النسخة الكاملة

جلالة الملك محمد السادس ألف سلامة أجر وعافية

الخميس-2019-10-02
جفرا نيوز - جفرا نيوز - مهدي مبارك عبد الله

بداية نشاطر أشقائنا المغاربة الابتهالات والدعوات ونتضرع إلى الباري عز وجل أن يكلأ صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية ( الإنسان النبيل والمتواضع ) بعين حفظه ورعايته وأن يصبغه ويمن علية بموفور الصحة والعافية والشفاء العاجل من الأزمة الصحية التي ألمت به مؤخرا وأن يديمه ذخرا وسندا وفخرا لوطنه وأمته ونقول بكل حب وأخوة واحترام لهذا الرجل وامتنانا لهذا الملك وعرفانا لهذا القائد ووفاءا لهذا الزعيم العربي الذي أصبح مثالا للتواضع والإنسانية ( سلامات يا جلالة أبى الحسن خطاك الشر )

في بيان مقتضب صدر عن الديوان الملكي المغربي قبل ايام أفاد بأن الملك محمد السادس تعرض لالتهاب فيروسي حاد في الرئتين وان طبيبه الخاص أوصى بأن يدخل في فترة راحة طبية لبضعة أيام ما منعه من السفر إلى باريس للمشاركة في مراسم تشييع جنازة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وتقديم التعازي لعائلته وأقربائه حيث مثله رسميا في ذلك ولي عهده الأمير مولاي الحسن وقد تصدر خبر توعك جلالته حديث نشرات الإخبار المحلية والعالمية

وجرياً على عرف قائم في المملكة المغربية يحول دون حضور العاهل المغربي الجنازات الرسمية حيث لم يسبق له أن شارك في أي منها وكان دائما ينوب عنه أحد الأمراء في ذلك الا ان الراحل شيراك يعتبر أحد الأصدقاء المقربين جدا من العائلة الملكية في المغرب وله اعتبار وتقدير خاص ومكانة معتبرة لدى الملك

في المملكة المغربية نلاحظ على الدوام حالة فريدة ومتميزة من التلاحم والتعاضد بين العرش والشعب بصورة قوية وعروة وثقى لا انفصام لها حيث لا تعتبر علاقة المواطنين بالملك علاقة حاكم بمحكوم أو ملك وشعب بل هي مكون مشترك لأسرة واحدة ( ملكا وشعبا ) تسمى أسرة المغرب الكبيرة يشكل فيها الملك رب البيت وكبير العائلة وهو( حبيب الفقراء ونصير الضعفاء وسليل الشرفاء )

يبلغ الملك محمد السادس من العمر 56 عام اعتلى سدة العرش في تموز من عام 1999 بعد وفاة والده الملك الحسن الثاني وقد استطاع في فترة زمنية بسيطة وبكل حنكة وحكمة ووعي ومسؤولية وأمانة وبعقلية متنورة وفكر نوعي منفتح ومتطور سادت فيه منذ بدايات عهده الميمون قيم العدالة ولنزاهة ومحاربة الفساد ورجاله وتطبيق القانون واحترام حقوق الإنسان حيث تمكن من نقل المغرب من مرحلة صعبة ومفصلية في تاريخه الطويل كانت بعض مراحلها مظلمة وقاسية بكل المقاييس والمعايير تناسلت فيها الإشاعات وبعض الحقائق عن مرحلة الخوف المطبق والسجون الرهيبة والاعتقالات العمياء والمحاكمات العرفية وحادثة اغتيال الزعيم التاريخي المعارض لنظام الملك الحسن الثاني ( المهدي بن بركة ) حيث كان المغاربة في تلك الفترة مسكونين بالذعر والحذر ويخشون كل شيء ويتكلمون همسا مع أنفسهم والآخرين خوفا من أي كلمة قد تودي بصاحبها إلى المجهول ويذهب ضحية لمفرداتها أو معناها

