النسخة الكاملة

نمط الاستهلاك المتوازن وأثره في التنمية المستدامة

الإثنين-2019-10-14 11:15 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - الباحث الاقتصادي على الصانع
يشير الباحث الاقتصادي علي الصانع الى أهمية موضوع الاستهلاك المتوازن وأثرة في التنمية المستدامة حيث نال هذا الموضوع الاهتمام الكبير من قبل الباحثين في أكثر من علم من العلوم الاجتماعية، الأمر الذي يعبر عن مدى اهميته البالغة التي تقع ما بين علم الاجتماع و علم الاقتصاد مروراً بعلم النفس ولأنثروبولوجيا.
ويبين الباحث الأثر الأكبر الذي حظي به الموضوع في نطاق علم الاقتصاد، حيث عرف الاستهلاك بطريقة مبسطة وقال انه ذلك النشاط الذي يمارسه الفرد ليلبي حاجياته اليومية من المنتجات الضرورية لاستدامة الحياة وهي عملية ذات طابع اقتصادي في المقام الأول.
ويوضح الباحث أهمية العملية وما يرتبط بها من قضايا، بعضها اقتصادي، مثل العرض والطلب، ومعدل الإنتاج وجودة الإنتاج والمنافسة من قضايا ذات طابع اقتصادي، والبعض الآخر ذو صبغة اجتماعية مثل المستوى الاجتماعي، وما قدمه الاقتصادي "آدم سميث" في كتابه ثروة الامم من تعريف الاستهلاك من وجهة نظره، أنه الهدف والغاية الوحيدة لكل إنتاج، فالاستهلاك بوجه عام يمثل وزناً كبيراً في إجمالي ميزانية الأسرة وفى اجمالي الإنفاق القومي، كما أن للاستهلاك تأثيراً على كافة المتغيرات الاقتصادية مثل الإنتاج، الدخل، الادخار، الاستثمار، مستوى الأسعار وغيرها من المتغيرات الاقتصادية المهمة، وبين ادم سميث في نظريته أن غرض الإنتاج كله هو الاستهلاك.
ويركز الصانع على ضرورة التنبه الى النتائج الاجتماعية المترتبة على عدم الاستهلاك المتوازن واثارها على الأجيال المتعاقبة، معتمداً بذلك على نظرية العالم "أرنست إنجل" فقد كان إنجل أول من نبه الى تأثير العوامل الاجتماعية على الاستهلاك، فهو يعد أول من أشار إلى أهمية أثر الدخل على نمط الاستهلاك، وأشار"ثورتشاين فيبلن" من خلال نظريته "الطبقة المترفة "The Theory of the Leisure Class على أهمية أثر الطبقة الاجتماعية الغنية في نشر ثقافة الاستهلاك غير المبرر، وبالتالي تقوم الطبقات الاخرى الاقل مكانة في تقليد الطبقة الغنية في الاسراف والتبذير دون حاجة الى الاستهلاك الفعلي.
ومن هنا وبناءً على ما تقدم فقد نبه الباحث الاقتصادي الصانع الى ضرورة معالجة موضوع الاستهلاك المترف والذي يلامس العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية ، ويقول أن هناك دراسات عديدة أصبحت تؤكد على أبعاد اجتماعية ونفسيه في تفسير زيادة انتشار ثقافة الاستهلاك بين الأفراد، فالدراسات النفسية ترى أن العوامل النفسية بين الأفراد تلعب دوراً مهما جداً في تحديد الأنماط الاستهلاكية، وهناك العوامل البيئية أيضاً المحيطة بالأفراد، وكذلك العوامل المهنية التي لا يمكن إغفالها باعتبارها أحد العوامل التي تؤثر في انتشار ثقافة الاستهلاك غير المتوازن 
وأشار الصانع الى ما أكدته نظرية العالم الاقتصادي "كينـز" حول الاستهلاك حيث أكدت نظريته على التأثير الناتج عن أنماط الاستهلاك، غير أن كينز اعترف أن هنالك عوامل أخرى مؤثرة على المستوى الكلى للاستهلاك، وهى عوامل موضوعية وعوامل شخصية ونجده يشير إلى العوامل الموضوعية مثل عادات الإنفاق الاستهلاكي، وهيكل توزيع الدخل القومي، ومستويات الأسعار، وغيرها من العوامل الشخصية التي تنحصر في حب الظهور والكرم والتبذير، غير أن كينـز، ومن خلال هذه العوامل أشار إلى أهمية أثر الدخل على الاستهلاك.
ويختم الصانع بتوصياته الى ضرورة دراسة الأنماط الاستهلاكية ووضع الأليات التي تحكم العلاقة المتوازنة بين "الاستهلاك والانتاج" وبين أن علماء التنمية الاقتصادية أضافوا مؤشرات جديده الى مؤشرات التنمية المستدامة بالإضافة الى مؤشر الدخل القومي حيث أشاروا الى أن الدخل القومي لا يعطي الا صورة واحدة للنمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي وذلك لتحقيق حاجيات الاجيال الحالية وتحقيق الرفاه لهم دون المساس بحاجيات الاجيال القادمة من خلال التركيز على الاستهلاك المتوازن في استخدام الموارد الطبيعية والتشجيع على استخدام الطاقة المتجددة من أجل ايجاد بيئة خالية من الملوثات واستحداث شبكة نقل عامة تعمل بالطاقة التي لا تؤثرعلى البيئة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير