النسخة الكاملة

العكايلة: ضعف الحكومات وخواء البرلمان هيأ الفرصة السانحة لتسارع الفساد وتمدد ساحته!

الخميس-2011-10-17
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - خاص

قال النائب الاسلامي الاسبق د.عبدالله العكايلة اننا في الأردن ومنذ سنوات ونحن نحس ونلمس ونرى حجم التخريب ونخر الفساد في كيان الدولة وبيع ممتلكات الشعب ونهب مقدراته وموجوداته برّاً وبحراً وجواً من الأراضي والشركات والموانئ والاتصالات وأصبحنا نتهامس في كل زاوية من زوايا المجتمع الى أن جهر الناس بكل ما يُعلم حيث جاء أوانه وحضر رجاله.  لقد أصبح الأردن في مهب الريح فالشعب يترنح تحت سياط الأسعار والفقر والبطالة وتآكل الدخول وتنامي المديونية الى أرقام فلكية جاوزت حدودها التي بلغتها في عام 1989 حين قامت هبة نيسان في ظلال الأزمة الاقتصادية المعروفة آنذاك علماً بأن ثروة الوطن كانت مملوكة للشعب لم يُبع منها شيء وقتئذٍ.

واضاف العكايلة في تصريح لـ"جفرا نيوز" أما عن الأوضاع السياسية فقد وجِّهت للحياة السياسية ضربتان قاصمتان في انتخابات عامي 2007،2010 تمخضت الأولى عن مجلس نيابي مزور كان سُبّة في تاريخ الحياة البرلمانية ليصحوالشعب على مجلس أكثر تزويراً أفرزته انتخابات 2010 بفضائح يتندر بها الشعب في كل المحافظات وهو المجلس الذي توقع الناس في أعقاب حلِّ سلفه أن يكون أفضل حالاً فإذا بهم يترحمّون على السلف أمام مصيبة الخلف.

لقد تكرّس في مسيرة الحياة السياسية منذ انتخابات عام 2007 نهج تحالف فيه الفساد والاستبداد فأُفسِدت الحياة السياسية أيّما إفساد حيث تم افراز مجلس نواب جلُّه من أصحاب رؤوس الأموال وكبار التجار والمقاولين وغيبت رموز الوطن وقيادات الشعب بما فيها الذين لم يخرجوا يوماً عن مربع الايقاع الرسمي للسياسات الحكومية.

وتبعاً لتغييب رموز كانت تشكل روافع حقيقية للعمل البرلماني والسياسي جاءت صورة البرلمانين الأخيرين على النحو الذي شهده الشعب الأردني والذي خرج الى الشارع فرحاً وطرباً عند حل الأول منهما ويخرج اليوم مطالباً بحل الثاني حيث مثلت عملية انتخابهما في عامي 2007 و 2010 أسوأ انتخابات نيابية في تاريخ المملكة عكست تزوير إرادة الشعب بالترهيب والترغيب بشراء الذمم و الأصوات.

وبين العكايلة انه لقد هيأ ضعف الحكومات التي جاءت في هذه الفترة المناخ الخصب كما هيأ خواء البرلمان الفرصة السانحة لتسارع الفساد وتمدد ساحته وبمشاركة أعضاء من هنا و هناك لتحقيق مكاسب شخصية ومصالح ذاتية والثراء على حساب معاناة الشعب وتبديد ثروة أجياله.

أما عن الأوضاع الاجتماعية فقد قفد قال العكايلة انه قد  أُسست في المجتمع ثقافة النفاق والتملق والولاء المصطنع والانتماء المأجور وعُبئت مؤسسات الدولة والأندية الشبابية وكثير من مؤسسات المجتمع المدني الطوعية بتلك الثقافة الزائفة وعمّت أناشيد الولاء الشكلي المحافل والمناسبات حتى وصلت الى الربط الإلكتروني لها على هواتف الكثير من رجال الدولة وكبار المسؤولين في مشهد ينبئ عن خواء مخيف.

 تبحث عن الأصالة وصدق الإنتماء والكرامة المعهودة في السلوك الرسمي فلا تكاد تعثر عليها إلا في حدود ما رحم ربي من وجوه بقيت محافظة على هذه القيم ممن هم خارج السرب وبعيدون من مواقع التأثير .

أما عن الأوضاع الاقتصادية فقد قال العكايلة لقد بيعت ممتلكات الشعب وموجودات الدولة تحت شعار الخصخصة التي قاد حملتها و حمل وزرها مجموعة الليبراليين الجدد الذين جردوا الشعب من ممتلكاته وسمسروا عملية بيعها للخارج مقابل عمولات ونسب حولتهم من معوزرين الى فئة ثرية تملك مئات الملايين علاوة على تسلقهم لهرم الدولة وتبوء مراكز متقدمة في السلطتين التنفيذية والتشريعية ورئاسة الهيئات التي انبثقت أصلاً ليشغلوها ويواصلوا أعمال السمسرة وبيع البقية الباقية من ثروة الوطن من خلال مواقعهم فيها.

واكد انه كان شعار الخصخصة إحدى الركائز التي قام عليها ما عرف ببرامج التصحيح الاقتصادي في وصفة صندوق النقد الدولي التي ندب للترويج لها وتنفذها مجموعة الليبراليين الجدد والتي قاومناها وحذرنا من مخاطرها ونتائجها المدمرة على مستقبل الشعب الأردني وقلنا مراراً وتكراراً ان كان ولابد من الدخول في هذا النفق فليكن الحديث عن بيع منفعة لا بيع رقبة السلعة لمدة معينة تعود ملكيتها بعدها الى الشعب و أجياله.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير