النسخة الكاملة

سليم البطاينه يكتب : (من هم البرامكة ؟)

الخميس-2019-10-17 09:26 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز ـ كتب - النائب السابق المهندس سليم البطاينه  
عندما تم فتح خراسان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب تحول عدد من ذرية برمك المجوسي ( الأفغان حاليا ) إلى الاسلام ، والبعض منهم تظاهر بالإسلام كي ينفذ الى المجتمع الجديد للاندماج فيه !!! فتركوا اسماءهم الفارسية وتسموا باسماء عربية !! وشاركو في الدعوة السرية لأسقاط الخلافة الأموية !! والذي تحول لاحقاً إلى حراك عسكري أدى إلى سقوط الخلافة الأمويةبهم ٠٠٠ فلما أنتهت المواجهات بأنتصار العباسيين الهاشميين حفظ خلفاء بني عباس للبرامكة هذا الصنيع فقربوهم ووثقوا بهم وأولهم المناصب العليا في الدولة  وبدأ تغلغلهم ونشاطهم في عهد الخليفة العباسي الاول أبو العباس السفاح ، حين أستوزر خالد بن برمك ومنحه صلاحيات واسعة في شؤون البلاد والعباد !! فأحدث ذلك أختراقاً كبيراً للعنصر الفارسي في دولة الخلافة العباسية !!! حيثُ أستحوذوا على مناصب الدولة وعاثوا في الارض فسادًا تحت ظلال سيوف بني العباس. 
فهناك ظُلماً وأفتراءً لحق بهارون الرشيد حيث تم وصفه بصورة الف ليلة وليلة  لكنه في الحقيقة كان رجل دولة مُحنك وكان يُدركُ حجم المسؤلية الملقاة على عاتقه ،وكان هذا سبباً رئيساً للفتك بالبرامكة الذين أستغلوا نفوذهم واستأثروا بالسلطة وعاثوا في الارض فسادًا ! فهنالك قصص تكررت باستمرار في التاريخ ،،، ويختلف شخوصها ويتنوع ابطالها ، لكن مسارها واحد !! فالعبرة لمن أراد ذلك مجانًا. 

فأبن خلدون قال في مقدمته ج١ ص١٥ ٠٠ ( وإنما نكب البرامكة ما كان من استبدادهم على الدولة وأحتجابهم أموال الجباية ؟ وقال ايضاً ( هولر جودت فرج ) في كتابه ( البرامكة سلبياتهم وإيجابياتهم ) أن البرامكة وصلوا من الغنى المفرط في عهد هارون الرشيد إلى حد دفع الخليفة إلى تحذيرهم ؟ اذ قاموا ببناء القصور الفاحشة وألفو حياة الترف والبذخ وعرف عنهم التأنقُ في الملبس ، كما أمتلكوا الضياع الجميلة وكأن البلاد ملكاً أقطاعياً لهم وحدهم !!!.. 
فلكل عصر برامكته وفي كل زمان برامكة يدسون الدسائس ويحيكون المؤامرات ويمكرون بالليل والنهار ،، ويتلاعبون بمصالح الناس وينهبون أموالها ويقدمون مصالحهم على مصلحة البلاد والعباد ! ويفتحون أبواب القصور للفاسدين ويوصدونها امام الناصحين ؟ فهم لا تستطيع أن تراهم لأنهم يعيشون في الظلام ويختبوءن وراء حسن النوايا !! ولهم عدة أساليب في الفساد. 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير