جفرا نيوز - موسى العجارمة
حزم حقيبته وعزم على إتمام دراسته الأكاديمية في بيروت، وسط أمنيات ذويه بالعودة إلى أراضي الوطن، عقب طموحاته التي كانت تراوده ليلاً ونهارًا من أجل تحقيق حلم دراسة الماجستير في بيروت، والذي بات في مهب الرياح عقب انفجار المرفأ "الغامض" .
حارث الطراونة، شاب أردني نجا من الموت بأعجوبة أثناء تواجده في أحد فنادق بيروت في منطقة الجميزة ، بعدما حصل على منحة دراسية هناك، كان واقفاً خلف نافذة غرفته لمعرفة أسباب تجمهر الناس، دون درايته بأن هناك انفجارًا قاسياً سيجعل عاصمة الأرز تئن من هول الدمار ويأخذ الوطن العربي إلى حالة الذعر والارتباك.
زجاج النافذة تفجر بوجهه عقب وقوع الانفجار، لينهار الفندق الذي كان يتواجد به ويفقد الوعي ويهرب سيراً على الأقدام وهو يشاهد اشلاء ودماء الضحايا ويسمع صراخ النساء والرجال وأصوات سيارات الإسعاف، لمدة (45) دقيقة وجسده مغطى بالدماء، لحين مجيء شابين لبنانيين قاما بإسعافه وإدخاله المستشفى.
*يوم الحادث
الشاب حارث الطراونة أحد الأردنيين المصابين بانفجار مرفأ بيروت، يروي لـ"جفرا نيوز" ما جرى معه يوم الحادث، ويؤكد أن الأمور كانت على ما يرام وليس هنالك أية بوادر أو اعتقادات بأن هنالك كارثة كبرى ليس بوسع اللبنانيين تحملها.
" ذهبت إلى لبنان لبدء دراسة الماجستير تخصص حقوق الإنسان، ووصلت العاصمة بيروت صباح يوم الجمعة الماضي، أذكر أنني كنت جالساً في غرفتي، وحينها سمعت صوت انفجار بسيط، اقتربت إلى النافذة لكي أشاهد ما حدث وبثواني معدودة حدث الانفجار الأقوى الذي هز العاصمة بأكملها".
وتابع الطراونة: تحطم زجاج النافذة بوجهي عقب الانفجار الثاني، وسقط الطابق الأول كاملاً، وفقدت الوعي قليلاً، وحاولت بعدها الهروب من الفندق لكي أتمكن من الخروج إلى الشارع وأطلب النجدة بعد إصابتي من الانفجار.
ومشيت سيراً على الأقدام نحو (45) دقيقة خارج الفندق، للوهلة الأولى اعتقدت أن ما حدث كان بمثابة هجوماً إرهابياً، حاولت الابتعاد عن منطقة الجميزة التي كنت أقطن بها، وكانت الناس مرمية على الأرض والدماء يغطي أجسادهم، وأصوات الاستغاثة علقت بإذني.
والصدمة كانت رفيقة لحارث أثناء بحثه عن أشخاص غير مصابين من أجل مساعدته لدخول المستشفى بعد سيره على الاقدام وهو في وضع لا يحسد عليه.
*الدماء غطت وجهي بالكامل
ويقول الطراونة إنه عندما كان يبحث عن أشخاص لمساعدته، رأى الدمار بحد ذاته، لكون جميع الشوارع والمركبات والمباني السكنية باتت مدمرة بالكامل، لافتاً إلى أن هذا مشهد كان الأصعب والاقسى طوال حياته وعمره البالغ 27 عامًا.
"قام بإسعافي شابان لبنانيان ذهبا معي إلى ثلاثة أو أربعة مستشفيات، لكونه لم أجد بالبداية مكاناً لتلقي العلاج، بسبب كثرة الضحايا والإصابات التي كانت تعج بالمستشفيات".
*ردة فعل ذوي الطراونة عقب الانفجار
"وصلت أحد مستشفيات طرابلس شمال لبنان لتلقي العلاج، دخلت قسم الطوارئ وتواصل أحد الأشخاص مع أهلي لاطمئنانهم على وضعي الصحي، ووزارة الخارجية الأردنية قدمت دوراً عظيما لن أنساه بحياتي.
وأضاف الطراونة شعرت بالخوف قليلاً من عدم مقدرتي على العودة إلى مسقط رأسي في ظل الظروف الراهنة، وتواصلت مع والدي على الفور، وأجرى اتصالاته مع وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي قدم دوره على أكمل وجه، وتلقيت اتصالاً من القائم بأعمال السفارة الأردنية في لبنان والناطق باسم وزارة الخارجية للاطمئنان على حالتي الصحية وتقديم الإجراءات اللازمة للعودة إلى أراضي الوطن.
*التشخيص المرضي لحالة الطراونة عقب الانفجار
تعرضت لسبعة جروح عميقة في منطقة الوجه، وكسر في الأنف، ورضوض في الفكين وتعرضت لإصابة باليدين والساقين إثر تطاير شظايا وقطع الزجاج، وبفضل لله تعالى لم أتعرض لإصابات بالغة الخطورة.
وتقدم الشاب حارث الطراونة في نهاية حواره مع "جفرا نيوز" بالشكر الجزيل لجميع كوادر مركز إدارة الأزمات والفريق الطبي في مدينة الحسين الطبية بما بذلوه من جهود حثيثة عقب وصوله إلى أراضي المملكة ولغاية دخوله إلى غرفة العناية المركزة.