ورث الملك محمد السادس حملا وهما وطنيا ثقيلا وكبيرا وحاول بجهوده المخلصة والدءوبة أن يخرج من حالة الجمود والعتمة وكأنه " حكيم منتظر " جاء ليبشر الناس " بمغرب جديد " ينزع عن نفسه فزاعة الرهبة من الماضي ليرى الحرية والنور ويعيش وميضها البراق الواضح في عهد ملكي واعد يقوده شاب متعلم ومثقف ومختلف بدأت معه الوطنية المغربية ترسم طريقا عريضا من التسامح والتماسك وتمتين روابط الوحدة الوطنية واحترام الكرامة وإعادة الحقوق والاعتبار والتعويض لكل من تعرض للظلم والاساءة بعيدا عن كل أشكال التمجيد والتقديس المبالغ فيها

حيث خرج الملك الشاب الطموح على شعبه الوفي بعقيلة عادية متواضعة ولطيفة ومحببة تقرب فيها من حياة البسطاء والمعوزين والفقراء وعاش بينهم وعرف واقعهم وخفف من معاناتهم ورفع معنوياتهم ومد يد العون والمساعدة لهم حيث وجدوا فيه ( ملكا وقائدا فيه الكثير من الخصال والحسنات أحب شعبه فبادلوه الحب بالحب حين لا مس وجدانهم فقالوا له سمعا وطاعة ) ملك في معدنه وولائه لا يختلف على محبته أحدا أياديه بيضاء ناصعة محب للخير ونشر ثقافة العمل الإنساني والتسامح والسلام والتعايش المشترك في كل بقاع العالم يعيش بين رعيته وفي رحاب وطنه ( مغرب المستقبل الزاهر ) وهو يوصي ويوجه المسؤولين إلى ضرورة تقدير واحترام المواطنين في الداخل عبر إدارات ومؤسسات الدولة المتنوعة وفي الخارج من خلال السفارات والقنصليات والممثليات وخدمتهم بكل اهتمام ومصداقية ( وتحت طائلة المسؤلية والمحاسبة )

لقد خاض الملك محمد السادس المعترك السياسي وغاص في أعماقه وتشعباته بكل شجاعة وبسالة وحكمة حيث عرف العالم بعراقة وأصالة ومكانة المغرب ودوره الطليعي والرائد في الحفاظ على العلاقات الدولية والسلم والأمن العالمي من خلال جهوده الفعالة في رفع راية بلده في المحافل الإقليمية والدولية فضلا عن تفانيه في بناء المغرب الحديث ونهضته وتطوره العمراني والمؤسساتي والديمقراطي ألتعددي حتى غدا جلالته فيما تركه من بصمات عمل وانجاز مشرقة ومشرفة مشعلاً ونبراساً تقتدي به الأجيال لتنير دروب الحرية والتقدم والازدهار وهي تغرف من منهل عزيمته وإرادته التي لا تنضب ولا تلين

وما من شك في أن تفاعل المغاربة جميعا في مختلف بلدان العالم وعبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في ( عاصفة حب ووفاء عارمة ) مع تطورات الحالة الصحية لمليكهم وحرصهم على متابعتها أولا بأول يدل على المكانة الكبيرة والمنزلة العظيمة التي يحظى بها جلالته في مختلف أوساط الشعب المغربي رسميا وشعبيا ما يعكس المحبة الصادقة والمخلصة التي لا تتعلق بشؤون الحكم والسياسة ومصالحهما فحسب وإنما ترتبط بشخصية هذا الملك العربي ونقائها والذي نلمس في مواقفه الصفات النبيلة الكامنة في الإنسان قبل أن يكون ملكا ويترجم في سلوكه مواصفات الحكمة قبل أن يكون حاكما ويمثل في تعامله خبرة القائد المحنك قبل أن يكون محكما ويجسد في أسلوبه عدالة الحكم صاحب الحكمة قبل أن يكون حكيما ولا أدعي هنا الحكمة عندما أقول إننا عرفنا في شخصية جلالة الملك محمد السادس نقاء القلب وصفاء السريرة وطهارة اليد ودقة البصيرة والنظرة الثاقبة للأمور والرؤية السديدة لما يدور في المنطقة والعالم

