النسخة الكاملة

المتسولون يهربون من الشوارع الى " الشحدة على الفيس بوك والواتس اب"

الخميس-2020-06-18 10:44 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - في أزمة كورونا وما سببته من حظر تجول وتباعد اجتماعي وانقطاع للحركة التامة في الشوارع؛ ظهرت العديد من السلوكيات الجديدة التي لم يعتد عليها الناس من قبل وانتشرت بصورة سريعة، وهي "التسول الالكتروني” الذي تعتمده فئات عديدة لجني المال والتطفل على حياة الآخرين عبر استغلال عواطفهم ومشاعرهم.
العديد من الأشخاص تصل اليهم وبشكل يومي رسائل عبر تطبيقات مختلفة، مثل فيسبوك ومسنجر وواتساب، أو حتى على الجروبات والصفحات الاكثر انتشارا، يطلبون فيها مساعدات مادية سواء من داخل الاردن أو خارجها مع شرح كامل للحالة والصعوبات التي تعيشها وترك العنوان كاملا وبالتفاصيل لإرسال النقود عليها.
من بين تلك الرسائل كانت واحدة تركت على جروب يضم مجموعة كبيرة من الناس على "فيسبوك”، وكتب فيها "السلام عليكم اخواني مين بيقدر يساعدني بدفع فاتورة المي طلعت 73 علينا وأقسم بالله وضعنا تحت الصفر ومكسور علي ايجار البيت ثلاثة اشهر وعندي اطفال وصحتي على قدي بس لحد ما ربنا يفرجها واللي بدو ببعتلو الفاتورة”.
في حين تركت واحدة أخرى في رسالة على فيسبوك كذلك تقول "السلام عليكم يا اخواني انا زوجي عاجز ومعو القلب ومي عالرجلين وابني معو شحنات كهربائية وبتجيه الحالة كل اسبوع والدواء حقة 10 دنانير، ومافي حد يصرف على مرته وولاده واحنا عايشين من ايدين العالم وما النا معين غير الله، مشان الله الي بقدر يساعدني بأي شيء والاثباتات كلها موجودة”، وقامت بترك كافة تفاصيلها مع عنوانها بالكامل.
وطالبت واحدة أخرى عبر رسالة أرسلتها لمجموعة من الأرقام عبر تطبيق "واتساب”، تقول فيها أنها لا تملك حتى أن تطعم أطفالها الحليب، ولا يوجد في منزلها رغيف خبز واحد وبأنها محتاجة الى أي مبلغ مالي تستطيع العيش منه حتى لو كان عشرة دنانير تطعم بها أبنائها، وتركت في آخر الرسالة عنوان منزلها بالكامل وبكافة التفاصيل من الحي الى الشارع ورقم العمارة ورقم الشقة.
اختصاصيون اعتبروا أن ذلك يندرج تحت ما يسمى "التسول الالكتروني”، وقد ازداد ظهوره بسبب تراجع التسول التقليدي الذي كان منتشرا في الشوارع، وظروف الحجر خلال الأشهر الماضية وانقطاع التواصل، ولا بد من توخي الحذر من قبل الناس ورفع درجة الوعي بمدى خطورة مثل هذه الحالات.
وكانت قد أظهرت إحصاءات عالمية حديثة أن عدد مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا حول العالم "فيسبوك” في الأردن، بلغ مع نهاية العام الماضي 2019 حوالي 5.8 مليون مستخدم. ووفقا للبيانات المنشورة على موقع "انترنت وورلد ستاتيس” الموقع العالمي الذي يرصد تطورات ومؤشرات استخدام الإنترنت وفيسبوك حول العالم، فإن وصول عدد مستخدمي فيسبوك في الاردن الى هذا المستوى يعني أن نسبة انتشار استخدام فيسبوك قياسا بعدد السكان المقدر بأكثر من 10 ملايين نسمة تصل الى نحو 57 %.
وبحسب الأرقام، فإن عدد مستخدمي فيسبوك في الاردن يشكل نسبة تصل الى 67 % من عدد مستخدمي الانترنت في المملكة، والبالغ نحو 8.7 مليون مستخدم.
وذكرت البيانات العالمية أن عدد مستخدمي فيسبوك في منطقة الشرق الأوسط سجل مع نهاية العام الماضي قرابة 133 مليون مستخدم شكلوا نسبة تصل الى 73 % من إجمالي مستخدمي الانترنت في المنطقة والذي بلغ قرابة 183 مليون مستخدم مع نهاية 2019.
وبحسب الارقام، شكل مستخدمو فيسبوك في الأردن نسبة تصل الى 4.4 % من اجمالي مستخدمي فيسبوك في منطقة الشرق الاوسط، في حين يبلغ عدد مستخدمي تطبيق "واتساب” في الأردن ما يزيد على 6 ملايين حساب.
وفي ذلك يذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، إلى أن ذلك نوع من أنواع التسول الالكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي في ظل ظروف الحجر والحظر وغياب التواصل المباشر مع الناس والتباعد، والاستخدام المتضاعف للمواقع؛ أوجد هذا النوع من التسول الالكتروني.
ويلفت إلى أن ذلك التسول يعد خطيرا، لأنه يصعب الوصول لهؤلاء الأشخاص أو التأكد ما اذا كانوا فعلا بحاجة أو لا لهذه المساعدات، مبينا أنهم قد يكونون فعلا بحاجة للدعم المادي لكن استخدامهم هذه الطريقة لا يحمل مصداقية عالية، معتبرا أن ذلك التسول تضاعف خلال أزمة كورونا.
ويبين الخزاعي أن الشخص لابد أن يكون حكيم في تصرفاته ولا يقع فريسة حتى لا يتم استغلاله، خصوصا اننا نعيش في وقت ظروف الناس كلها متساوية ومتشابهة، واذا كان الانسان لديه الرغبة بالمساعدة يفضل أن يكون يعرف الناس الذين بحاجة الى هذا النوع من المساعدة.
الخبير القانوني لمواقع التواصل الاجتماعي الدكتور محمد النسور، يرى أنه وفي ظل ظروف الحجر المنزلي الذي حدث خلال الفترة الماضية ظهرت نسبة عالية ممن "يتسولون الكترونيا”، إذ كانت الثلاثة أشهر الماضية فترة كافية لظهور مثل هذه الحالات على المواقع الالكترونية وابتكارها للوصول الى اكبر شريحة ممكنة لطلب المساعدات.
ويشير النسور الى أن موضوع التسول معاقب عليه في قانون العقوبات، لكن للأسف خلال الأزمة انتشرت كثيرا هذه الظاهر مع غياب التسول التقليدي وفي ظل الانقطاع عن العالم الخارجي، وهذه الظاهرة من الصعب تتبعها أو ايقافها كما كان يحدث في التسول التقليدي الذي اعتدنا عليه.
ويضيف النسور الى أن الشعب الأردني شعب عاطفي، وأحيانا يقوم بالاندفاع والتبرع دون الاستفسار عن الحالة او حتى السؤال عنها ببعض الأحيان، لذلك مهم جدا القيام برفع درجة الوعي لدى الناس، لافتا الى أن الشخص المحتاج فعلا لا يمكن أن يلجأ الى هذه الطرق من التسول لذلك، فنسبة كبيرة من هؤلاء المتسولين يتبعون الكذب والمخادعة.الغد

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير