حازم الناصر إذ يُشير إلى تعثر مشروع ناقل البحرين
الإثنين-2019-10-28 02:15 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- عدنان خليل القراله
عندما يُشير معالي وزير المياه الأسبق الدكتور حازم الناصر إلى أن إسرائيل دقت المسمار الأخير في نعش مشروع ناقل البحرين، الذي وكما أشار الناصر إلى دخوله غرفة الإنعاش منذ سنوات، فإن ذلك يدلل على خطورة وضعنا المائي المستقبلي، وهذا ما كان متوقعاً عندما كان المشروع سابقاً قابلاً للتطبيق، إلا أن الفجوات الحضارية والسياسية والأمنية والتاريخية بين الأردن وفلسطين والكيان الصهيوني ربما جعلت إسرائيل تبحث عن عروض لإنشاء محطة التحلية الجديدة لإسرائيل وذلك بعد حصولها على عرض مغرٍ وبواقع 0.45 دولار أمريكي أي أقل من دولار.
فإذا كانت الأردن وفلسطين تبحثان عن دور مائي مستحق باعتبار أن الأرض بمجملها هي أرض عربية، في حين كان الكيان الصهيوني يبحث عن الأمن وهو هاجسه الأول وجزء من أمنه متمثل في الأمن المائي، لذلك وجد هذا الكيان من خلال الحفاظ على شخصيته أن من الأنسب البحث عن مورد مائي ليس له علاقة مع أية جهة وبخاصة مع الجانب العربي، لأن النظرة الصهيونية للعرب ومهما كان التزامهم باتفاقيات السلام إلا أنهم وكما قلنا في عمق العقلية الصهيونية ينظرون إلينا كجهات غير مضمونة، لذلك وجدناهم يبحثوا عن مصدر أخر للمياه فوجدوه في البحر الذي يسيطرون على شواطئه وبمعونة من الدول الغربية التي ساعدت على ولادة هذا الكيان العدواني وتكفلت بالحفاظ على أمنه، وهنا فمن الطبيعي أن تدير الحكومة الإسرائيلية ظهرها لأي التزام مع أي دولة عربية لا يتحقق لها الأمن بما في ذلك أمنها المائي، وليس مستغرباً هذا الموقف الذي جاء من عمق الموقف الصهيوني تجاه دول المنطقة.
ما بينه الدكتور الناصر يدل على فهمٍ عميق وإدراكٍ واعٍ لمجريات ما حدث بحيث ربط الإستيضاح الذي نشره على موقع منتدى الشرق الأوسط للمياه ما بين الاتفاقيات المشار إليها مع الأمور الفنية المتصلة بكلفة توصيل المياه والعمق السياسي المتمثل بالأمن المائي الإسرائيلي، وعدم قدرة الشركاء بمنع الكيان الصهيوني في الزامه بالتبعات القانونية المترتبة على مخالفة الاتفاقية.
فالقضية مرتبطة بقوة الكيان الصهيوني المسنودة بدعم غربي وضعف الشركاء العرب الذين يعانون من أوجاع المنطقة ومشاكلها الكثيرة.
ما ذكره الدكتور الناصر هو إشارة الواعي لمكمن الخطر القادم، بحيث استطاع أن يشير في استيضاحه إلى حجم المخاطر من وراء نقض الكيان الصهيوني لمواثيقه وهذا ليس بجديد عليهم.
وهنا لابد أن تأخذ الحكومة الأردنية إشارة الدكتور الناصر على محمل الجد، بمعنى أن الناصر ينبه الدولة الأردنية إلى الخطر القادم الذي يتمثل في شح المياه والأزمة الكبيرة التي ستكون بسبب كلفة المياه التي يتم استخراجها من المصادر الجوفية، وضعف المخزون بسبب موجات الجفاف المستمرة، وهنا ينبغي على الحكومة الأردنية أن تكون واعية ومدركة لخطورة ما أقدم عليه الكيان الصهيوني باعتبار أن المستقبل الآمن هو الذي يتوفر فيه المخزون المائي لنا الذي يكفي حاجات الناس بدون إشكاليات.

