
جفرا نيوز -كتب محرر الشؤون المحلية
كم غنينا صغاراً بحب هذا الوطن ورضعنا حليب الرجولة وعشنا على وقع (أردن أرض العزم أغنية الظبى..نبت السيوف وحد سيفك ما نبا).
مع انطلاقة المسيرات الشعبية المطالبة بالاصلاحات منذ بداية العام والتي مما لاشك فيه أنها مشروعة ومحقة في جزء كبير مما تنادي به. يطل علينا هذه الأيام أبطال ومخرجين كأنما عملوا في هوليود ليصنعوا نجوماً شباباً من أجل إكمال الفيلم أو المسرحية التي طال أمدها ولم تضحك أحدا سوى المتربصين بهذا الوطن المحدقين بعيونهم على كل ثغرة والباحثين عن هشاشة الأعواد ليحرقوها في أول شتاء.
الفساد تغلغل في مفاصل الدولة والعبث طال معظم مرافق ومؤسات الدولة والنهب كان على مصراعيه مفتوحا لكل مارق طريق...نعم كل ذلك صحيح وبحاجة لعلاج نهائي وأبديّ لبتر الورم السرطاني الذي يهدد جسد الأردن بالانتشار.
ومعالجة هذا الورم لاتكون بشرب المزيد من السجائر أو هزم روح المريض بأنه سيموت لانتشار المرض في جسده، العلاج لا يكون بالشتم على هذا المريض والاستقواء عليه واستغلال ضعفه في ظل موت جماعي تسبب به ذلك المرض.
من أراد علاج المرض يقدم النصح ويفرش الارض محبة وصفاء نية ويكف عن التربص بهذا المريض وأجدى به أن يضع يده بيده ويقولا معاً أن الحياة قادمة وبالامكان إعادة ماكان ويدعيان الله أن يشفيه من هذا المرض وبتره للأبد.
لماذا يستقوي البعض على الأردن عبر منابر صنعت نجوماً من الشباب الطاهرين ويقدمونهم في المسيرات ويوهمونهم انهم نجوم وقادة معارضة ويفردون لهم المساحات لكتابة المقالات والتحليلات والتصورات ويدفعون بمئات التعليقات الوهمية لتصفهم بأنهم على حق وانهم مثل (وائل غنيم) أو(توكل كرمان) وكأنما نعيش في ظل نظام دموي سفاح،. فيما يبحث مخرجو هوليود او بوليود عن تقاسم الكعكة في الخفاء. هم يقدمونهم في المؤتمرات واللقاءات ويدفعون بهم للمجهول وسرعان ما يدرك هؤلاء الشباب أن حضن الدولة الذي ما تخلى عنهم جاهز لحضنهم من جديد وبحميمية أقوى من قبل.
وحتى نكون منصفين فإن مارافق المسيرات الشعبية من عمليات بلطجية هي مرفوضة أيضاً ولا تقل أثراً عن صناعة النجوم الوهمية، على الجميع الشعور اليوم أن الوطن بحاجته أكثر من أي وقت مضى وهذا وقت الشدة ووقت الثبات والقبض على الجمر والشعور بالمسؤولية فالبلاد ما عادت تحتمل 10.000 مسيرة واعتصام، لماذا اللجوء للاعتصام في كل شيء اذا كان الحوار ممكناً.
(لله وللأردن.. شيء من الحكمة والوطنية والعفو وترك المصالح الشخصية وأيضاً البلطجة)