النسخة الكاملة

تصريحات النواصرة: "إنَّ المُقصِّرَ قد يحول ولن تـرى .. لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـلا"

الأربعاء-2020-06-10 12:10 pm
جفرا نيوز -   جفرا نيوز - خاص
العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والكرم ، هكذا قالها احمد شوقي منذ سنوات طويلة ، وعليها تربى اجيال كثر حاملين في ثنايا انفسهم ان المعلم اب وقائد وقدوة ، يغرس في نفوس طلبته الايمان والاخلاق وحب الخير والانتماء للوطن وكل القيم السمحة والاخلاق الحميدة والتضحية ، دون غلو او تطرف
لكن حينما يوكل الامر لغير اهله تنقلب المفاهيم وتتغير المباديء حسب قواعد المال والسلطة والهويات الفرعية والحزبية والاجندات الخاصة ، فيصبح البعض من المعلمين تائهون عن بوصلة العلم والاخلاق والوطن ليسير في نفق مظلم ينعكس على ادائه ومفهومة ليبدأ الغرس في نفوس الطلبة غرسا معوجا فاقد كل المباديء سوى مبدأ المال والمصلحة الخاصة التي تسمو على كل المصالح والمفاهيم
فتنقلب التضحية للاستغلال ، وينقلب الولاء والانتماء للمال بدل الوطن ، وتتناثر الاخلاق الحميدة على صفيح الاجندات الخاصة، وهنا ايضا نستذكر شعر امير الشعراء حينما قال "فادعوا لها أهلَ الأمانـةِ واجعلوا لأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا .. إنَّ المُقصِّرَ قد يحول ولن تـرى لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـلا"
ما خرج به نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة من تصريحات لا تليق بمعلم او بجسم تربوي ، فأشعر المتلقي ان المتحدث للوهلة الاولى سياسي معارض او حزبي مناكف "وهو كذلك" ، وبلغة مخجلة تحمل التهديد والوعيد للحكومة ودوائرها كمال قال ، وليّ الذراع مجددا مستذكرا اضراب المعلمين سيء الذكر بداية هذا العام الدراسي وكيف جعل من ابنائنا الطلبة رهائن لدى النقابة لتمرير مطالبهم المادية
ولا نعلم من الجهة التي تستحق ان تصرف لها العلاوة اليوم ، أهي القوات المسلحة الباسلة ام الاجهزة الامنية ام الجيش الابيض ، الذين جميعهم واجهوا الوباء على حد التماس وحفظوا امن الوطن وصحة ابنائه بفضل الله ، وغابوا عن منازلهم لايام واسابيع وتعرض كثير منهم لاصابات ، وضحوا بالوقت والجهد وكل ما يملكون في سبيل الوطن والمواطن لينعم الجميع بالامن والامان والعافية
تلك الكوادر والمرتبات التي حينما كانت في شوارع ومستشفيات المملكة في البرد والحر لم يتذمروا ولم يهددوا الوطن ولم يطعنوه في خاصرته في الوقت الذي كان الوطن يعاني اقتصاديا وصحيا ويخوض معكرة حامية الوطيس مع وباء لا يفرق بين معلم وطالب وطبيب وعامل وجندي ، وكان المعلمون في منازلهم وبين عائلاتهم ينعمون بالراحة والدفء والهناء ويمنّون على الوطن والطلبة بان قام بعضهم بعمله عن بعد لعدة ساعات بينما غاب الغالب عن ذلك
على امة المعلمين اليوم الانتفاض في وجه من يمثلهم امام الراي العام وعليهم رفض تلك التصريحات الفوقية والعنجهية والمخزية ، والترفع والبراءة منها ، بعيدا عن الغرور والاستفزاز واختبار صبر الراي العام والدولة ، وان يعودوا لخندق الوطن لافظين ورافضين كل اشكال الترهيب والوعيد الفكري الذي تتبناه نقابتهم ، فوقف علاوات لبضع اشهر اكراما للوطن هو اقل ما يمكن القيام به اليوم من معلم يجب ان يسطر لطلبتهو للاجيال القادمة معنى الوفاء للوطن والتضحية لاجله وان مثالا وقدوة يحتذى لا ان يسجل في صحيفتهم الجشع والانا
أفلا يخجل النواصرة ونقابته من تضحيات ومواقف تلك الجهات التي قامت بواجبها "وزيادة" دون اي منية ، وبكل ثبات وايمان وصمود , أفلا يتعظ اولئك ويعلمون ان الاردن اليوم بحاجة ماسة لتعاضد ابنائه وتلاحمهم والوقوف بوجه الازمة العالمية التي نحن جزء منها , الا تعي نقابة المعلمين ان وقف الحكومة بعد خمسة أشهر لاتفاقها معهم جاء رغما عنها وليس للمناكفة , أليس فيهم رجل حكيم او رشيد؟
كفى لتسييس النقابة اليوم , ويجب على قيادتها ان تنأى بنفسها عن صراعات السياسة والعبث في مستقبل الهيئة العامة والطلبة والرأي العام , فاذا كان هناك مناصرين لمطالبهم في السابق , فلن يجدوا اليوم الا كل درع واق أمامهم ,ولن يُسمح لهم بعودة ذلك العبث الصبياني مجددا
ختاما ، وفي يوم الجيش ندعو الله ان يجمي الوطن وقيادته وشعبه وجيشه وامنه ، الذين سطروا وما زالوا يسجلون بماء الذهب ارقى واجلّ معاني الوفاء والتضحية والولاء والانتماء ، في ابهى حلة واجمل صورة بهية ومشرقة ، وسيبقى الاردنييون رافعي رؤسهم بقيادتهم وجيشهم ، الذي قدم ومازال يعطي دروسا وملاحما في الوفاء وحب الوطن والقيادة

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير