سليم البطاينه ٠٠( هل هناك تدفق جديد للاجئين نحو الاْردن ؟ وما هي الضغوطات على الملك ؟ وماذا عن اجتماع نانسي بيلوسي الأخير في الاْردن ؟ )
السبت-2019-10-26 10:50 pm

جفرا نيوز - جفرا نيوز-كتب النائب السابق المهندس سليم البطاينة
مائة عام مضت على اتفاقية سايكس بيكو ،، والتي بموجبها أنشأ الكيان الاردني بعد خمس سنوات من توقيعها !! فمن خلال الاتفاقية أُنيط بالأردن دوراً وظيفيًا بأن يكون عازلاً بين الكيانات السياسية الكبرى في الأقليم !!!!!! فالجغرافيا الاردنية شكلت مساحة واسعة يجري من خلالها أحتواء النتائج الديموغرافية والتي تُنتجها الحروب والنزاعات داخل الإقليم ، وهذا يمكن ملاحظته باستقبال الاْردن لموجات كبيرة من اللجوء أبتدأ من عام ١٩٤٨ وحتى يومنا هذا !!! فرغم مضي مائة عام على تلك الاتفاقية فما زالت الخرائط الجغرافية تشغلُ بال العديد من الباحثين والسياسين الغربيين والاسرائيلين !!! فهنالك على ما يبدو ضغوطات كبيرة على الاْردن لتقديم حزمة من التنازلات السياسية !! رغم أن الملك لم يتحدث صراحة عن ماهية الجهات الخارجية التي تُمارسُ ضغوطًا عليه وعلى الاْردن
ففرضية ذلك هي أن الولايات المتحدة الامريكية وبعضا من الدول العربية يضغطون على الاْردن في جميع المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، والهدف منها توطين الفلسطينيين على الارض الاردنية !! وبواعث القلق تلك تعود لتسريبات إعلامية اسراءيلية ؟ فهم يرون في الاْردن ملاذاً للاجئين بسبب وقوعه على مفترق طرق داخل منطقة مضطربة ، وسجل حافل وطويل في استقبال اللاجئين
فالاردن برعت سابقا في استخدام اللاجئيين للحصول على دعم سياسي واقتصادي من دول العالم !! فالاردن اعتاد التغلب على صعوبة بقائه من خلال المساعدات التي تقدم له !! فتدفق اللاجئين للأردن وفر له فرصا كبيرة من الدعم الدولي رغم ضعفه من الناحية السياسية !! فهو فقير في موارده وأقتصاده ريعي وموجه نحو الخارج ، ومصادره الذاتية محدودة ،،،، ونموه السكاني مفرطاً للغاية !! ودول العالم تنظُر إلى الاْردن على انه دولة جرداء فقيرة الموارد !!! فجميعُنا نعرفُ بان الاْردن أعتمد على آمنه ورخائه على مصالح اللاعبين السياسين الخارجيين
فتاريخ الاْردن الجيوسياسي هيأهُ لمواجهة تحدياته المُزمنة في قلة الموارد الطبيعية ( المياه والطاقة ) ومشاكل أخرى لا تقل أهميتها عن قلة الموارد كارتفاع نسب البطالة بين شبابه وازدياد حدة الفقر بين أبناءه !!! والعجزُ في التنمية في جميع القطاعات كالصحة والتعليم وإدارة النفايات والامان الاجتماعي !!!! فالحكومات جميعها مستنزفة على نحو يتجاوز قدرتها على توفير الخدمات الاساسية لمواطنيها ؟ فتلك مشكلة كبرى لأن عجز الدولة عن توفير الخدمات الاساسية لمواطنيها يُمكن أن يوقض الشرعية السياسية
فالاردن كان وما زال يستضيف ثاني أكبر نسبة من اللاجئين في العالم مقارنة مع عدد سكانه !! فأي أستضافة جديدة للاجئين على أرضه سيزيدُ العبء عليه ، وسيحدثُ فجوة كبيرة في موضوع تغير التركيبة السكانية لديه ( الديموغرافيا ) ، فهناك حالة من السردية السياسية في موضوع تهميشُ بعض الفئات من المجتمع الاردني !! والتي ستؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي !!!!!!!!!!! فمنذُ تأسيس المملكة كانت فكرة في أن يُصبح الاْردن هو الوطن البديل للفلسطينيين تشغلُ حيزًا كبيرًا في السيكولوجيا السياسية الاردنية
فالاردنيين لن يستطيعوا وليس بقدرتهم تحمل تبعات أي تصعيد أو هجرات من دول الإقليم باتجاهه !!! فعلى الدول المانحة تقديم الدعم للأردن لمواجهة تحدياته على صعيد الموارد والاقتصاد والحوكمة لضمان معالجة التحديات الوطنية المتوطنة في الاْردن