وهذه الصفات الفريدة بل المتفردة جعلت من جلالته زعيما بارزا ليس في المنطقة فحسب وإنما في العالم أجمع ولعل ما يميز العاهل المغربي حرصه دوما على صناعة الحدث الإيجابي داخل المغرب وخارجها حيث نجده أبا رحيما لشعبه وحاكما عادلا لدولته وقائدا محنكا لوطنه وقياديا ملهما وسط أمته والعالم وها هو اليوم رغم كل المتاعب والصعاب والمرض يقود المسيرة المغربية وسط الأمواج والعواصف المحدقة بها بمهارة واقتدار نحو مرافئ المستقبل الأكثر إشراقا وعطاء ورخاء وتقدم

الملك محمد السادس يعد أحد أبرز الشخصيات السياسية المؤثرة في العالم وصاحب المكانة المرموقة ذات التقدير الكبير على الصعيدين الإقليمي والدولي وذلك لما يتمتع به من رؤية سياسية عميقة وحنكة جعلته رجل المصالحة المتقدمة والمبادرات الشمولية حيث لا يفوّت فرصة للالتقاء بإخوانه القادة العرب للتشاور في سبل حل القضايا العربية وهو يمثل طرازاً فريداً من قادة العالم المتميزين الذين خلدوا أسماءهم باقتدار من خلال جهوده السياسية التي ساهمت في تحقيق السلام والاستقرار في العالم

حين يمر الملك المغربي بعارض صحي طارئ ومؤلم فإن الأردن قيادة وشعبا يقف على قلب رجل واحد داعيا الله العلي القدير أن يمن على جلالته بالشفاء العاجل ليعود إلى عمله ويقود سفينة المغرب الغالية بحكمته البالغة ويمارس أدواره المعهودة في تعزيز رفاهية شعبه وبث روح الإخاء في العلاقات العربية - العربية في زمن أصبح الشر يتسرب من التفاصيل الكبيرة والصغيرة فيها ومن المعلوم أن العلاقة بين الأردن والمغرب قيادة وشعبا ومكانا وإنسانا وجغرافيا وتاريخ لم تكن في يوم من الأيام تشبه أو تتقاطع مع أية علاقة أخرى بين بلدين عربيين وشعبين متعامدين في الوفاء والولاء ومحبة قيادتهما والحرص على امن واستقراره وطنهما

لم يعد الإعلان رسمياً عن مرض ملك المغرب أمراً استثنائياً إذ تكرر إعلان إصابته بالمرض خاصة في الفترات التي تتزامن مع مواعيد قائمة مسبقاً يستدعي المرض إلغاءها أو تأجيلها يشار إلى انه أجريت للملك المغربي عملية جراحية في عام 2017 في أحد مستشفيات باريس حيث تم استئصال ورم حميد من إحدى عينيه وفي عام 2018 أجريت له عملية جراحية أخرى في القلب بعد أن كشفت فحوصات عن عدم انتظام في إيقاع نبض القلب لديه

أخيرا من هذا الحمى العربي الأصيل أردن الخير والعروبة والإخوة ( عرين أبى الحسين ) ملكنا وقائدنا تلهج ألسنتنا وتخفق قلوبنا بالدعاء الصادق لجلالة الملك محمد السادس اللهم اشفه شفاء لا يغادر سقما بيدك الشفاء ولا شفاء إلا شفاؤك اللهم احرسه بعينك التي لا تنام اللهم ألبسه لباس الصحة والعافية اللهم أحفظ المملكة المغربية وشعبها تحت ظل قيادته عزيزة وحرة وآمنة ومستقرة وسائر بلاد العرب والمسلمين يا رب العالمين

mahdimubarak@gmail.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير