النسخة الكاملة

" كلن يعني كلن " .. واقع الفساد في لبنان

الخميس-2019-10-28
جفرا نيوز - جفرا نيوز ـ الفساد لغة عالمية لا تحمل اصلا او دينا او حتى ايدلوجية بحد ذاتها فهو في كل مكان وزمان بلا حدود او قيود

على الساحة العربية وتحديدا لبنان نجد ان الهتافات التي تملأ شوارع الدولة ليست الا نتاج توغل كبير واثقال هائل لكاهل المواطن بعد ازمات اقتصادية واسعة ومستويات كبيرة لتردي جودة الخدمات حتى بلغت الاساسي منها كالماء والكهرباء وغيرها كان فتيل هذه الازمة ضريبة جديدة فرضة على خدمات الواتس اب

الجدير بالذكر ان في لبنان نجد تنوع ثقافي كبير وزخم طائفي واسع كلوحة فسيفسائية جميلة لكنها صعبة في تكوينها فهذا البلد عريق وصاحب تاريخ حافل في رفضه للظلم والثورة على انتقاص الحقوق على عكس ما يحاول الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من عرضه في محاولات مستميتة لتشويه وعي هذا المجتمع وشدة تنظيمه من خلال نشر نماذج تملأ عيون واذهان المشاهدين بصورة المجتمع الهش السطحي الخالي من الجدية وهذا عكس الواقع تماما ..

ولكي نقرأ جيدا مايحدث في هذه الدولة علينا اعادة النظر في ما سبق هذه المظاهرات من احداث في المنطقة الاقليمية من مشاريع الشرق الاوسط الجديدة وصفقة القرن ومخططات اسرائيل التوسعية ، فجميع ما يحدث في دول هذه المنطقة من تضييقات وتأزيم ليس الا شرايين تغذي تلك المخططات ، والفاتورة كما جرت العادة تقتطع من جيب الشعوب وامنهم واستقرارهم دون غيرهم ..

في لبنان السلطة موزعة بنظام توافقي طائفي قائم على المحاصصة حيث ان الرئيس مسيحي ماروني اما رئيس الحكومة مسلم سني ورئيس مجلس النواب مسلم شيعي ، وعندما جاءت الاحتجاجات موسومة بعبارة ( كلن يعني كلن ) كان المعنى الدقيق لها ان جميعهم - من منظور الرأي العام اللبناني - فاسدون بصرف النظر عن الدين او الطائفة اي انهم يسيرون في ركب واحد ..

الامور في لبنان تحديدا شديدة الحساسية لشدة التنوع اولا وعدم وجود خطط واضحة على نطاقات التنمية والاصلاح ثانيا وغياب الدعم العربي ثالثا ؛ ففي الوقت الذي لا تجد فيه ايران اي حرج من تقديم كل سبل الدعم لحزب الله في لبنان والتي بلغت نفوذا وقوة كدولة داخل دولة ، بل تعدت سلطتها في اليمن وسوريا وغيرها ، نجد ان الدعم العربي نحو اي دولة تواجه صعوبات اقتصادية وامنية يسير على استحياء وعلى خطابات مفرغة من واقع التطبيق والتدخل الفوري والاصلاح الجذري وبل وتغيب عن عروبتهم اية مخططات لبناء التكتلات الاقتصادية التي من شأنها ان تحقق التوازن على المستوى القريب وكما ستربك هذه المخططات الصهيو-امريكية-ايرانية التي اجتاحت الاقليم بلا غطاء حماية يكبح جماحها ..

فهل سيشهد لبنان ربيعا خاصة به ؟ مع ان حقيقة هذه الظروف الاقتصادية الصعبة متبناة من قبل ايران عبر ذراعها التنفيذي حزب الله وهي المستفيد الاول من استغلال الاحداث لتحقيق الاهداف المشتركة مع الولايات المتحدة الامريكية ، فالقضية اليوم وبكل تنوعات الطوائف في لبنان لا يمكن ان تتقاطع الا مع الطائفة الشيعية التي ترعاها ايران ، وهي تبحث بكل السبل لخلق فوضى كالتي صنعتها في العراق لتتمكن بصورة اشد تمتينا ..

ولكي تخرج الدولة اللبنانية من ازمتها الحالية عليها تقليم الفساد تدريجيا الى ان تجتثه واعادة تحقيق التوازن للقوى الفاعلة على الساحة ، واعادة صياغة المشهد بصورة اكثر قوة ووضوحا من الجانب السني على الرغم من غياب التكافؤ الا انه يتوجب القيام بجميع ما يمكن القيام به لدحر التوسع الذي يمضي به نصر الله ، فما يحدث في لبنان مطالب شعب لكن هذه المطالب لا يرعاها الشعب وليست على طاولة صانع القرار انما على طاولة المستفيد وقلم الاقرار بيد حزب الله ..

فنسأل الله السلامة لبلاد الارز والوطن العربي الكبير ..

#روشان_الكايد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير