
جفرا نيوز - علي مطلب المجالي - عذراً أيها الشيخ الجليل "سيسكن الوجع نبض الكلمات ،وتحتل الدموع كل مساحات الألم "فالطيبون علامة فارقة في الحياة ورحيلهم هو رحيل قيم تشكلها ذواتهم النبيلة الطاهرة "وهكذا أنت يا صاحب الابتسامة التي سنفتقدها لتشعل كل أبجديات المحبةمهما تقدم الزمن وطويت اللحظات والساعات والايام 0000انه النبأ الأليم حين احتل الصمت كل تفاصيل الوعي وأصيبت الذات حينها بصدمة نقلتها لمرحلة تحاول معها رفضه "فالقلب حتماً أضاع سلاسة نبضه فالحزن القادم صوب حجرته مؤلم "فلا الدموع تكفيه ليطفىء نار فراق تأججت دون انذار أو انتظار "عذراً أيها الشيخ لا املك غير الدعاء وحسبي بأنه يخرج من قلب محب لا شائبة في مفرداته ولا عوج في لسانه وبوحه "فاسمح لي بعد الدعاء بالبكاء حتى ولو كان بكاء مفردة ولغة ومداد ،فمن يحمل قيمتك يرحل جسداً ويقيم معنىً ورؤية،ويكتب عن رحيله كتجربة انسانية نالت المحبة عن استحقاق لأنها جرت ماء طهر ونقاء طيلة فصول حياتها "أيها المعلم الذي أتقن رسالته وعشق وطنه أرضاً وتاريخاً وأهلاً ليكون صورة فضلى للداعية المتسلح بالموضوعية والعلم والخلق "ولهذا لن تغيب صورته عن خواطرنا فالغياب لغة لا تطال الكبار ياأبا معاذ "وأنت وان رحلت عن الدنيا تفرض علينا التحدث عنك بلغة الحضور حتى ولو كان الغياب خبراً مؤلماً ومشهداً تمزقت منه القلوب كما الورق "شيخنا الجليل "نقرأ "وهو القاهر فوق عباده "ونقرأ" أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة "ونقرأ" كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنه "لكنه الألم من يعلن نفسه سيداً للكلمة والوجع "فالطيبون حتى وان رحلوا بصمت "لا يمكن لهذا الصمت أن يقيم "فسرعان ما يمتلكوا كل المفردات والعبارات ببديهة وارتجال ووجع وتحسر "