة أحياناً.
وأضاف أن مشاعر مختلفة انتابته كالاعتزاز تارةً والإحباط والأسف تارةً أخرى.
وبين"صمد الأردن في وجه الأعاصير واستطاع أن يبني صروحاً علمية واعدة ومشاريع اقتصادية ناجحة، قبل أن تفسدها تجارة التعليم ويغزوها الفساد باسم الخصخصة".
وتابع "كان في الأردن رجال دولة في مختلف مواقع المسؤولية يمتلكون قدرات وكفاءات إدارية وسياسية ودبلوماسية وأمنيّة مكنت البلاد من تجاوز الصعاب في مختلف الظروف وبأقل الخسائر."
وأكد "صاحب هذه المذكرات لم يقصد التحدث عن شخص مضر بدران بقدر ما كان يصف حالة وطنية كانت قد تشكلت نتيجة جهود مخلصة ومضنية لدى عدد من رجالات الحكم".
رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة قال "كان مضر نموذجاً في الدراسة المعمقة بجوانب كل قضية، متابعاً بجدية بلا تراخي ولا تجاوز، جادًا في العمل، يطلب المشورة، لكنه يحسم الأمر عن اقتناع."
وأضاف "كان مضر سباقاً في فكرة الأمن الشامل، الذي يصب في مصلحة الوطن والمواطن، والذي يتابع كل موضوع بجدية، يدرس بوعي ويحلل بموضوعية."
وتابع "كان مضر يرصد الأمور بعين صقر، فلا تغيب عنه شائبة."
من جهته، قال أبوعودة إن كتاب "القرار" هي مذكرات رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران، والذي يتناول جوانب من مسيرة حياة بدران وبداياته التعليمية بين محافظتي جرش والكرك، ورحلة تعليمه الجامعي في دمشق، وكشف اضطرابات تلك المرحلة من خمسينيات القرن الماضي.
وأضاف "يتحدث الكتاب بشيء من التفصيل عن رحلة تأسيس مشاريع البنى التحتية، والضغوط الاقتصادية التي شهدتها المملكة في تلك المرحلة."
وتابع "يكشف الكتاب كواليس حرب الخليج الثانية، والاجتياح العراقي للكويت، ودور المملكة في محاولة تفادي تلك الحرب، ومحاولات الراحل الحسين في البحث عن حل عربي، وسط تناقض المواقف العربية، والضغط الأميركي في تلك المرحلة".
الوزير الأسبق الكركي تغنى ببدران قائلاً "أيّها السيّد الكبير تعلّمنا منك الدرس الأول في الحكومة، وهو في الحريّة، وقد هطلت علينا رياحين هبّة نيسان بعد ثمانين عاماً من ثورة الكرك، واستعدنا النشيد والروح والغضب.
وأضاف "أيّها الرّجل الصّعب حين تشتد العتمة، الحاضر أبداً في تقصي أسباب نجاح العدل، والتعليم، وتماسك النسيج الوطني، والصبر."
وتابع "بلاد العرب أوطاني"... ومن هذا الصوت جاء الصدى في "القرار"، وأنت تخوض مسارات الغضب الدمشقي من أجل العروبة وفلسطين."
واستمر الكركي في حديثه عن بدران "الصديق آخر هو أنت" فاقبلنا بين صفحات أصدقائك الكرام، فقد ودّعنا طرقات السياسة وعدنا نتبع هوانا في وجهين كريمين من أبناء الوطن صنعا له من المجد ما يليق به من باب الواد إلى الكرامة."
يذكر أن بدران من مواليد العام 1934 في جرش، وخاض رحلة طويلة ومضنية، ودفعه شغفه للارتحال نحو دمشق طلبا للعلم، ليعود بعدها إلى الأردن، ويبدأ رحلته الطويلة مع الوظيفة العامة.
الرجل صاحب خبرات متعددة، تجمع السياسي بالأمني، وفي مذكراته السياسية التي جاءت تحت عنوان "القرار"، يستعرض بدران زهاء نصف قرن في الوظيفة، ملقيا الضوء على المفاصل المهمة التي اختبرها خلالها، والهزات التي تعرض لها البلد في فترات معينة.
يتم الربط غالبا بين بدران، وبين التحول الديمقراطي في الأردن الذي أتى في أعقاب "هبة نيسان" العام 1989، كأول رئيس للوزراء يأتي بعد عودة الحياة البرلمانية، وهو الذي تقدم بنيل الثقة لمجلس النواب الحادي عشر، واستمع إلى مناقشات عاصفة لبيانه، قبل أن ينال ثقة المجلس.
وما كاد الرجل يلتقط أنفاسه، حتى جاء احتلال العراق لدولة الكويت، وهي الخطوة التي وضعت المنطقة بأسرها على فوهة بركان، بينما كان الأردن من أكثر المتضررين منها. بدران يروي في كتابه العديد من القصص التي تكشف للمرة الأولى، استند فيها لحضوره الثري في الأحداث فاعلا فيها وشاهدا عليها.